عباس الغالبيتتجه الانظار الى قطاع الاتصالات حالياً لاسيما بعد دخول شركات الهاتف النقال حلبة المنافسة وانحسار دور الهواتف الارضية ، حيث اصبح الهاتف النقال ضالة المستهلك الذي يشعر بالحاجة الماسة الى الموبايل مع تطور وسائل الحياة وسرعة ايقاع الاحداث والحيثيات اليومية التي تتطلب اتقاداً في المعلومة التي عادة ماتصل عبر أثير الموبايل .
وحيث ان الاقتصاد العراقي يعتمد بمانسبته اكثر من 95% على القطاع النفطي كمصدر دخل وحيد ، إلا ان قطاع الاتصالات بحكم وجود الهاتف النقال أصبح يشكل المرتبة الثانية من حيث الواردات بحسب تقديرات الخبراء والمتابعين ، حيث ان وجود أكثر من عشرين مليون مشترك في الشركات الثلاثة العاملة فيؤ العراق يمثل حركة اقتصادية في السوق العراقية تعد عنصراً جاذباً للاستثمارات الطامحة لدخول سوق العمل العراقية ومنها قطاع الاتصالات . وبرغم الصعوبات التي تكتنف عمل شركات الهاتف النقال والتي تتركز في ثيمة رئيسة تتعلق بعملية التشويش الامريكي وتداعياته الفنية على الشبكات، فأن الجهد الذي تضطلع به شركة اسياسيل في ديمومة العمل والارتقاء بالاداء دليل واضح على سعة مستهلكيها واتجاه السواد الاعظم من مقتني الموبايل الى اسياسيل ، هذا فضلاً عن الرغبة الجامحة التي لمسناها من قبل ادارة الشركة في التطوير والتوسع واستخدام أحدث التقنيات في عالم الموبايل .ولابد من الاشارة ايضاً الى ان المنافسة الحقيقية التي تعتمدها الشركة مع الشركات الاخرى تعد على وفق المعايير المهنية سعيا دؤوبا لاحداث نقلة نوعية في قطاع الهاتف النقال في ظل التداخلات والتقاطعات المعلنة بين وزارة الاتصالات وهيئة الاتصالات والاعلام والتي تصل في بعض الاحيان الى كيل الاتهامات المتبادلة في مشهد غير مألوف في البلدان الاخرى، مايجعل الحاجة ملحة لاستصدار قوانين منظمة ومرتبة لقطاع الاتصالات برمته .وحيث ان قطاع الاتصالات ولاسيما الهاتف النقال يعد غاية في الاهمية في امكانية جذب الاستثمارات الاجنبية التي يتطلع المشهد الاقتصادي حالياً الى ولوجه سوق العمل العراقية ، فأن الاهتمام به والعمل على خلق روح المنافسة المهنية الحقيقية بين الشركات العاملة في هذا القطاع هو السبيل الامثل الى وجود قطاع مؤثر في دورة الاقتصاد العراقي والذي مازال الى الان يعاني من وثنية نفطية يسعى المخططون والقائمون على القرار الاقتصادي في البلد الى التخلص منها والتحرر الى آفاق ونوافذ أخرى كمصادر دخل إضافية .وما لمسناه ايضاً ان العمل المؤسساتي الرصين هو ديدن شركة اسياسيل من خلال حركية العمل الاداري والفني التي تؤطرها المهنية وعدم وجود البيروقراطية الادارية التي تنعكس سلبياً على العمل وهو ما لم نجده في هذه الشركة التي تتعامل في المحصلة النهائية مع اكثر من سبعة ملايين مشترك ، الغاية الكبرى لهم خلق رحلة وعلاقة حميمية مع الهاتف النقال الذي أصبح ضرورة قصوى لايمكن للمستهلكين الاستغناء عنها.
اقتصاديات: قطاع الاتصالات
نشر في: 10 مايو, 2010: 04:50 م