القاهرة/ بغداد - المدى عاد رئيس الجمهورية جلال طالباني امس الإثنين إلى الوطن بعد أن انهى زيارة إلى جمهورية مصر العربية، التقى خلالها الرئيس مبارك وكبار المسؤولين المصريين، وأجرى مباحثات عدة اطلع خلالها الرئيس طالباني الرئيس مبارك على الأوضاع المستجدة في العراق بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة، كما بحثت العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين، وتفعيل الاتفاقيات المبرمة بين العراق وجمهورية مصر العربية.
وكان طالباني، قد وصل إلى القاهرة يوم السبت الماضي يرافقه كبير مستشاريه الاستاذ فخري كريم وعدد آخر من المستشارين في زيارة التقى خلالها الرئيس المصري محمد حسني مبارك وعدداً من كبار المسؤولين المصريين. وكان في استقباله في مطار القاهرة الدولي رئيس الوزراء المصري الدكتور أحمد نظيف وعدد آخر من المسؤولين الحكوميين المصريين.وفي اليوم الأول لزيارة الرئيس طالباني التقى بوزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ومدير جهاز المخابرات المصرية عمر سليمان كلا على حدة في مقر إقامته في القاهرة مساء السبت، ورحب الوزيران بسيادته ترحيبا حارا، واعتبرا زيارته إلى مصر في هذا الظرف الراهن فائقة الأهمية، وجرى خلال اللقاءين بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وتعزيزها وتطويرها في الميادين كافة. واكد فخامة الرئيس أهمية توسيع هذه العلاقات خاصة بعد تشكيل الحكومة العراقية التي ستنبثق عن مجلس النواب الجديد.وشدّد الرئيس طالباني على أهمية تشكيل حكومة شراكة وطنية واسعة من شأنها تحقيق الاستقرار والتقدم والعمل على بناء وتعزيز علاقات العراق مع محيطه العربي وجواره الإقليمي.من جانبيهما اكد كل من الوزيرين أن جمهورية مصر العربية تعمل دوما على دعم استقرار العراق باعتباره ركيزة من ركائز الاستقرار في المنطقة.وفي اليوم الثاني من زيارته أُستقبل طالباني من قبل الرئيس المصري محمد حسني مبارك في مقر رئاسة الجمهورية، يوم الأحد وعقد الرئيسان لقاءً ثنائياً جرى خلاله بحث العلاقات الثنائية، وشدَّد الجانبان على أهمية تطويرها اعتماداً على الصلات التاريخية الأخوية بين الشعبين العراقي والمصري. وأكد الرئيس طالباني إثر اللقاء أنه هنأ نظيره المصري على تعافيه بعد العملية الجراحية وتمنى له العمر الطويل، وقام بإطلاعه على حقيقة الأوضاع المستجدة في العراق بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وذكر أن فخامة الرئيس مبارك أكد دعم مصر العملية السياسية انطلاقاً من إدراكها أهمية الاستقرار في العراق الذي يمثل ثقلا كبيراً في المنطقة. وفي سياق متصل أكد طالباني ، في مؤتمر صحفي مشترك مع موسى عقب اجتماعه بالمندوبين الدائمين، أنه ناقش خلال زيارته لمصر مع كافة المستويات السياسية الأوضاع على الساحة العراقية، كاشفا عن طلبه من القاهرة أن تبذل جهودا من أجل تقريب وجهات النظر بين الكتل العراقية المختلفة للتوصل إلى اتفاق حول الحكومة.وشدد طالباني على أنه بصفته رئيساً عراقياً يقف على مسافة واحدة من الجميع، بل ويعمل على تقريب وجهات النظر والتنسيق بين الأشقاء والأخوة في العراق تمهيدا لتشكيل حكومة تضم كافة القوى العراقية، كما أشار إلى حرصه على عودة العراق للعب دوره في محيطة العربي .ونفي أن يكون الأكراد في العراق مصدر قلق من خلال تحالفاتهم قائلا:"إن الأكراد عامل استقرار وحل، وليسوا عاملا لإثارة المشاكل، ويبذلون جهودهم لحل المشكلات وينظرون إلى الجميع نظرة أخوة ويعملون بجد للتنسيق بين الجميع، ويؤمنون بأن الحكومة القادمة يجب أن تكون حكومة المشاركة الوطنية الحقيقية ولا يمكن استثناء أى مكون من مكونات الشعب العراقي فيها". وأكد حرص العراق في لعب دوره المأمول في محيطة العربي ، لافتا إلى أنه بحث مع موسى ومجلس الجامعة اليوم استضافة العراق للقمة العربية المقبلة، مؤكدا أنها ستكون في بغداد.وأضاف أن العراق، بصفته عضواً في اللجنة الخماسية المعنية بتطوير العمل العربي المشترك، سيبذل جهودا مع الدول الأعضاء لتطوير العمل العربي المشترك على المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية كافة.ومن جانبه أبدى عمرو موسى استعداد الجامعة لمساعدة العراق في إطار مسيرته نحو حكومة وحدة وطنية. وأشار موسى إلى أن العرب يريدون الدفع بالعراق إلى الأمام وحمايته من الأخطار المحيطة به، داعيا الجميع في العراق إلى التعاون، وقال:"كلنا تفاؤل بالعملية الانتخابية التى أقبل عليها الناخبون وبنتائجها التى أظهرت أن العراق واحد وليس على أسس طائفية، وهى عوامل نراها إيجابية وتظهر وعي الشعب العراقي بالمخاطر التى تحيط به".وأوضح موسى أن المندوبين بحثوا مع الرئيس دور دول الجوار وسياستها، وأكد أن الجميع سيعمل لوحدة العراق، معربا عن اطمئنانه إلى الوعي العراقي في هذا الشأن. وفي سياق متصل اكد الرئيس العراقي جلال طالباني على أن مساعدة الجامعة العربية لا يعني أنها تدخل في الشؤون الداخلية للعراق. ونفي طالباني في كلمته أمام مجلس الجامعة تدخل الأجهزة الحكومية أو الأمنية العراقية في سير العملية الانتخابية أو التصويت، مدللا على ذلك بإقبال الناخبين بكل حرية في&a
عمرو موسى:بيد الرئيس العراقي الكثير من خيوط العمل السياسي
نشر في: 10 مايو, 2010: 08:23 م