اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: كورونا في زمن الفوضى

العمود الثامن: كورونا في زمن الفوضى

نشر في: 28 مايو, 2020: 08:58 م

 علي حسين

كنت قد كتبت في هذا المكان عن السيدة "شن وي" التي استعانت بها الصين في الحرب ضد فيروس كورونا. السيدة شن تعمل برتبة جنرال فى الجيش الصيني وتلقب بمدمرة الفايروسات، فقد استطاعت من قبل قهر وباء إيبولا ومن بعده سارس.

هذه المرأة العجيبة التي تبلغ من العمر 54 عامًا عاشت أكثر من ربع قرن من حياتها تعمل بصمت في مشروع سرّي تبناه الجيش الصيني للقضاء على مرض اسمه إيبولا، وقدمت للعالم درسًا في المثابرة لا مكان فيه لجمل وشعارات عن عملاء البورجوازية وأصحاب الأجندات الانحرافية الإمبريالية الرجعية، ولا مكان للمزايدات السياسية التي تجعل من شخص بأهمية الدكتور جعفر صادق علاوي، خارج الخدمة، ولا تريد البلاد الاستفادة من خبراته، بل إن الرجل تعرض للملاحقة من أحد عباقرة الطب والذي يعمل رئيسًا للجنة الصحة البرلمانية وأعني به "صائد الفايروسات" النائب قتيبة الجبوري الذي أخبرنا قبل أسابع أن "كورونا" هو فايروس سياسي، مهمته تخريب اقتصاد العراق، وهو الاقتصاد الذي ينافس اقتصاد الصين واليابان مجتمعتين، وأضاف "سيادته" توابل لنكتته، أن كورونا فايروس استخباراتي، ثم أطلق للشعب وصيته الطبية: لا تقلقوا فإن تأثيركورونا أقل بكثير من تأثير الإنفلاونزا، ومشاهد الموت مجرد فوتوشوب!!، والآن قتيبة الجبوري بشحمه ولحمه يخرج علينا قبل يومين محذرًا من التهاون بفيروس كورونا، داعيًا المواطنين إلى أخذ هذا الأمر على أقصى درجة من الجدية، وعدم الخروج من المنازل إلا للضرورة.

وبالنظر إلى حالة اللعب على الحبال التي تلبست النائب قتبية الجبوري، فإن ما يجري هو نوع من الألاعيب " الحواة " التي يحاول بها البعض ارتداء قناع الدفاع عن حقوق المواطنين والتغني بشعارات مشروخة، ناسين أن بضاعتهم غالبًا ما تكون رديئة ومتهرئة، فضلا عن كونها بضاعة مزيفة. 

العالم يعيش هاجس الخوف من وباء "كورونا"، بينما نحن نعيش مع وباء أخطر واشد فتكًا وهو تصريح جهابذة السياسة الذين ينشرون كل يوم أنواعًا جديدة من وباء الكذب والانتهازية والطائفية والخراب، إن هناك اليوم في بلاد الرافدين والتي ستسمى "بلاد العجائب" جيشًا قوامه آلاف السياسيين تستطيع أن تُطلق عليهم وأنت مرتاح الضمير صفة "الفضائيين" فهم يتقاضون رواتب "فضائية" ويتقاسمونها بالعدل والقسطاس. 

لا يعترف المسؤول "الفاشل" بالخطأ، ويعتقد أن "الخطأ والصواب" لا علاقة لهما بإدارة الدولة، حين حوّل المالكي أغنى دولة عربية مثل العراق إلى بلد يحتار اين يضع مرضى كورونا ، فقد " لفلفت " اموال الصحة مثلها مثل الكهرباء والتعليم ، فالأمور لا تتعدى "تجارب تخطئ وتصيب"، وحين لا نصدر قرارا بتكليف الدكتور جعفر صادق علاوي تولي رئاسة اللجنة العليا للصحة والسلامة ، فإن الأمر يدخل في قائمة "تجارب الهواة".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تغيير جذري في قرعة دوري أبطال أوروبا

النقل العام في العراق.. حل مؤجل لازمة دائمة

بالصور| تشييع جثامين شهداء الحشد الشعبي الذين ارتقوا أثر القصف على شمال بابل

مع الاغلاق.. أسعار الدولار تستقر في بغداد وترتفع باربيل

النزاهـة: كـشف مخالفات بعقـد قيمته (٤,٥) مليارات دينار في كربلاء

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

 علي حسين تنقل لنا الأخبار، بين الحين والآخر، عدداً من البشارات أبرزها وأهمها بالنسبة لهذا الشعب " البطران " هو الاجتماع الأخير الذي عقده الإطار التنسيقي ، وفيه أصدر أمراً " حاسما "...
علي حسين

قناطر: الجامعة العراقية وفخرية الدكتوراه لضياء العزاوي من لندن

طالب عبد العزيز تنهدم البلدان بتخليها عن تقاليد شعوبها، وقد أثبتت التجارب في المجتمعات العريقة المحتفظة بتقاليدها أنَّ ذلك هو الصواب. ولسنا في وارد الحديث عن التقاليد، أيِّ تقاليد إنما ما هو حياتيٌّ، ونبيلٌ،...
طالب عبد العزيز

مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية العراقي.. في المنطق القانوني

د. اسامة شهاب حمد الجعفري يحتل قانون الاحوال الشخصية في حياة الفرد مركزا حساساً لارتباطه ارتباطاً وثيقاً بتنظيم حياته الاسرية وتعلقه بمعتقدات الفرد ومركزه الاجتماعي. فمن الطبيعي جداً ان تتجاذبه الاراء خاصة وانه اضاف...
د. اسامة شهاب حمد الجعفري

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

د. طلال ناظم الزهيري في عالم محكوم بالصراع والتنافس، تظهر مفاهيم وممارسات جديدة تقود هذا التنافس وتتحكم في إيقاعه لصالح طرف أو آخر. واليوم، ومع المد الجارف لمواقع التواصل الاجتماعي ودورها المؤثر في تشكيل...
د. طلال ناظم الزهيري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram