إياد الصالحي
دأب بعض العاملين في الرياضة ممّن لديهم امتداد طويل بمواقع شغلوها في ظروف يعي جيلنا الصحفي ماهية العلاقة بينهم وبين أصحاب السلطة العليا المتنفذة بالقرار آنذاك وكيف يجري التعامل مع الأحداث لاسيما المرتبطة بترشيح الأشخاص للعمل الاتحادي،
دأبوا على تكريس نظرية التمايز بين الرياضيين تماشياً مع رغبات وأذواق روّاد السينما لمتابعة نجم الشباك الأول الذي يحقّق أعلى الإيرادات، وليس على أساس مصلحة الموقع والخبرة في احتواء المشاكل، والتصرّف لإحقاق الحق العام، ووأد فتنة الأنانية في اللحظة التي تتوجّب مغادرة المنصب لتجنّب الانهيار المؤسّسي لئلا تكبر مساحة ضرره خارج النطاق المحلي!
وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية واتحاد كرة القدم، مواقع باتت مُغرية للبعض وهو يتطلّع لنجومية أكبر ممّا اكتسبها أيام أضواء الملاعب، وجنون الجمهور في إغداق الألقاب، وتزاحم المراسلين لانتزاع تصريح منه، المهم عنده للأسف أن يبقى ظلّ النجومية يرافقه مهما اختلف الزمان والناس، ولا يعلم أن طبائع الجيل الجديد كأسلافه يُطيع ويتأثر بآراء الكبار وقناعاتهم في المفاضلة الأولية بين المرشحين للمواقع، لكنه سريع الانقلاب عندما تتهيأ له الظروف لإسقاط الثقة بأصوات ساخطة ضد رئيس المؤسسة في حملات لا تخلو من محرّكين مغرضين لا تدفعهم النيّة الحسنة للتغيير بقدر إزاحة خصم لدود لديهم شعور بالنقص تجاهه وتنتابهم الغيرة ممّا بلغه من شهرة، ليس أكثر من ذلك.
اعتاد المتابعون أن نتحدث في هذه الزاوية بالأسماء والدلائل في كثير من الأزمات والمشاكل التي اعترت الرياضة العليلة، لكن الظروف أحياناً غير مواتية لكشف ما يدور من صراعات نكتفي بالإشارة إليها حفاظاً على استقرار المنظومة الرياضية التي تمرّ بمحطة اختبار تاريخي نستخلص نتائجه بعد انتهاء عمليات تصفية حسابات الضرب تحت الأحزمة وجمع الباطل ضد الحق، وتقسيم الرياضيين الى موالين ومعارضين، وطرح الثقة بنرجسية النقد وشخصنة الحلول وتعامل الأغلب وفقاً لمبدأ (الصداقة الدائمة مقابل المنفعة الدائمة) وليس بالضرورة أن تكون المنافع مادية، المهم أن تكون معي مهما كان موقفي وحجم التحدّي أو .. التورّط.
لا بأس أن نحذّر البعض ممن يشار اليهم بتميّز خبراتهم الإدارية في معالجة أصعب المشكلات، أن لا يفرّقوا بين أبناء الرياضة على أساس التاريخ المبهور والمغمور، فاحترام مسؤولي الدولة لمن يدير الوزارة أو الأولمبية أو الاتحاد لا يعني منحه الحصانة إذا ما ثبت سقوطه بفضيحة سوء الإدارة واستغفال موظفين فاسدين لأميته ليلعبوا في أوقات إضافية ويسرقوا منه هدفه المُنجز بتسلّلهم الى منطقة ضعفه وتمزيق شباك حرصه بهدف نفعي مشكوك في التخطيط له وتنفيذه.
ومن غير المقبول أن يُشبّه أحد خبراء الإدارة منافسين للنجوم في انتخابات مرتقبة بأنهم (الطرف الثالث) في عملية الترصّد لاقتناص أخطائهم، لا يا أخي، فأبناء الرياضة أخوة في وطن واحد، ليس بينهم غريب ينتهز الفرصة ليقتل طموحاتهم بالتسلسل كالقتلة المأجورين ممّن أطاحوا عشرات الشباب الأبطال من متظاهري ثورة تشرين الأول 2019 تحت توصيف (الطرف الثالث)!
الى كل رياضي مُخلص وغيور على سمعة رياضة العراق، تحدّث عن نفسك بتواضع وليس بتعظيم الذات، وقدّم برنامجك بعناية، وتهيّأ بما تستطيع تنفيذه من وعود، وضعْ شعاراً لمرحلتك يتوافق مع تطلّعات الرياضيين، ولا تُكثر وساطاتك التي احبطت على التوالي في دورات انتخابية سابقة، وتوقّف عن تحريك جيشك الإلكتروني الذي حوّل طلب ترشيحك الى مزاجيات (طلبات المستمعين) واحترم تاريخك ولا تدوس على مشاعر زميلك بفضح عيوبه ظناً أنك تنفرد بكمال الشخصية والسلوك والضوابط، كُن أنت بماضيك وحاضرك تقود نفسك بنفسك وانتبه أن تُستغل كقطعة شطرنج بيد متضرّر خسر اللعبة الأخيرة بعدما قضى طوال الوقت يفكر بمصير الملك والوزير داخل وخارج الرقعة، بل كُن جندياً أميناً للرياضة وأكسب اللعبة بنقلة (كش أفِكْ) وأصدق مع الوطن.