اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: دراما العشائر

العمود الثامن: دراما العشائر

نشر في: 2 مايو, 2020: 09:17 م

 علي حسين

في كتابه"مراسل"يخبرنا الصحفي الأميركي الشهير سايمون هيرش أنه بعد حصوله على جائزة بوليتزر عن تحقيقاته الصحفية المثيرة، طلبت منه العديد من الصحف أن يكتب اكثر من موضوع . لكنه رفض، فقد اكتشف أن في إمكانه أن يكتب مقالاً واحداً،

أما أن يكتب أكثر، من أين يأتي بالأفكار، لكنه في مقال أسبوعي واحد باستطاعته القضاء على مستقبل الرئيس نفسه لو اتهمه بعدم الحفاظ على حياة مواطن واحد . في بلاد النهرين أمام الكاتب من أمثال " جنابي " الذي يتوهّم أنه"مؤثر "ويمكن أن يقرأ له أصحاب الكراسي، الكثير من الموضوعات، ولهذا وجدتني اليوم في حيرة، هل أكتب عن بيان العشائر التي طالبت فيه بالقصاص من الدراما العراقية ! أم أكتب عن استمرار الأحزاب"المؤمنة"بحوسمة المناصب ، أم عن تنبؤات " العلامة " باقر جبر الزبيدي من ان هجوم داعش يستهدف تمرير الحكومة ، فالرجل مشهود له بحفظ علوم الأولين والآخرين ، فهو مهندس وتاجر وسياسي ، وفتاح فال ، وأخيراً محلل سياسي ، سيقول البعض ياصاحب العمود الثامن، لماذا تلفّ وتدور ولا تتحدث عن استشهاد عدد من أفراد الحشد الشعبي والقوات الأمنية على يد عصابات داعش، هل أصبح الدم العراقي رخيصاً إلى هذا الحد .

نعم أيها السادة أصبح الدم العراقي رخيصاً بسبب اصرار الساسة على التحكم بمقدرات البلاد ، وايضا بسببنا نحن ، لأننا بعد أيام سننسى هذه الجريمة، مثلما نسينا ما جرى في الموصل وجسر الأئمة وجريمة سبايكر والشعلة، ، فلا تهتمّ عزيزي القارئ، في الوقت الذي سنجد فيه كل اصحاب المعالي والفخامات من الذين نددوا بهذه الجريمة ، سيستخدمونها مادة في مفاوضات الحصول على أكبر عدد من المكاسب ، وسيخلدون إلى النوم العميق بعد أن يوهموا عوائل الشهداء بأن الحكومة لن تنساهم !!

عندما نشاهد ونسمع عن أن معركة بالأسلحة الثقيلة تحدث بين عشيرتين في بغداد أو البصرة أو ميسان ، للسيطرة على مشروع حكومي ، وعندما تقوم عشيرة بتعليق لافتة مكتوب عليها "مطلوب عشائرياً" على موقع إحدى شركات النفط تحت سمع وبصر شيوخ العشائر ، دون ان يقول احد لهذه العشائر .. ياجماعة عيب !! .

عندما بدأنا نقرأ في الصحف وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ونشاهد في الفضائيات عناوين "مطلوب عشائرياً"، و"كوامة عشائرية"، فإننا أيقنّا جيداً أن الخراب قد حلّ، وعندما تصر هذه العشائر على ان " تكاوم " مسلسل تلفزيوني " بدلا من ان تضع حدا لحروب القاذفات والرمانات .

لا ابحث لمبررات عن اخطاء ترتكبها الدرما ، لكن ياسادة ماذا يعني ان يلجأ كل سياسي إلى أهله وعشيرته للدفاع عن ما ارتكبه من خراب بحق الوطن 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ابو اينار

    عندما تضعف الدولة تبرز الانتماءات الفرعية كالعشائرية او الطائفية او المنطقية لانها دولة اللادولة

يحدث الآن

تغيير جذري في قرعة دوري أبطال أوروبا

النقل العام في العراق.. حل مؤجل لازمة دائمة

بالصور| تشييع جثامين شهداء الحشد الشعبي الذين ارتقوا أثر القصف على شمال بابل

مع الاغلاق.. أسعار الدولار تستقر في بغداد وترتفع باربيل

النزاهـة: كـشف مخالفات بعقـد قيمته (٤,٥) مليارات دينار في كربلاء

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

 علي حسين تنقل لنا الأخبار، بين الحين والآخر، عدداً من البشارات أبرزها وأهمها بالنسبة لهذا الشعب " البطران " هو الاجتماع الأخير الذي عقده الإطار التنسيقي ، وفيه أصدر أمراً " حاسما "...
علي حسين

قناطر: الجامعة العراقية وفخرية الدكتوراه لضياء العزاوي من لندن

طالب عبد العزيز تنهدم البلدان بتخليها عن تقاليد شعوبها، وقد أثبتت التجارب في المجتمعات العريقة المحتفظة بتقاليدها أنَّ ذلك هو الصواب. ولسنا في وارد الحديث عن التقاليد، أيِّ تقاليد إنما ما هو حياتيٌّ، ونبيلٌ،...
طالب عبد العزيز

مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية العراقي.. في المنطق القانوني

د. اسامة شهاب حمد الجعفري يحتل قانون الاحوال الشخصية في حياة الفرد مركزا حساساً لارتباطه ارتباطاً وثيقاً بتنظيم حياته الاسرية وتعلقه بمعتقدات الفرد ومركزه الاجتماعي. فمن الطبيعي جداً ان تتجاذبه الاراء خاصة وانه اضاف...
د. اسامة شهاب حمد الجعفري

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

د. طلال ناظم الزهيري في عالم محكوم بالصراع والتنافس، تظهر مفاهيم وممارسات جديدة تقود هذا التنافس وتتحكم في إيقاعه لصالح طرف أو آخر. واليوم، ومع المد الجارف لمواقع التواصل الاجتماعي ودورها المؤثر في تشكيل...
د. طلال ناظم الزهيري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram