نجاح الجبيلي
انتهت مهنة "لي أزرييل" (1939-2014) كمؤلفة لكتب السيرة ومقالات المجلات بعد فشل مبيعات كتبها في عام 1992.
حاولت في دعم نفسها بالعمل لكسب المال، لكنها أخفقت وأدمنت الكحول وجربت شحّ المعيشة ووطأة العزلة مع قطتها فقط، فبدأت بتزوير عدد من الرسائل (يقدر مجموعها أكثر من 400 رسالة) لعدد من الكتاب الراحلين منهم نويل كاوارد وهمنغواي ودوروثي باركر وليليان هيلمان وغيرهم. في وقت لاحق ، بدأت في سرقة الرسائل الحقيقية والأوراق الموقعة لأشخاص مشهورين من المكتبات ودور المحفوظات ، واستبدالها بنسخ مزورة قامت بصنعها. باعت هي وشريكها ، جاك هوك ، أعمالاً مزورة وسرقا أصولاً أصلية. استمر هذا الأمر لأكثر من عام حتى استجوبها اثنان من عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي السري على رصيف مانهاتن وهي تخرج من متجر لبيع الأطعمة وفقاً لمذكراتها.
من غير الواضح كيف تم الكشف عن تزويرها ، لكنها تشير في مذكراتها إلى أن قدرتها على بيع الرسائل انتهت بشكل مفاجئ. لكن الفيلم المعد عن مذكراتها عام 2018 يشير إلى أن شريكها هو الذي اعترف عليها. تذكر في مذكراتها أن خبيراً في أعمال نويل كاوارد أصر على أن كاوارد لم يكن ليشير إلى أنشطته المثلية الجنسية بحماسة شديدة في رسائله في وقت يعاقب فيه على مثل هذا السلوك بالسجن آنذاك. كما يُعتقد أن كثرة الرسائل التي تبيعها أثارت الشكوك بين جامعي التوقيعات والتجار وأصحاب متاجر الكتب المستعملة. ويعتقد باحثون آخرون أنهم أصبحوا مرتابين من الورق الذي يحمل علامات مائية قديمة. يشك بعض الباحثين في أن استخدامها للورق العادي (القديم) أثار شكوكاً لأن كتّاب الرسائل المحنكين ربما كانوا يمتلكون أفضل الأدوات المكتبية من ورق وأقلام وغيرها.
لم يتم البدء في ملاحقتها الجنائية بسبب عمليات التزوير التي كانت تبيعها لهواة جمع الأنتيكات ، ولكن بسبب سرقاتها حين كانت تنسلّ إلى ملفات المكتبات والمتاحف لاستبدال الرسائل الأصلية التي كانت تسرقها. إن النسخ المزورة التي باعتها لم تكن تنطوي على تجارة أو مبالغ كبيرة من المال، وبالتالي تم تجاهلها من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي وغيره. ولكن عندما علم أحد خبراء التواقيع ديفيد لوينهيرز أن رسالة ارنست همنجواي التي اشتراها من شريكها جاك هوك ، كان من المفترض أن تكون في أرشيفات جامعة كولومبيا ، تم اكتشاف أن الرسالة تم استبدالها بالتزوير ووقعت هي على سجل لفحص ذلك المجلد.
في هذه المرحلة ، تم استدعاؤها لمكتب التحقيقات الفدرالي وأظهر التحقيق أنها سرقت رسائل أصلية ، واستبدلتها بنسخ مزورة ، من عدة مجموعات مؤسساتية.
وحين علمت بتورطها في التزوير عادت على الفور إلى شقتها وبدأت في تدمير جميع الأدلة على جرائمها ، إذ ألقت في علب القمامة العامة الكثير من الآلات الكاتبة التي كانت تستخدمها لمحاكاة رسائل الكتاب الشهيرة.
في يونيو 1993 ، أقرت بالذنب أمام محكمة اتحادية بالتهمة ، و قضت فيها ستة أشهر تحت الإقامة الجبرية وخمس سنوات من المراقبة الفيدرالية. بالإضافة إلى ذلك ، تم حظرها من قبل جميع المكتبات ودور المحفوظات تقريباً ، منهية أي فرصة لاستئناف حياتها المهنية ككاتبة سيرة ذاتية.
حتى بعد كشفها والحكم عليها ، كان بعض من رسائلها المزورة لا تزال تباع من قبل تجار مرموقون على أنها أصلية - وبأسعار أعلى بكثير مما دفعته لها. حتى أنه تم اقتباس البعض منها في الكتب المنشورة كما لو كانت حقيقية. عبرتو لاحقًا عن فخرها بإنجازاتها الإجرامية ، لا سيما تزويراتها.
في عام 2008 نشرت مذكراتها الاعترافية بعنوان " هل يمكن أن تغفروا لي؟" وقد أعد فيلم بنفس العنوان عام 2018 عن هذا الكتاب بطولة ميليسا مكارثي التي رشحت للأوسكار.