TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: سندباد شعيل

العمود الثامن: سندباد شعيل

نشر في: 4 مايو, 2020: 09:37 م

 علي حسين

أصبحت أشهر الحكايات في تاريخ البشرية، لا نعرف كم مؤلفًا كُتب عنها، إذ بين اليوم والغد تضاف إليها دفعة جديدة من الدراسات التي تريد أن تحلل أسطورة سمّيت ألف ليلة وليلة.

من كتبها؟ كيف جمعت؟ لماذا هي ألف ليلة وليست تسع مئة؟ أسئلة شغلت الباحثين، فمنهم من اعتقد أن أصلها ليس عربيًا، وكان صاحب هذا الرأي المصري حسين فوزي في كتابه (حديث السندباد القديم)، فيما انتهت سهير القلماوي إلى أن الليالي نصفها عراقي والآخر مصري، وظلّ عدد هذه الحكايات ألفًا وواحدة بالتمام والكمال، حتى ظهر العلّامة العراقي محسن مهدي ليقول لنا إننا عشنا مع ألف حكاية من الخيال، وإن السيدة شهرزاد لم تسهر مع شهريار سوى 282 ليلة فقط لاغير، لكنّ المفاجأة الأهم فجّرها " البروفيسور " نبيل شعيل، وهو يخبرنا أننا عشنا قرونًا مع الوهم، وأن السندباد ومعه علاء الدين ومصباحه السحري لم يتنزّهوا في شوارع بغداد، من أين جاءوا إذن؟، إنهم مواطنون كويتيون، طبعاً لا أحد منا يمكنه أن يصادر حق الكويتيين، في أن يتباهوا بتاريخهم. لكن ليس من حق أحد أن يحوّل هذا التفاخر إلى إساءة لتاريخ شعب وبلاد وجدت منذ آلاف السنين، وليس من حق أحد أن يعيد تشغيل ماكينات ضخّ الكراهية ضد كل ما هو عراقي أو ماهو كويتي .

ونعود إلى الاسطوانة المشروخة الذي لا تتوقف ، تشكيل الحكومة، فمن باب التأكيد هناك حقائق نرى أن يُولي القارئ العزيز انتباهًا لها، وفي مقدمتها أنّ العديد من الساسة الذين صدعوا رؤوسنا بعبارات الإصلاح والتغيير، تجدهم اليوم أول من رفع شعار لا حكومة من دون حصتي ، وكان آخر رافعي هذا الشعار، النائب حسن السنيد، الذي قرر قبل ستة أعوام اعتزال السياسة والتفرغ لمشروعه الشعري، في وقتها قال لنا السنيد: "لقد أرهقتني السياسة وتداعياتها". في ذلك الوقت طرت من الفرح، فأن يقول سياسي "يا جماعة تعبت أريد ارتاح"، فعلينا أن نصفق له. لكن يبدو ان الفرح لايدوم طويلا ، فها هو السنيد يظهر من جديد ويذكرنا بأنه موجود، وأن سيادته يعترض على تشكيل الوزارة .

ياعزيزي نبيل شعيل سيبقى السندباد "رمزًا لتراث من الفرح والمسرات لبلاد قدمت حمورابي وكلكامش وملحمته، والجنائن المعلقة، وعشتار وعشاقها، والواح سومر، ومسيرة النبي إبراهيم، وليس آخرهم الجواهري الكبير والسياب وعمنا علي الوردي، يا سيدي كنا نأمل أن تأخذ منا علي بابا وحراميته الأربعين، لأننا نعيش اليوم في بلاد فيها أكثر من أربعين ألف حرامي، لن تستطيع شهرزاد أن تروي حكاياتهم ولا بمليون ليلة وليلة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram