علي حسين
هل انتهت حقبة عبد الكريم خلف في فضاء الكوميديا العراقية، بإعفائه من منصبه، وإغلاق فمه الذي كان يثير الاضطرابات والكراهية ضد المتظاهرين؟
والسؤال الأهم هل صورة عبد الكريم خلف أمام القضاء بتهمة التحريض على قتل شباب التظاهرات، ستكون مشهد النهاية في مسيرة هذا الرجل الذي صقل موهبته في الانتهازية دون تعب، واستفاد ببراعة من مدرسة الكوميديا السياسية التي تزعمها عادل عبد المهدي؟ ، وكان واضحًا مدى تأثره بمن سبقه من الناطقين من الذين كان يكفي أن يفتح الواحد منهم فمه حتى يثير سخرية المشاهدين، وأرجوك، تذكّر أن كثيرًا من المقولات التي ردّدها الناطق عبد الكريم خلف ، هي نفسها التي ظلت الناس تعيش معها سنوات عجاف ، كانت حكومة عبد المهدي مصرة ان تعيد علينا مشاهد قديمة تخدع بها الجمهور حين تقول لهم إن ما سيشاهدونه في الإعادة إنتاج جديد، فلا تغيير في السيناريو ولا الحوار، كما أن أماكن التصوير هي ذاتها في كل العروض السابقة، فضلا عن أن جهة الإنتاج واحدة، والمخرج نفسه، والببغاء نفسه !! .
عبد الكريم خلف كان مثل هذا النوع من اللاعبين على الحبال لا يترك لك الخيار، شخصية مركَّبة ومكوّنة من جميع أدوات الوصولية السياسية التي انتشرت في بلاد ما بين النهرين، وسواء وقف على المنصة يسطر الأكاذيب ضد ساحات التظاهر، أو جلس في التلفزيون يروي قصص خيالية عن المؤامرة التي يقودها شباب ساحة التحرير وساحة الحبوبي، ظل عبد الكريم خلف يجسد مفهومًا جديدًا عن الحكومة يقوم على أن أعداء العراق هم المتظاهرون ضد الفساد، في مقابل الجماعات المسلحة التي وجدت في عادل عبد المهدي صديقًا وحليفًا وداعمًا وراعيًا لها.
في هذا المكان كنت قد تنبأت بهذه النهاية لعبد الكريم خلف وكتبت أنه سيختفي من المشهد، ويجلس في البيت يشاهد التلفزيون ويتذكر أيام ما كان يدور على الفضائيات يشتم الحكومة ويطالب بالعصيان المدني ودخول المنطقة الخضراء و"سحل" السياسيين جميعا.. تلك التغريدات التي كان يكتبها قبل أن يصبح "ببغاء" عادل عبد المهدي ويحرض فيها على العنف.. لكن الرجل ظل مصرًا على أن يقدم مشاهد مبتذلة من عينة أن المعتصمين من الطلبة سيتم اعتقالهم بموجب قانون مكافحة الإرهاب .
لا أعرف عدد، أو نسبة العراقيين الذين سوف يتساءلون: ماذا تنتظر الحكومة لتقدم عبد الكريم خلف ومعه قتلة المتظاهرين إلى القضاء؟، فيا سادة ليس من المعقول أن نظل نعيش مثل أبطال رواية الكولومبي الساحر غابريل غارسيا ماركيز "قصة موت معلن" في مدينة تعرف أسماء القتلة والمحرضين وكيف يقتل الناس، ومع هذا لا أحد يريد أن يكشف تفاصيل هذه الجرائم.
جميع التعليقات 1
Khalid Muften
الشعوب لا تموت واقوافل الثوار والشهداء تستمر ولتخرس ابواق المزمرين لرمز من طين !!!