ناجي رحيم
ينهضُ الشّاعرُ في مجرّته
يُمسكُ بأذيالِ مشاعرَ تهدّلت تحت جفنيه
يُمسّدُها ويركنُها إلى حين
بطيئاً ينصتُ إلى ما يأتي من جهات الأرض
يتلعثمُ ويحدّقُ بجيب القميص
يُمسّده أيضا ويحاول أن يبتسم
في مداره تنبضُ كائنات
يحبُّ الحبَّ جدا
تحيّة إلى روحِ الحديقة يُردّد كم تحمل من حيوات
حلازينُ ما زالت نائمة
عصافيرُ تغتسلُ بالضّوءِ
بمرحٍ واضحٍ تتناولُ وجبتها الأولى
تحيّة إلى راكضينَ لا يتركون سوى همهماتٍ لاهثة
في مجرّته فيضٌ
أعمارٌ في جيب قميصه تلهث
تتبدّل ملامحه يتلعثم
بسحنةٍ واقفة تركضُ فيها هموم
يتحدّث مع الشاشة كأنه يُجالس صديق
من توقٍ إلى توق يتنقّل
صديقي أيها العالم أيّها المكان الأكيد
فيضٌ في رأسي
أستأنسُ بهذا الذي صرتُ إليه
أقاربُ حزماً من تَضَاد أُقاربُ وأُباعد
صباحٌ يلمع في الحديقة
ما الذي يجري إذن لم أرتجُّ مثل بقايا نخلة
حشدٌ من مشاعر
من عالمٍ إلى عالم تتمسرح وجوه في مجرّتي
ترتدي مكياجها وتهلّ على أيّ رصيف
مخاوف ورغبات
أبتسمُ لبعضِها وأصرُّعلى أسناني كي ألفظَ أخرى
أشياءٌ صغيرة تُفرحُني يا صديقي
نبتةٌ تُعاند من أجل حياتِها جلبتها من مزبلة البلدية
وزرعتها كأني أداعبُ طفلا
بعثتُ بصورتها إلى صديقٍ مختصّ كي أعرف أسمها
أقرّر عظيمةٌ هي الحياة
أزيحُ غيوما عن رأسي كي لا أمطرَ في هذا الصباح
بأصرارٍ أمسكُ بصفاء اللحظة وأغفرُ لسفلة
أغفر لسفلة مرّوا على مرآة الروح وعكّروها
أغفرُ لصداقاتٍ نيّئة لم يتذوقها الحسُّ بعد محاولات
هشٌّ وصاخب
هشٌّ وصاخب يا رجرجة رأسي في المجرّة
هل حقا هذا هو العالم؟
كم من سقوفٍ كم من قشورٍ في الحياة؟
خلف ابتسامٍ داجن
خرسٌ يعدو في شاشات
لعاب وأكاذيب
أدعياء بلزوجة واضحة
هل حقا هذا هو العالم؟
جشعٌ وتشفٍّ مرضٌ وضغينة من سمومكِ
هل هذه هي أنتِ أيّتها الحياة؟
في هذا الصباح الّلامع عرباتٌ محمّلة بأرباحٍ من صديد
نحاربُ فيروسات
وخلف أبوابنا يقفُ أشباهُ بشر
أرواحنا تتقشّرعلى ايقاع فيروسات بشريّة
هل هذا هو العالم؟
أيّ فيضٍ هذا الذي يترجرجُ في المخّ
أيّ دبيبٍ هذا الذي يتسلّق عيني
لم لا أهجع كأيّ بابٍ أو حائط
يا كائنات هل هذا ما صرتُ إليه؟
21 آذار 2020