اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قناطر: الكاظمي ونصف الحلم

قناطر: الكاظمي ونصف الحلم

نشر في: 19 مايو, 2020: 09:33 م

 طالب عبد العزيز

دائماً، هناك ما لا يتحقق من الحُلم، نعم، هناك الكثير منه، ما هو عصيٌّ ومتوقف في مكانه، لكن، ثمة ما يجب تحققه منه، بما في ذلك الأوهام، فالوهم بالتحقق حلم أيضاً، إذ أي معنى لحياة لا أحلام ولا أوهام فيها، غير أننا، مع هذه وتلك، سنظل نحلم الى النهاية، وقد لا تتسع أسرتنا لكل الأحلام،

هناك أحلام ثقيلة جداً، مثل الحلم بوطن آمن، أو بنصف طمأنينة في نصف وطن آمن، أو برئيس وزراء يقرأ بعين قلبه ما نكتبه نحن الحالمون .. الذين وجدنا في شخصه مكاناً نضع فيه أحلامنا، كيما لا نلجأ الى تغيير وسائدنا التي ثقلت أحلامها، وهنا لا أريد أن أتحدث عن أحلامي الشخصية التي تحققت ! هل تحقق منها شيء؟

لدينا أصدقاء، هم أكثر من أصدقاء للسيد الكاظمي، قريبون منه، نسألهم عن ما يمكن تحققه من أحلامنا عنده فيقولون: أوضاع البلاد صعبة ومعقدة، لذا، لا نجد في ما بين يديه وسائد تتسع لأحلام كل العراقيين، لكن، هناك، ما يجب تأمله والتوقف عنده، ولنمنحه الفرصة، فالرجل ورث عن أسلافه الإسلاميين تركة ثقيلةً جداً، فخزينة البلاد شبه خاوية بتعبيره، وداعش تطوق بعض الضواحي القريبة من بغداد وسامراء وصلاح الدين، وزيارته الى مؤسسة الحشد أربكت الولائيين، وعليه أن يتبنى قلوب أكثر من 700 امرأة فجعت بابنها وزوجها وحبيببها في تظاهرات تشرين وما بعدها، وهو رجل بلا حزب سياسي، وبلا طائفة. شيعي نعم، لكنه لا يصنّف كذلك. فنقول: وهل في رأسه حلم ما ؟ كيما ننتسب إليه، نحن معشر الحالمين العراقيين، فيقولون: نعم، وأكثر من حلم.

فيا أخي، أيها السيد الكاظمي :هل نكتفي بعينيك وهما تجحظان باتجاه خصومك؟ أم نتوقف طويلاً عند ذراعيك اللتين طويتهما على صدرك ممتناً، شاكراً؟ من نحن حتى نبحث في التفاسير عن حركة اليد وجحوظ العين وترادف اللفظ ... ؟ نعم، قلت لن تتسامح مع قتلة المتظاهرين، وأمرت بتسجيل أسماء الشهداء، وهذا شيء جميل يتحقق من الحلم، لكننا، يا صديق أصدقائنا، ما زلنا غير آمنين على نواصي أبنائنا كيما تتأخر في القهر والبطش، فهؤلاء، سيبطشون بك إن منحتهم المزيد من الوقت، وسيرتدون علينا، هم يريدونك عاطلاً عن الحلم بمستقبل البلاد، فارغاً من عراقيتك ورافدينتيك الجلجامشية، ولن يقبلوا بك آمراً عليهم، فماذا أنت صانع معهم؟ وفي أحلامهم يرون أنَّ دمك هو الأعذب بافواههم.

نقول هذا، لأننا نبحث عن نصف الحلم في تحققك زعيماً كاملاً، نبحث فيك عن كل ما فقدناه ، عن كل ما سُرق من لحمنا، وضاع من دمنا، وأهمل من دموع أمهاتنا وشقيقاتنا وحبيباتنا فهل تكون الحلم وما نعنيه؟ أما إذا أردت أن تكون واحداً منهم فهذا شانك، سنسحب نصف الحلم الآخر، نطويه وننام، لدينا من الوسائد ما يكفي للأحلام الفاشلة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram