ناجح المعموري
السؤال الأكثر حضوراً الآن في الثقافة العربية ، هو لماذا تضاءل دور الفلسفة في التداول الثقافي ؟ ولم يعد العناية بها مجالاً جوهرياً ؟؟ وحتى في الدرس الجامعي ؟
لم تكن حاضرة بقوة بمعنى تجاوزها للدرس والتمركز في الحياة العامة . حتى من يبرز مهتماً بها يطعن بشخصه ويتهم بالتفلسف وعدم السوية . وهذا أمر مثير للدهشة ، على الرغم من وجود عدد قليل من الأسماء في الحياة الثقافية والأكاديمية يمارسون النشاط المعرفي ويتعاطون الفلسفة في الحياة اليومية ، عبر الصحافة اليومية ، ولابد من الإشارة لبعض الأسماء التي برزت مثل الأستاذ علي حسين الذي جعل من الفلسفة اهتماماً يومياً عبر ما ينشره وما يصدره من كتب وكذلك الشاعر نصير فليح ورسول محمد رسول وعلي مرهج وانشغالهم بالتعريف وتوسيع التواصل بالمعرفة ونشر الكتب وخصوصاً الاستاذ علي حسين ونصير فليح المتميز بذكاء بهذا المشروع وذهب واضحاً نحو ما هو جديد في الفلسفة الحديثة ، وعرف بها وقدم جهداً مساعداً على التعرف على الرغم من أن الفلسفة ليست سهلة أو قريبة من الوسط الثقافي . لكني أجد ضرورة جوهرية الإشارة الى الحاجة الملحة لها ، نظراً لما تقدمه من مساعدات ثقافية ، وتأهيلية بشكل بارز لمن يتعاطى النقد ، وما يمكن الإشارة له في هذا المجال هو د. عبد الله إبراهيم وياسين النصير كما من الحتمي أن تكون نهايات التجارب الثقافية والنقدية هي الذهاب تلقائياً نحو الفلسفة .ومعروف للمتابع الثقافي بأن الفلسفة مغذي حيوي للمثقف ومساعد على تعميق رؤاه وتفعيل أفكاره . لذا اقترح على الأصدقاء الذين يتعاطونها يومياً من خلال الصحافة الاستمرار بهذا المجال ، لأنه يمثل مشروعاً مركزياً ، وعلى الصحافة فتح المنافذ لذلك وتعضيد هذه التوجهات وإقامة فعاليات ثقافية ، مثلما يحصل في منبر العقل الخاص باتحاد الأدباء والكتاب في العراق . وكنت قد ذهبت لاقتراح هذه الفعالية منذ بداية 2016 وما زالت مستمرة ، واستطاعت استقطاب الأساتذة وحفلت الحياة الثقافية العامة بكثير من المؤتمرات الفصلية وعلى الرغم مما قدمه منبر العقل ، أعتقد بأنه غير كافٍ بل بحاجة الى تآزر منظمات ثقافية وفنية وحتى اجتماعية ومدنية وتنشط في علم اجتماع السياسة وماهية علم الاجتماع . وسيعلن منبر العقل قريباً عن رغبته لتجميع البحوث والدراسات التي قدمت من خلال منبر العقل وطبعها عبر مشروع معرفي ، سيكون رائداً في هذا المجال الجوهري ، والنية تتجه لجعل تلك المنشورات سلسلة ، يعمل منبر العقل على استمرارها وقد تم التشاور وتبادل الرأي بين قيادة الاتحاد وأمانة الشؤون الثقافية واللجنة المشرفة على منبر العقل ،واعتقد بأن هذه التجربة إذا توفرت على شروط ديمومتها وتعميقها ، سيكرس منبر العقل فاعلية ذات اهتمام ثقافي ومعرفي مؤثر في الحياة الثقافية اليومية . كما أجد ضرورة أن يكون منبر العقل حاضراً بما هو مناسب ضمن المهرجانات الثقافية وهي كثيرة في كل المحافظات ، حتى ولو بمحور واحد ، يجعل من تجاوره مع الثقافة التقليدية ضرورة ملحة .