إياد الصالحي
تركت مبادرة رئيس الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية سطام السهلي أثراً بالغاً في الوسط الصحفي الرياضي العراقي بعد اتصاله بوزير الشباب والرياضة عدنان درجال ظهيرة الأربعاء 26 أيار الجاري،
مهنّئاً له بمناسبة استيزاره كأول نجم كروي في تاريخ العراق يُمسك حقيبة مهمّة تمثّل شريحة واسعة ومؤثرة من المجتمع، ومن جهة أخرى لتمتين العلاقات المهنية بين الاتحاد الآسيوي والعراقي عبر رعاية الوزارة الأنشطة والفعاليات المؤمّل أن يُتفق عليها في وقت آخر.
لم تكن تلك أولى مبادرات الآسيوي مع الاتحادات المنضوية اليه على صعيد تعشيق دور الجهة القطاعية لدعم جهود الصحفيين الرياضيين، بل كانت النية الطيبة والثقة الكبيرة المستمدّة من تاريخ الصحافة الرياضية في العراق حاضرة في ذاكرة وضمير السهلي مُذ تسنّمنا مسؤولية قيادة الاتحاد في المؤتمر الانتخابي الذي ضيّفته العاصمة الباكستانية إسلام آباد 6 تشرين الأول 2017، حرص على عودة العراق الى مقاعد المكتب التنفيذي بثقة عمومية آسيا انسجاماً مع تأريخ الحركة الصحفية في البلد، وبروز نخبة طيبة تركت مآثر فاخرة في سفر العمل المهني العربي والقاري والدولي.
في وقت متأخر من مساء الثلاثاء الماضي، 25 أيار، تجاذب رئيس الاتحاد الآسيوي معنا أطراف الحديث الودّي عن مستقبل الاتحاد ما بعد إنتهاء أزمة جائحة كورونا، والتداول بشأن بيان المقترح المناسب لمصير (كونغرس الكويت) الذي كان مؤمّلاً له الانعقاد في شهر آب المقبل، وفقاً لما جاءت به توصيات مؤتمر الجمعية العمومية (الكونغرس 22) في العاصمة الماليزية كوالالمبور للفترة من 26 لغاية 28 آب 2019 والذي شارك فيه الزميل د.عدنان لفتة بصفته ممثلاً للاتحاد العراقي للصحافة الرياضية، ومن المتوقع أن يُحسم المؤتمر المقبل في ضوء قرار المكتب التنفيذي بما يتناسب مع اللوائح المعتمدة عند حصول أمر طارئ ما يحول دون تنفيذ البرامج والتوصيات المقرّة سلفاً.
كانت استجابة الزميل السهلي سريعة حيال مقترحنا بتوطيد العلاقة المؤسساتية مع وزارة الشباب والرياضة العراقية في تشكيلتها الجديدة لما عُرف عن الكابتن درجال تماهيه مع الإعلام الملتزم وتبنّي كثير من الأفكار التي تخدم رسالة الصحافة النزيهة ودورها القوي في تقويم الوهن والجمود والتراجع الذي تمرّ به الرياضة العراقية في جميع مفاصلها - قبل استيزاره بسنوات طويلة - وهو ما جرى بالفعل بتنسيق الإجراء اللازم معه تمهيداً لاتصال الطرفين الذي تم ظهيرة الأربعاء تناولا عديد المسائل ذات العلاقة بتنمية تفاعل الاتحاد الآسيوي مع الانشطة في العاصمة بغداد لأول مرّة بعد سبعة عشر عاماً من العُزلة التي فرضتها ظروف التغيير ما بعد عام 2003 والمشاكل الكثيرة التي قوّضت الأمن ودعت اتحادات عربية وقارية ودولية عدة للتمهّل في معاودة انشطتها في العراق ومن ضمنها اتحادات الصحافة الرياضية (العربي والآسيوي والدولي).
بادر الوزير درجال بخلقه وتواضعه للاتصال بنا معبّراً عن ارتياحه للآراء القيّمة التي طرحها الزميل السهلي، وقدّم الدعوة له للحضور الى العاصمة بغداد حال تحسّن ظروف الوباء الصيني، مؤكّداً دعمه اللامحدود لممثل العراق في المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية، واستعداده لرعاية ورشة أو ندوة أو مؤتمر أو أي نشاط يعزّز صلة التعاون بين الطرفين ويسهم في تطوير الإمكانات المهنية للصحفي الرياضي العراقي، وعزّز تعهّداته هذه بضمّ الدكتور موفق عبدالوهاب مدير قسم الإعلام والاتصال الحكومي للمحادثة طالباً منه التنسيق اللازم معنا لبلورة أي مقترح يمكن إضافته الى ما تم الاتفاق عليه بينه وبين السهلي.
هكذا تُغلّب مصلحة العراق فوق جميع المصالح طالما أن الهدف الأسمى هو سمعة وريادة البلد بعيداً عن الشخوص الذين يؤدّون أدوارهم بحكم مسؤولياتهم ضمن فترتهم الشرعية في الموقع، مثلما دأب الزميل خالد جاسم رئيس الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية على إنجاز ما يستطيع سواء ضمن علاقاته مع المؤسّسات المحلية أم العربية أم الدولية، دون أن ننسى حرصه منذ مدة ليست بالقصيرة على اغتنام فرصة تضييف فعّالية مهنية بالتعاون مع الاتحادين العربي والآسيوي إلا أن المناخ العام لتوفير فرص نجاحها غير مشجّع حتى الآن مثلما نعيش الواقع.
أمنيتنا كبيرة بالسعي لاستثمار تلاقح الوزير درجال مع الصحافة الرياضية استعداداً لبناء تجربة نموذجية تكرّس قيم تربوية تستوعب منهج النقد الموضوعي لثلة خيّرة من العاملين في المهنة بأخلاقيات مستمدّة من ميثاق عمل نأمل أن تجتمع الهيئة العامة للمصادقة عليه، فقد بات وجود الميثاق اليوم أكثر أهمية من كل السنين السابقة لكسر السيوف الخشبية التي يرفعها بعض الطارئين على المهنة ممّن ظنوا أن السلطة الرابعة تعني التسلّط الذي يبيح لهم نحر سمعة الرياضيين وزملائهم بكلمات غير مسؤولة تعكس نوايا شرّهم البغيض.