علاء المفرجي
-11-
فيلم آخر تسهم في صناعته النساء، المخرجة وكاتبه السيناريو، وهذه المرة عن موضوع انساني، وهو ما يعرف (الموت الرحيم)، فمازال الموت الرحيم يثير جدلًا متواصلًا، واشكالية بين العلم والدين أو الحلال والحرام، تلاقفت السينما هذه الظاهرة الانسانية في افلام كثيرة، وتحديدا منذ ان سمح مايقارب الـ 20 بلدا بمشروعية ممارستها،
واشتغلت السينما هذا الموضوع باساليب مختلفة لكنها تتفق بابراز جانبه الانساني، وغالبا بافلام اجتماعية ورومانسية، استطاع البعض منها ان ينتقل بهذا الموضوع –الموت الرحيم – الى آفاق اوسع تتعلق اضافة للجانب الانساني له، الى مناقشة جدواه وآثاره الاجتماعية. فبينما يرى البعض ان الانسان يمتلك الحق في انهاء حياته أو حياة انسان آخر اذا اكتشف ان لاجدوى من استمرار هذه الحياة حيث يتفاقم المرض ويعطل اهم وظائف الجسد، بينما يرى البعض الآخر انه لا احد يملك انهاء أو توقيت انهائها إلا خالقها.. ومن هنا يبقى حسم هذه المسألة معلقًا.
فيلمان دنماركيان تناولا الموضوع الموسم الماضي بقوة باعتباره احد اهم القضايا التي بحثتها السينما في السنوات الاخيرة وسلطت عليها الضوء، الفيلم الاول للمخرج الدنماركي المعروف بيل أوغست "قلب صامت" الذي عرف جمهور السينما موهبته السينمائية الكبيرة نهاية الثمانينيات بفيلمه "بيل الغازي" الذي انتزع فيه أوسكار أفضل فيلم أجنبي.
ثم واصل مشواره بفيلم "أحسن النوايا" بسيناريو لإنغمار برجمان لتتوالى افلامه "منزل الأرواح" 1993 عن رواية الكاتبة التشيلية إيزابيل ألليندي، بطولة ميريل ستريب وجيريمي أيرونز وغلن كلوز و"قطار منتصف الليل إلى ليشبونة".
وفي (فيلم صامت) تدعو إيستر وزوجها بول افراد الاسرة ابنتيهما وحفيدهما وازواجهما وصديقتها لحفلة في بيتها، والتي في حقيقتها دعوة لاطلاعهما على قرارها الخطير بأن تنتحر في المنزل في تلك الحفلة بعد اخذ موافقتهما، بسبب اصابتها بشلل لا علاج له. وستتباين ردود افعال افراد هذه الأسرة. الفيلم الثاني (بين ذراعيك) وهو أول فيلم روائي لمخرجه سامانو ساهلستروم ونال فيه جوائز كثيرة.. حيث ممرضة تساعد شابًا مريضًا في التخلص من حياته، ورحلة تقوم بها الممرضة، لمرافقة هذا الشاب إلى سويسرا، التي تسمح بممارسة القتل الرحيم. الفيلم الجديد الذي يتناول هذه الظاهرة "أنا قبلك" وهو من الأفلام الدرامية والغرامية، وهو أول فيلم للمخرجة البريطانية ثيا شاروك. وكتبت سيناريو الفيلم الكاتبة البريطانية جوجو مويس استنادا إلى رواية من تأليفها تحمل عنوان (أنا امامك) صعدت إلى قائمة الكتب الأكثر رواجا. وتدور أحداث الفيلم حول شابة جميلة تعمل في أحد المتاجر، تعيش حياةً رتيبة، مليئة بالروتين والإحباط، إلى أن تتغير حياتها إثر تعرضها للطرد من عملها. وخلال محاولاتها احتواء التغيرات الطارئة في حياتها، تلتقي بشاب يعيش ظروفًا مشابهة لظروفها، بعد أن حُرِم من وظيفته، إثر تعرضه لحادث سير ويصاب بالشلل الرباعي.
يبدأ الفيلم بشاب يستيقظ من النوم بينما تبدو جنبه خطيبته، يخرج الى الشارع ليدهس بدارجة نارية مسرعة.. وبقطع تنتقل الكاميرا الى لويزا التي تعمل في محل يقرر صاحب المحل طردها.
الشابة الجميلة لويزا كلارك (الممثلة إيميليا كلارك) والشاب الثري الناجح ويل ترينور (الممثل سام كلافلين) المعروف بنشاطه وسفره المتواصل قبل أن يتعرض لحادث دراجة نارية عنيف ويصاب بالشلل. وبعد عدة محاولات لايجاد فرصة عمل يتم اختيارها لرعاية الشاب المشلول لتبدأ علاقتها بهذا الشاب التي يسودها في البداية سوء الفهم لكن سرعان ما تنشأ علاقة خاصة تزداد بين الاثنين لتنهي الفتاة خطوبتها مع الشاب الذي ترتبط به.
ينتهي فيلم "أنا قبلك" إلى سويسرا ليقدر على إنهاء حياته ويترك لها في وصية ثروة تكمل بها دراستها وتعيش حياة رغيدة.