طالب عبد العزيز
دائماً، هناك ما لا يتحقق من الحُلم، نعم، هناك الكثير منه، ما هو عصيٌّ ومتوقف في مكانه، لكن، ثمة ما يجب تحققه منه، بما في ذلك الأوهام، فالوهم بالتحقق حلم أيضاً، إذ أي معنى لحياة لا أحلام ولا أوهام فيها، غير أننا، مع هذه وتلك، سنظل نحلم الى النهاية، وقد لا تتسع أسرتنا لكل الأحلام،
هناك أحلام ثقيلة جداً، مثل الحلم بوطن آمن، أو بنصف طمأنينة في نصف وطن آمن، أو برئيس وزراء يقرأ بعين قلبه ما نكتبه نحن الحالمون .. الذين وجدنا في شخصه مكاناً نضع فيه أحلامنا، كيما لا نلجأ الى تغيير وسائدنا التي ثقلت أحلامها، وهنا لا أريد أن أتحدث عن أحلامي الشخصية التي تحققت ! هل تحقق منها شيء؟
لدينا أصدقاء، هم أكثر من أصدقاء للسيد الكاظمي، قريبون منه، نسألهم عن ما يمكن تحققه من أحلامنا عنده فيقولون: أوضاع البلاد صعبة ومعقدة، لذا، لا نجد في ما بين يديه وسائد تتسع لأحلام كل العراقيين، لكن، هناك، ما يجب تأمله والتوقف عنده، ولنمنحه الفرصة، فالرجل ورث عن أسلافه الإسلاميين تركة ثقيلةً جداً، فخزينة البلاد شبه خاوية بتعبيره، وداعش تطوق بعض الضواحي القريبة من بغداد وسامراء وصلاح الدين، وزيارته الى مؤسسة الحشد أربكت الولائيين، وعليه أن يتبنى قلوب أكثر من 700 امرأة فجعت بابنها وزوجها وحبيببها في تظاهرات تشرين وما بعدها، وهو رجل بلا حزب سياسي، وبلا طائفة. شيعي نعم، لكنه لا يصنّف كذلك. فنقول: وهل في رأسه حلم ما ؟ كيما ننتسب إليه، نحن معشر الحالمين العراقيين، فيقولون: نعم، وأكثر من حلم.
فيا أخي، أيها السيد الكاظمي :هل نكتفي بعينيك وهما تجحظان باتجاه خصومك؟ أم نتوقف طويلاً عند ذراعيك اللتين طويتهما على صدرك ممتناً، شاكراً؟ من نحن حتى نبحث في التفاسير عن حركة اليد وجحوظ العين وترادف اللفظ ... ؟ نعم، قلت لن تتسامح مع قتلة المتظاهرين، وأمرت بتسجيل أسماء الشهداء، وهذا شيء جميل يتحقق من الحلم، لكننا، يا صديق أصدقائنا، ما زلنا غير آمنين على نواصي أبنائنا كيما تتأخر في القهر والبطش، فهؤلاء، سيبطشون بك إن منحتهم المزيد من الوقت، وسيرتدون علينا، هم يريدونك عاطلاً عن الحلم بمستقبل البلاد، فارغاً من عراقيتك ورافدينتيك الجلجامشية، ولن يقبلوا بك آمراً عليهم، فماذا أنت صانع معهم؟ وفي أحلامهم يرون أنَّ دمك هو الأعذب بافواههم.
نقول هذا، لأننا نبحث عن نصف الحلم في تحققك زعيماً كاملاً، نبحث فيك عن كل ما فقدناه ، عن كل ما سُرق من لحمنا، وضاع من دمنا، وأهمل من دموع أمهاتنا وشقيقاتنا وحبيباتنا فهل تكون الحلم وما نعنيه؟ أما إذا أردت أن تكون واحداً منهم فهذا شانك، سنسحب نصف الحلم الآخر، نطويه وننام، لدينا من الوسائد ما يكفي للأحلام الفاشلة.