إياد الصالحيالذهب الاولمبي صناعة ومقدرة وصبرعلى قهرعوائق المستحيل لبلوغ خط تحقيق الانجاز في زمن تبذل دول كبرى وصغرى أقصى ما تملك من دعائم العناية بأبطالها قبل الشروع بالجري لخطف ميدالية ذهبية تضيء اسماءها وتقدم ترتيبها للأعلى في لائحة المتنافسين .
فكم بطلاً أفريقيا سرق الاضواء والإبهار والإعجاز من نجوم العالم المدللين والسابحين في بحر من الثراء والميزانية المتخمة التي تعادل ما ينفق على عداء أمريكي مثلا في معسكرات عدة قبل دخوله معترك حرب الأمتارالساخنة ؟!ليتنا نمتلك احساس رياضيي أبناء القارة الأفريقية (منجم ابطال العاب القوى) بان الجري المتواصل خير من الركون اليائس بانتظار ما تؤول اليه الأيام وما تجود به الحكومة من منح لدعم برنامج البطل الاولمبي الذي بقي ( اسما من دون فعل) مثلما يحصل في اولمبيتنا واتحاد العاب القوى من استهلاك للوعود واستنزاف للخطط والتنظير بلا أسس علمية وتجارب واقعية تخدم طموحات العدائين الشباب الذين غالبا ما تصدمهم القرارات الروتينية بعدم توفر إمكانية اقامة اكثر من معسكرين خارجيين في السنة في ظل مشاركات عربية وآسيوية ودولية ربما تهدينا ارقاما شبابية مدعاة للتفاؤل كما افرحتنا العداءة كولستان محمود بنتائجها الرائعة في منافسات بطولة العرب للشباب والشابات التي اختتمت قبل ايام في القاهرة .كولستان .. بسمة عراقية صادقة في زمان عزّ فيه ابتسام عروس الألعاب التي افتقدت منذ عقدين من الزمن نموذجاً من البطلات اللائي كنا نفاخر بهن العرب امثال ايمان نوري ودينا سعدون وايمان صبيح وايمان عبد الامير ، حيث نضبت مشاريعها في ولادة بطلة واحدة تمسك بتلابيب المجد العراقي في سوح الاولمبياد على غرار سيدة الرياضة المغربية والعربية الاولى نوال المتوكل التي فجرت انهاراً من دموع العالم وليس العرب وحدهم في مضمار التنافس الاولمبي عام 1984 بلوس انجلوس مع مواطنها العداء سعيد عويطة ( قطار العرب السريع).نعم لدينا كولستان أمل عراقي جديد حان الوقت لنستودعها حلمنا الاولمبي في لندن 2012 ، فالتأهل ضمن نخبة بطلات العالم بحاجة الى المال والفكر والجهد ، وهي اركان النجاح الرياضي اليوم التي بوسعنا تحقيقها مع كولستان في برنامج متكامل تشرف عليه اللجنة الاولمبية الوطنية بالتنسيق مع احدى السفارات العراقية الموجودة في الدول ذات الاهتمام الاستثنائي بصناعة ابطال العاب القوى مثل امريكا والمانيا وفرنسا وروسيا ليكون تواجدها مستمراً هناك حتى تتحقق الغاية من اندماجها ضمن الاكاديميات العالمية المتخصصة باللعبة وتنال جرعات كافية من التدريبات وفق نظام محدد بساعات التمرين وتناول الغذاء والاحتكاك برياضيين ابطال سبق ان اعتلوا منصات التتويج في البطولات الكبرى .نذكّر هنا الدكتور علي ابو الشون نائب رئيس اتحاد العاب القوى بحديثه الودي معنا في لقاء سابق جمعنا بشأن هموم اللعبة محليا وطموح مسؤولي الاتحاد بان تكون كولستان اول بطلة عراقية تخترق الاولمبياد وتقبض على الميدالية الذهبية ، وقال بالحرف الواحد : ( ليس كبيرا على العراق ان يظفر بالذهب في اولمبياد لندن المقبل اذا ما توفرت لعدائينا الشباب وفي طليعتهم كولستان معسكرات شبه مفتوحة في اوروبا وامريكا اللاتينية لتنمية قدراتهم وتعزيز اندفاعهم للمنافسة على تسجيل اصعب الأوقات وسط تحطيم سريع للزمن في السباقات العالمية).نثني على فكرة علي ابو الشون لاننا صبرنا طويلا على ولادة نجم جديد يخلف البطل المرحوم عبد الواحد عزيز صاحب الميدالية البرونزية اليتيمة للعراق في اولمبياد روما 1960 بعد ان دارت عجلة العاب القوى سنين طوالاً ولم تتوقف عند انجاز مهم بحجم عزيز .نتطلع ان تشكل لجنة ثلاثية من الامانة العامة في مجلس الوزراء ووزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية الوطنية لدراسة سبل دعم العدائين البارزين ممن نتوسم فيهم تباشير المنافسة العالمية التي يمكن ان تقود العراق الى كتابة اسمه بماء الذهب في الاولمبياد الانكليزي من الآن وحتى موعد إقرارالمشاركة في ضوء الارقام المشجعة التي تسمح لنا بدخول مضمار التسابق بروحية كولستان (سفيرتنا الذهبية ) ان شاء الله ومن سار على درب اجتهادها وتحديها مع الذات لتكون مشاركتنا من اجل قهر الزمن وليس الاستسلام لإطلاقة البداية!Ey_salhi@yahoo.com