TOP

جريدة المدى > ملحق المدى الرياضي > رؤى بلا حدود: الانضباط ودكة التدريب!

رؤى بلا حدود: الانضباط ودكة التدريب!

نشر في: 11 مايو, 2010: 04:44 م

علي النعيمي"دكة التدريب وجوارها مناطق مقدسة كمنصة المحكمة أوالقضاء".. بهذه المقولة التي صاغ حروفها الراحل السير رالف رامزي أستهل حكاية اليوم، ولا ادري من أين لي إن اقلب ملفها الشائك وعبارات الأسى تختلج أنفاسي اضطراباً ونحن نرى مناظرالانفلات والخروج عن ضوابط الأخلاق الرياضية في ملاعبنا، ركلات هنا واشتباكات بالأيدي هناك وبضعة أنفار لا يحلو لهم التشجيع إلا بالسباب والإساءة للآخرين!
لكن تقليعة الموسم كانت محاولة اعتداء الحكم على احد اللاعبين او معكوسها ولن أتوقف عندها كثيرا لأني أدرك جيداً إن ظاهرة الشغب اصبحت ظاهرة عالمية لكن العبد الفقير لله كتب وانتقد يومها ظاهرة (رياضة البنادق) وسيناقش اليوم مفردة الانضباط في ملاعبنا، فغياب هذا المفهوم لا يختزل فقط برقصة (الجوبي) لمشجع منفلت دخل بكرسيه البلاستيكي الى ساحة الملعب بعد تسجيل فريقه احد الأهداف ولا بفلذات أكباد مسؤولي الهيئات الإدارية وهم يتقافزون من حضن إلى حضن كلما مرقتهم الكاميرا! وحتى لا أظلم احدا فاتني أن انوه ببائع (الآيس كريم) الذي شدته إحدى الهجمات فتسمرامام المصور فلم نعد نشاهد من الهجمة غير فانيلته البيضاء!إما حالات التذمر من الحكام وملاحقتهم والاعتراض على قراراتهم فقد زادت حدتها مؤخراً وباتت مسألة اخذ الكروت مدعاة فخرودليل على غيرة اللاعبين وحرصهم على أنديتهم وبدأنا نشك هنا إن كان بعض اللاعبين يدركون قوانين اللعبة حقا أم لا؟ بل إن سلوكيات الفرق الشعبية لا تزال واضحة على تصرفات بعض اللاعبين، وإلا ماذا نقول لأحدهم وهو يخاطب الحكم مؤنبا إياه قائلاً: (الله ينتقم منك يا ظالم)!سرحت هنا وتخيلت هذا اللاعب لو تم استدعاؤه للمنتخب في بطولة آسيا، فكيف له إن يترجم انفعالاته لحكم أوروبي هادئ الطباع كأن يقول له (الله ينتقم منك)! لكننا ايضاً لن نعفو بعض الحكام من هفواتهم الشنيعة التي أسهمت بتأزم هذه المواقف.إن هذه الأمثلة دللت باليقين القاطع على غياب مفهوم الانضباط الرياضي في ملاعبنا، علماً انه يدخل في صميم عمليتي التدريب والقيادة، فسلوكية الانضباط تبدأ من احترام اللاعب لمنشآت النادي اولا مروراً بقوانين اللعبة ثم تمتد إلى الملعب لحظة الدفاع عن ألوان النادي والمنتخب انتهاءً باحترام دكة التدريب والجهازالمشرف على المباراة من طاقم تحكيمي اومشرف مباراة أوالفريق المنافس وكل الجماهير.وهنا ندعو مشرفي المباريات إلى ضرورة تنظيم واحترام المنطقة المخصصة للمدربين وعدم السماح للأشخاص ممن لا يمتوا بصلة إلى احد الفريقين مع إلزام الفرق بعدد معين، فسائق النادي أبو(الكيا) ليس حصراً إن يجلس بجنب البدلاء لحظة المباراة ولا حتى أصدقاء المدربين وأبناء النادي القدماء!لنحترم دكة التدريب حتى لو كانت ملاعبنا تنقصها مستلزمات التنظيم ولنخصصها فقط لذويها وعلى مدربينا الأعزاء إجبار لاعبيهم بالجلوس وعدم التحرك إلا في الإحماء لأن هكذا مناظرعشوائية ستفقد المدربين والحكام تركيزهم ولا توحي لنا البتة بان هناك مباراة في الدورالممتاز، بل تذكرنا وكأننا في سوق (الوقفة) بباب الشرقي لكثرة الهياج والانفعال والصراخ كأنها معركة وليست لعبة رياضية قائمة على الحب والتنافس الشريف والأهم من ذلك الانضباط الطوعي في كل شيء.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

الصناعة يسعى لاستعادة الصدارة والكرخ لمغادرة المركز الرابع

الصناعة يسعى لاستعادة الصدارة والكرخ لمغادرة المركز الرابع

بغداد / خليل جليليسعى فريق نادي الصناعة لكرة القدم الى العودة الى صدارة الترتيب عندما يواجه مضيفه الكهرباء اليوم الاثنين في ابرز مواجهات الدور الاول من المرحلة الثانية لبطولة الدوري ضمن المجموعة الشمالية (الأولى)...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram