TOP

جريدة المدى > عام > في رثاء الأديب الروائي محمد جبر علوان

في رثاء الأديب الروائي محمد جبر علوان

نشر في: 24 مايو, 2020: 10:44 م

نعيم عبد مهلهل

مرثية وداع

1

ستبكي كل حياتك يا هدهد سليمان، لأنك في آخر مشاوير حياتك اتيت بنبأ موت روائي من اهل الثورة.

تلك أضحية جاءت في رمضان على غير موعد اعيادها.

سمى بأسمك يا ابن علوان، وذبح الدمعة وغلاف كتاب السيد ميم، ومثل يتامى ساحة 55 . يتعثر خطو السرد بين الأخبار ومراثي الأدباء وحزن المتنبي وروما.

محمد علوان، ما هذا الخبر المزعج.

تحمل حقيبتك الدبلوماسية وتتأنق.

لا تذهب الى بصرة مربد

بل تذهب لظلمة لحد

2

لم تكن صديقي، بل كنت اخ الفطرة والرومنطيقيات وشاشات عروض الافلام الحسية.

تحلم بطريقة الخاصة، وتحزن مثل اللغة الجلفية، وتبعثر ضحكتك الممدودة مثل خيط حرير من ناحية شنغهاي حتى قضاء قلعة صالح.

والآن بغيابك لن نشرب خمرا حلوا .

بل نشرب هذا الماء المالح.

3

أبو دنيا ..

الشمس ستشرق غدا..

نورك مختبئ عنها في ظلمة قدرك.

ما زال جنود سريتنا في الرابية الأولى في بنجوين .

يطربون بنخوتك.

ومقولتك السحرية.

الشظايا حلوى حين تغني كوكب هذا القلب وهذا الشرق.

الآن يا محمد علوان جبر

لا أغدا القاك

ولا للصبر حدود

ولا يوما اسطوريا في دائرة التقاعد

الأيام شربتك

ونحن من يغص الآن بسبب موتك.

4

غربتنا، وغربتك .

عطرنا وعطرك

اسم الطين واسم الوردة

من يكتب ثانية شوق عمودك في طريق الشعب

امبرتو ايكو أم سلمان المنكوب

الهي..

بغداد تأن..

لقد فقدت هذا المحبوب

5

الآن، ايامنا كلها مراثي، ومثل ختم مختار ختمتها أنت بدمعة وقطرة عسل

ولو كنت هناك

اقسم بالخضر حي الدارين سأجعل ثوابك الف صحن قيمر

لكنني بعيد عنك يا حلو المعشر

فوبرتال الالمانية / مساء / 22 مايس 2020

محمد علوان جبر

حيد عبد الحسن

أطوي يدي

أبسطها

وأشاهدُ سفينةً منشورةَ الجناحِ 

عينا "وسام" تبحثان عن أبيه في يدي

تجدّان في الرؤية إلى السماء

وتسدران في الرؤيا...

ساعدوني يا أصدقاء

كيف لي أن أعزّي الملكة 

وابنةَ الملكة

- الملكة الحفيدة -

والأم، أم دنيا؟

يا من أسمّيكَ الأخَ الحبيبَ الصديقْ

يا من كنت لي الذراعَ والساقْ

يا أيها الشهدُ المصفّى

يا أيها الضوعُ الذي لا يتبدّدُ

إن لونَ البحرِ أكثرُ وحشةً،

أشدّ عَتمةً

آنَ خطوطٌ القلبِ تشتبكُ مع هبهباتِ الرياحْ

أطوي يدي

أفتحها

وأشاهد سفينة منشورة الأجنحة

مات أبو دنيا!

ما أخيبَ المسعى إذن!!!

* "وسام" هو ابن محمد علوان جبر

و"الملكة" هي "دنيا" ابنته

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. Anonymous

    احسنت ايها الاديب الرائع يابن المهلهل لقد أجدت الرثاء لنابغة يستحق كلماتك الثريه المنصفه فشكرا لك كريم عوده السليم

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

الاعتياد على مسالك الحياة السهلة:  صفقة مع الخطر
عام

الاعتياد على مسالك الحياة السهلة: صفقة مع الخطر

ألِكْس كورمي* ترجمة: لطفية الدليمي بينما أكتب الآن هذه الكلمات يرسلُ هاتفي النقّالُ بطريقة لاسلكية بعضاً من أعظم ألحان القرن الثامن عشر (مؤلفها الموسيقار العظيم باخ لو كنت تريد معرفة ذلك!!) إلى مكبّر الصوت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram