علي حسين
أيهما أكثر ابتذالًا، أن تقول عالية نصيف إن الشعب يعرف نزاهتها أم ظهور النائب أحمد الجبوري ماركة "أبو مازن" ليقول إنه لا ينام الليل دون أن يستمتع إلى الجوبي في صحبة الرقصات؟، ويضيف، لا فض فوه، أن سيادته في جلسات الطرب "لايعرف أبوه" ويقطع علاقته بالعالم ولا يرد حتى على تلفونات النواب.
بالقياس ذاته، أيهما أكثر انتهاكًا للقيم السياسية، استعراضات أبو مازن المبتذلة على الفضائيات، أم الدعوة التي أقامها مجلس النواب على السيدة سلام سميسم لأنها انتقدت تبذير المجلس؟.
لا فرق بين استعراضات أبو مازن، واستعراض مجلس النواب وهو يفرد عضلاته ضد من ينتقده، سوى أن "أبو مازن" يغلف استعراضاته بابتسامته "الساحرة" وتأكيده على أن الشعب لا ينام قبل أن يقبل صورة " سيادته " ويضعها تحت المخدة، فيما يزعم مجلس النواب أنه يقدم عملًا وطنيًا وخدمة جليلة لشعب بلاد الرافدين. ولهذا استحق "أبو مازن" أن تفتح له استوديوهات الفضائيات كي تتحدث عن نضاله الوطني من أجل إشاعة روح الرقص بين المواطنين.، واستحق النواب " الافاضل " ان يتعموا بالامتيازات والرواتب من دون ان تطأ اقدام الكثير منهم قاعة المجلس .
منذ سنوات وهذا الشعب الجاحد، يعتدي على حقوق نوري المالكي في البقاء على كرسي السلطة إلى أبد الآبدين، وبسخر من " معلية " اياد علاوي ، ويرفض أن يُمنح أسامة النجيفي وسام الرافدين لجهوده في تحرير الموصل، ويبدي استغرابه من "استخارة" حنان الفتلاوي لرئيس الوزراء، وتجده، وأعني الشعب، يولول ويتبرّم كلما قيل له إن حسين الشهرستاني وضع العراق في مصاف الدول الأولى في إنتاج الطاقة، وإن الخطط الأمنية التي كان يضعها عدنان الأسدي وسعدون الدليمي تدرّس اليوم في أكاديمية ساندهيرست العسكرية البريطانية، وأخذت الألسن تلوك في سيرة النائبة عالية نصيف لأن القضاء رفع عنها الحصانة، وكان الواجب أن يكون الشعب سندا للنائبة الهمامة .
ولهذا أجد نفسي متضامنا مع الدعوة "الكريمة" التي قدمها لنا النائب أحمد الجبوري ماركة "أبو مازن" وهو يطلب منا أن لا ننام من دون أن نمارس رياضة "الجوبي" وأن نكثر من الراقصات.
تتذكرون معي كيف خرج علينا هذا المناضل أحمد الجبوري، أبو مازن، ليطالبنا بأن نعطيه ثلاثين مليون دولار كي يصرفها على الكاولية! فهي في نظره أفضل من العملية السياسية التي لا تريد أن تعطي رجلًا بحجم أبو مازن حقه، فمنصب وزير ومحافظ، وعرّاب صفقة رئيس البرلمان ونائب أو نائم دائم على قلوب العراقيين لا تكفي مسيرة أحمد الجبوري الذي طالبنا بأن نسميه "الزعيم"
صحيح، ما قاله ابو مازن مقرف، لكن ما تفعله السلطة التشريعية وهي تكشر انيابها أكثر قرفاً.