TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: لديّنا حُلم

العمود الثامن: لديّنا حُلم

نشر في: 1 يونيو, 2020: 09:29 م

 علي حسين

الحمد لله أن انتهى مصطلح "الطرف الثالث"، واكتشفنا أن كائنات هبطت من الفضاء هي التي تقف وراء إزهاق أرواح أكثر من 700 متظاهر. كانت حكومة عادل عبد المهدي "مشكورة" قالت إن جريمة قتل المتظاهرين تحولت إلى ملف تحقيقي، طبعًا الملفات تبقى دائمًا في طي النسيان فلا أحد من القلعة الحصينة لعادل عبد المهدي. 

بالأمس خرج علينا وزير الداخلية في عهد حكومة عبد المهدي ليخبرنا أن لا وجدود لما يسمى الطرف الثالث، وأن قتلة المتظاهرين تم اعتقالهم، وكنا في هذه الزاوية قد علقنا على تصريح للمتحدث باسم وزارة الداخلية خالد المحنا الذي أراد أن ينافس "الببغاء" عبد الكريم خلف، قال فيه وبتاريخ 19/11/2019 : "إن هناك طرفًا ثالثًا يحاول حرف مسار التظاهرات من السلمية إلى استخدام العنف"، فمن نصدق، الوزير الذي قال إن المتظاهرين رفعوه على الاكتاف وهم يهتفون باسمه ويقدمون له الزهور، أم المتحدث باسم وزارة الداخلية ؟

منذ أيام تندلع تظاهرات عنيفة في أميركا احتجاجًا على مقتل مواطن واحد على يد رجل شرطة، ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها: لن نسكت أبدًا.. فيما عادت إلى الشوارع والساحات صورة المناضل الأميركي مارتن لوثر كينغ الذي قتل قبل 52 عامًا وهو يندد بالتمييز العنصري، كان كينغ يخطب بالجماهير بصوت عال "لديّ حُلم".. وكنا في هذه البلاد عشنا أشهر مع شباب رائعين ذكرونا بأهمية الحلم.. لم يكن في الحلم ولا في الخيال 

حكومة عادل عبد المهدي وقبلها حكومات المالكي أخبرتنا وبالعربي الفصيح: لا حُلم بالاستقرار والعدالة والرفاهية في هذه البقعة من الدنيا التي تسمى بلاد الرافدين .

وأنا أشاهد تظاهرات أميركا تذكرت الفتى الأسمر محمد علي كلاي الذي قال قبل أيام من رحيله: "أرجو أن يتذكروا بأنني الرجل الذي لم يبع شعبه أبدًا، الرجل الذي كان لا ينظر إلى الأسفل خجلًا أمام أولئك الذين ينظرون إليه بتعالٍ، وإذا كان ذلك كثيرًا عليّ، فليتذكروا أنني كنتُ إنسانًا " .

محمد علي كلاي الذي رفض أداء الخدمة العسكرية في فيتنام، قائلا للقضاة: "إنّ ضميري لا يسمح لي بأن أُطلق النار على إخوة لي في الإنسانية". الناشط المدني الذي لم يسعَ للارتزاق من الاحتجاجات مثلما فعل الكثير من ناشطينا "الأجلاء"، ولم يساوم على مبادئه من أجل صورة مع مسؤول، الذي قال لمارتن لوثر كينغ يومًا: لقد سئِمَت الناس من الشعارات، يجب أن نذكّرهم بالأحلام التي ستتحقق".

سنفترض أن ما قاله وزير الداخلية السابق ياسين الياسري صحيح، لكن قصة موت المئات من المتظاهرين صارت الخبر الأول في صحافة العالم، وأنها، بالضرورة، وصلت إلى مسامع السيد الوزير، فماذا فعل؟ هل قدم استقالته ؟! 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. حسين العزاوي

    الطرف تستطيع ان تسال فالح الفياض عنه وسيقول لك اذا كان هناك قانون من هو ومن اين ياخذ التعليمات

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

 علي حسين كان العراقي عصمت كتاني وهو يقف وسط قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشعرك بأنك ترى شيئا من تاريخ وخصائص العراق.. كان رجل الآفاق في الدبلوماسية وفي السياسة، حارساً لمصالح البلاد، وحين...
علي حسين

قناديل: يكتب كي لا يموت العالَم

 لطفية الدليمي في حياة كلّ كاتب صامت، لا يجيدُ أفانين الضجيج الصاخب، ثمّة تلك اللحظة المتفجّرة والمصطخبة بالأفكار التي يسعى لتدوينها. الكتابة مقاومة للعدم، وهي نوع من العصيان الهادئ على قسوة العالم، وعلى...
لطفية الدليمي

قناطر: بغداد؛ اشراقةُ كلِّ دجلةٍ وشمس

طالب عبد العزيز ما الذي نريده في بغداد؟ وما الذي نكرهه فيها؟ نحن القادمين اليها من الجنوب، لا نشبه أهلها إنما نشبه العرب المغرمين بها، لأنَّ بغداد لا تُكره، إذْ كلُّ ما فيها جميل...
طالب عبد العزيز

صوت العراق الخافت… أزمة دبلوماسية أم أزمة دولة؟

حسن الجنابي حصل انحسار وضعف في مؤسسات الدولة العراقية منذ التسعينات. وانكمشت مكانة العراق الدولية وتراجعت قدراته الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وانتهى الأمر بالاحتلال العسكري. اندفعت دول الإقليم لملء الفراغ في كواليس السياسة الدولية في...
حسن الجنابي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram