ترجمة / أحمد فاضل
ناتالي وود هي أيقونة سينمائية من أيقونات هوليوود ، تلقت ثلاثة ترشيحات لجوائز الأوسكار وهي في سن 25 ، عن أفلامها " قصة الحي الغربي " عام 1952 ، " تمرد بلا سبب " عام 1955 ، " روعة في العشب " عام 1961 ، ومنذ غرقها عام 1981 وهي الحادثة التي لم تنته الصحافة من تداول أسرارها الغامضة ، وإعادة فتح التحقيقات ولعدة مرّات من قبل الشرطة حتى الآن .
ومع ذلك ، لم يكن لدى أي منا المعرفة الحميمة بالحياة المنزلية لها ،
لكن ابنتها الممثلة ناتاشا جريجسون واغنر تعيدنا بفيلمها الوثائقي لحياتها الأسرية : " نتالي وود : ما تبقى خلفها " ، حيث تقول : عن سبب استعدادها أخيراً لمشاركة قصة والدتها كما عرفتها :
" لقد كانت عملية إنتاج هذا الفيلم ضرورة لنموي الشخصي " ، وتقول السيدة البالغة من العمر 49 عاماً ، إنها كانت تنصح دائماً هي وعائلتها بعدم الحفاظ على الافتراض حول وفاة والدتها من خلال الرد عليها ، حتى عندما تضمنت اتهامات بتورط روبرت واغنر زوج وود المحبوب " ، وتعترف أيضاً :
" شعرت أنها طريقة تمكنني من البقاء على تواصل مع أمي " ، كانت جريجسون فاجنر في الحادية عشرة من عمرها عندما توفت والدتها ، وأخذت جريجسون فاجنر عنوان كتابها "أكثر من الحب" الذي أصدرته في 5 أيار هذا العام ، من عبارة تبادلها والداها مع بعضهما البعض : " أنا أحبك أكثر من الحب " حيث تظهر هذه الكلمات على شاهدة قبر وود ، إنها قصة حياة حميمة مع والدتها الشهيرة وكيف دمّر موت وود العائلة .
الفيلم الوثائقي الذي أنتجته جريجسون وأجرت عدة مقابلات مع العديد من صديقات وأصدقاء والدتها وبعض المقربين لها ، ويدور الفيلم كذلك حول الممثلة الأسطورية ومسيرتها المهنية أكثر من العلاقة بين الأم والابنة ، لكنه يركز أيضاً على شخصيتها ، وليس على وفاتها ، كما تقول مخرجته بوزيرو:
" لم أكن أرغب في عمل فيلم استقصائي ، هذه قصة عائلة ، كانت هذه قصة حب ، لم أشعر قط بضغوط أن أكون مراسلاً أو محققاً ، لم يكن هذا هو هدف الفيلم على الإطلاق " .
من المحتمل ألا يكون هناك وقائع نهائية واحدة لأي حياة معقدة فيه ، وقد يبدو أن العديد من وجهات النظر الصحيحة تتعارض بل تحاول حذف بعض القصص السيئة السمعة المرتبطة بأسطورة وود - صحيح أم خطأ ، لم يتم تناول مثل هذه الحكايات - وينقسم العمل بقوة إلى جانب أن وفاتها كانت حادثًا عرضياً .
الفيلم تناول كذلك الكثير مما كتبته جريجسون فاغنر في كتابها عن والدتها ، ذكريات حب وود وتعلقها الشديد بأمها الشهيرة ، وعندما راجعت الكاتبة كنزاً من كتابات وود الشخصية ، وجدتها متعلقة في سعيها لتعليم نفسها ، وتريد أن تكون أعمق من مجرد نجمة سينمائية
فقد كانت ترتب جداول الجميع اليومية والتقاويم الاجتماعية ، كانت واحدة من أوائل الممثلات في نظام الاستوديو الذي طالب بنجاح السيطرة على اختيار الفيلم ، والأجر المتساوي مع الذكور ، وفي النهاية ، مشاركة الربح .
على الرغم من أن الفيلم والكتاب مخصصان للحديث عن شخصية وود ، إلا أنهما لم يستطيعا تجاهل ظروف وفاتها ، وهذا يعني إعادة النظر في تلك الليلة المشؤومة التي غرقت فيها .
عن هذا الجانب قالت مخرجة الفيلم ناتاشا بوزيرو :
" إذا لم يكن له الأثر الذي اعتقدنا أنه يجب أن يحدثه ، فلن تكون لهذا الفيلم الوثائقي أية فائدة تُذكر ، لقد كان اكتشافاً مدهشاً ، إلى أي مدى يمكن أن يكون منفتحاً بشأن هذه المسألة " .
أما جريجسون فاغنر فقد قالت معقبة :
" أردنا أن نشعر وكأنه محادثة حميمة ، كان زوج والدتي فاغنر يتحدث بدون تكلف ، وكأنه لا يقف أمام الكاميرات حول ليلة غيرت حياتنا إلى الأبد ، ويبدو هذا الفيلم وكأننا أزحنا به عبئاً عن عائلتنا مثل بالون على الشاطئ أو طائرة ورقية يرتفع إلى السماء ويختفي ، كلنا أخف وزناً بسبب ذلك الآن .
ونملك أيضاً حقيقة أننا لن نعرف أبداً على وجه اليقين ما حدث لأمي ، لأنها كانت وحدها في الليلة التي ماتت فيها ... لكنها تريد منا أن نواصل ، نحن ما تبقى ورائها .
عن / صحيفة لوس انجلس تايمز الأميركية