وديع غزوانيبدو ان الكتل السياسية ادركت ولو بعد حين , ضرورة اعتماد خطاب هادىء وغير منفعل في حواراتها التي اعقبت الانتخابات ونتائجها وبالخصوص في ما يتعلق بتشكيل الحكومة .. وقد لمس المواطن في الآونة الاخيرة نبرة جديدة تجنبت فيها اطراف العملية السياسية ,
الا في ما ندر, لغة التهديد والوعيد , لغة اعادت للمواطن بصيص الامل الذي كاد ان يفقده في ظلمة ما كان يشاع من تفاهمات غير معلنة للاستحواذ على المناصب . ومع ان الجرائم الارهابية التي دأب المجرمون الظلاميون توجيهها للابرياء ومنهم ابناؤنا الشجعان في نقاط السيطرات, قد تثير قلقاً مشروعاً عند المواطن , الا ان مثل هذه الهجمات ما عاد لها نفس التأثير بعد ان شعر المواطن وايقن خبث ودناءة وحقد منفذيها على كل ما يمت للعراق بصلة , وصار متحصناً اكثر من سموم ما يبث هنا وهناك من اقاويل وافتراءات , واكثر استعداداً للتعاون مع الاجهزة المتخصصة لكشف اوكار الجريمة بكل انواعها . المهم ان اعلان الكيانات السياسية كافة استعدادها للتفاهم وتغليب لغة العقل في حواراتها واستعداد الجميع للجلوس الى طاولة المفاوضات تحتاج الى ترجمة فعلية على ارض الواقع تؤكد صدق نواياها في تغليب مصلحة العراق وشعبه , ونعتقد انها فرصة سانحة لهذه القوى لتستعيد مرة آخرى ثقة المواطن بها , بعد ان كادت تفقدها. ومن المناسب الاشارة هنا الى ان اعلان الكتل الكردستانية عن تشكيل ائتلافها الموحد الرؤى ازاء حقوق الكرد وقرب توجهها الى بغداد , يفترض ان يدفع القوى السياسية الاخرى لتهيئة بر نامجها التحاوري مع الائتلاف الكردي الذي اثبتت اطرافه حتى الآن قدرة فائقة للارتقاء الى مستوى طموحات الشعب الكردي . تجربة السنوات السبع اعطت اكثر من دليل على ان دخول الكرد في معادلة العملية السياسية مهم وضروري لانهم كانوا ( عامل استقرار وحل , وليسوا عاملاً لاثارة المشاكل , ويبذلون جهودهم لحل المشكلات وينظرون الى الجميع نظرة اخوة ويعملون بجد للتنسيق بين الجميع ويؤمنون بأن الحكومة القادمة يجب ان تكون حكومة المشاركة الوطنية . ), لذا فمن المنتظر والمؤمل ان يسّرع مجيء وفد ائتلاف الكتل الكردستانية الى بغداد من عملية تشكيل الحكومة وانهاء عملية الانتظار المملة والمضرة . ومطلوب من المحكمة الاتحادية ان تعجل من اعلان مصادقتها على نتائج الا نتخابات في كل محافظات العراق عدا بغداد التي يؤمل انجاز عملية العد والفرز اليدوي فيها هذا الاسبوع واعلان النتائج التي نتمنى الّا تكون مثار جدل جديد آخر يدخل العملية السياسية في مطبات اخرى نحن في غنى عنها.وبموضوعية نقول ان الخطاب الجديد لبعض الاطراف السياسية خلال هذا الاسبوع اتجه الى التهدئة اذا صح التعبير و ننتظر ان تسفر هذه التصريحات عن اجراءات وافعال ملموسة تبرهن حرصها على اتباع نهج ديمقراطي صحيح يضمن حق الجميع في تشكيل الحكومة المقبلة التي نتمنى ان تتجه لحل مشكلات المواطن وتقترب منه عندما تبتعد عن اسلوب توزيع الهبات والامتيازات للمسؤولين . المرحلة دقيقة جداً وهي فرصة لكل الكتل السياسية لإعادة حساباتها بما ينسجم ومصلحة الوطن .
كردستانيات ..فرصة سانحة
نشر في: 11 مايو, 2010: 05:05 م