طالب عبد العزيز
أزعم أن السيد الكاظمي، رئيس الوزراء يحمل في تصوره بعضاً مما قرأه عن الرجال الاستثنائيين في العالم، ولا أظن أن شخصيات عظيمة مثل لينين في روسيا وجيفارا البوليفي ومهاتير محمد في ماليزيا وزعيم رواندا بول كاغامي وغيرهم من الذين غيروا مسار الحياة في بلدانهم لم يجعلهم في ذاكرته، وهو يترأس هرم الحكم في العراق، البلاد التي عانت من حكم الإسلاميين، ويحظى فيها بتأييد شعبي واضح، سيتعاظم شأنه(التأييد) إنْ قام ببعض مما يحلم العراقيون في نيله وتحققه.
لم يستثمر رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي الدعم الذي حظي به من الشعب والمرجعية بعد الانتصار المشرف على داعش وتحرر الموصل، وفقد في المرحلة تلك ما كان سيجعله زعيماً وبطلاً جماهيرياً، وكانت النصائح ترجوه بأن يخرج من حزب الدعوة، ويتزعم تنظيماً مدنياً، وكان ذلك مطلباً شعبياً آنذاك، لكنَّه ذهب الى ما ذهب إليه سلفه، وانتهى الى ما انتهى إليه سابقوه. ومن باب تذكيرنا للسيد الكاظمي نقول لعل ما اتخذته من قرارات شاكست فيها ما اتخذه سلفك عبد المهدي كانت تثلج الصدر، وربما كان ما فعلته أمس بأحد مقار الجماعات المسلحة الصغيرة في البصرة رسالة مقصودة الى بقية الجماعات المسلحة، ونذكرك بفقرات ما ورد في مقررات الأمر الديواني /237 في 2/7/2019 لحكومة عبد المهدي، والذي ألزم بنقاطه العديدة تشكيلات الحشد الشعبي بغلق مقراتها، وتخليها عن مسمايتها، وقطع ارتباطاتها بتنظيماتها السياسية، وغلق جميع مكاتبها الاقتصادية.
كانت عبارة( المتورطون بالدم العراقي لن يناموا ليلهم) هي الأقوى حتى الآن، ولا نكيل مديحاً لك، ذلك لأن الرئيس نوري المالكي كان قد قال ذات يوم: (أنا وليّ الدم) وهي عبارة أثارت اللغط بعد مقتل الصحفي محمد بديوي سنة 2014 على يد حماية أحد كبار الزعماء الكرد، أنتشجع ونقول بأنك وليّ الدم العراقي، حيث أريق ظلماً وغيلة منذ 2003 حتى أمس؟ قلها، وستجد العراقيين حولك أسيجة بشرية، قلها وكن الأول في تاريخ بلادنا الموشك على الانهيار، كن الرئيس الحق، فهذا شعب ظلم ما فيه الكفاية، فكن الزعيم الاستثنائي فيه، ستخلد ويتحدث الناس عنك كواحد من الكبار، وإنا لنراك قادراً والله، فالمرحلة لك والناس تنتظر.
معيب أن نظل بلا قائد شجاع حقيقي، ولا نريدك قاتلاً إنما على وفق القانون، والقانون لا يطبق إلا بسلطة قوية. ما سمعناه في حديث الفريق عثمان الغانمي وزير الداخلية في حكومتك يدعونا للتفاؤل، فقد قال عظيماً، وما لمسناه في حديث وزير الدفاع الفريق جمعة عناد يضاعف من أملنا بعراق جديد، سيقول قائل: أترجو من حكومة عسكرية خيراً؟ يقول العراقيون: نعم، المرحلة تتطلب ذلك، فحربك الأولى مع من يملك السلاح المنفلت، خارج الدولة، من العناصر المسلحة والأحزاب ورجال العشائر، إنْ تمكنت منهم ونظفت القضاء من تركة المالكي الثقيلة ستتمكن من حروبك الأخرى، والله ناصرك.