TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: من يطلق الرصاص ؟

العمود الثامن: من يطلق الرصاص ؟

نشر في: 21 إبريل, 2020: 09:47 م

 علي حسين

في عصر الفضائيات و"العالم قرية صغيرة" وثورة مواقع التواصل الاجتماعي، لا يعرف أحد في بلاد الرافدين من هي الجهات التي تطلق الرصاص بكل حرية، وتنقل الصواريخ بين المدن، وتؤدي بجدارة مشاهد الرعب في الشوارع ؟ 

إن واحدا من أهم حقوق إنسان العصر الحديث، هو الحق في المعرفة، وبالتالي فمن حق العراقيين أن يعرفوا ما يدور في بلادهم.. نريد أن نعرف ماذا يحدث ؟، ومن يهدد بحرق البلاد دون أن يرمش له جفن؟، ومن يقف وراء تأسيس جماعات مسلحة تتكاثر يوما بعد آخر بحجة مقاومة أميركا؟.. ربما يسخر البعض من "جنابي" ويقول يارجل هل هذه أسئلة تطرحها على القراء، والكل يعرف من يقف وراء هذه الفوضى؟ .

أيها السادة، منذ سنوات ونحن الشعب الوحيد الذي يضحك عندما يقرأ خبرًا يقول إن الرئاسات الثلاث اجتمعت وتدارست وقررت أن تعلن "حصر السلاح بيد الدولة".. أما كيف، والسلاح مزدهر بجميع أنواعه: قنابل يدوية، رشاشات، صواريخ، وأيضًا مدرعات إذا تطلب الأمر.

يكره مسؤولونا الأرقام إلا أرقام التأييد، وحسابات البنوك والسيطرة على المشاريع والمقاولات.. كل أرقام أخرى مرفوضة ومكروهة، لأنها جزء من المؤامرة الدولية على التجربة الديمقراطية في العراق، أرقام الأموال المنهوبة، الأموال التي صرفت على مشاريع وهمية، أرقام ضحايا التظاهرات، أرقام الفقر والمهجرين والكفاءات التي شُرّدت، تقارير البطالة الفساد والتزوير.. أرقام علينا ألا نقترب منها. 

لاحِظ جنابك الكريم أن من بين أبرز أخبارنا أن "العلامة" والمفكر والتابع الأمين لعادل عبد المهدي ومستشاره " المخلص " عبد الحسين الهنين، أخبرنا "مشكورا" أن سبب أزماتنا المالية والسياسية والأمنية أيضًا، هم المتظاهرون الذين يريدون تعطيل عجلة الدولة ومشاريعها "العملاقة ". 

تنمو الاكاذيب وتزدهر في زمن الانتهازية ، واليوم الانتهازية هي الصمت الذي أصبحت فيه مشهد رجل يطلق الرصاص وسط ساحة التحرير، أمرا عاديا .

لا نزال نتحدث عن المؤامرة الأميركية، ونكاد ننشغل كل يوم في مغامرات التحليل السياسي ونتقافز على الفضائيات في برامج فقدت صلاحيتها للاستخدام الآدمي، من أوصلنا إلى مشهد السخرية من دماء 700 متظاهر ؟ 

الرغبة الأولى التي يبديها ساستنا، هي أنهم يخوضون حروبهم المصلحية في كل اتجاه. وفي كل مرة نراهم يصفّقون بالإجماع لكل قرار يزيد الفرقة ويبث الكراهية في النفوس، كم هو أمر مثير للأسى أن يصر البعض على أن ما يجري منقتل ونهب سببه شباب التظاهرات ، اكاذيب وخطابات زائفة ، هذا ما يحتاج إليه العراق للخروج من عصور الفقر والتخلف، وحتمًا سوف نرى كيف تسير هذه البلاد على خطى سنغافورة واليابان!.. فقط ضعوا ثقتكم بمسشارعادل عبد المهدي !!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

 علي حسين ما أن خرج الفريق عبد الوهاب الساعدي ليتحدث إلى احدى القنوات الفضائية ، حتى اطلق بعض " المحلللين " مدفعيته تجاه الرجل ، لصناعة صورة شيطانية له ، الأمر الذي دفع...
علي حسين

باليت المدى: شحذ المنجل

 ستار كاووش مازال الوقت مبكراً للخروج من متحف الفنانة كاتي كولفيتز، التي جعلتني كمن يتنفس ذات الهواء الذي يحيط بشخوص لوحاتها، وكأني أعيش بينهم وأتتبع خطواتهم التي تأخذني من الظلمة إلى النور، ثم...
ستار كاووش

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

محمد الربيعي يضع العراقيون امالا كبيرة على التشكيلة الوزارية الجديدة، المرتقب اعلانها قريبا، لتبني اصلاحات جذرية في مؤسسات الدولة، وعلى راسها التعليم العالي. فهذا القطاع الذي كان يوما ما منارة للعلم والمعرفة في المنطقة،...
د. محمد الربيعي

مثلث المشرق: سوريا ومستقبل الأقليات بين لبنان والعراق

سعد سلوم على مدار عقود، انتقلنا من توصيف إلى آخر: من "البلقنة" في سياق الصراعات البلقانية، إلى "لبننة" العراق بعد التغيير السياسي في أعقاب إسقاط نظام صدام حسين، وصولًا إلى الحديث اليوم عن "عرقنة"...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram