علي حسين
الحمد لله أن انتهى مصطلح "الطرف الثالث"، واكتشفنا أن كائنات هبطت من الفضاء هي التي تقف وراء إزهاق أرواح أكثر من 700 متظاهر. كانت حكومة عادل عبد المهدي "مشكورة" قالت إن جريمة قتل المتظاهرين تحولت إلى ملف تحقيقي، طبعًا الملفات تبقى دائمًا في طي النسيان فلا أحد من القلعة الحصينة لعادل عبد المهدي.
بالأمس خرج علينا وزير الداخلية في عهد حكومة عبد المهدي ليخبرنا أن لا وجدود لما يسمى الطرف الثالث، وأن قتلة المتظاهرين تم اعتقالهم، وكنا في هذه الزاوية قد علقنا على تصريح للمتحدث باسم وزارة الداخلية خالد المحنا الذي أراد أن ينافس "الببغاء" عبد الكريم خلف، قال فيه وبتاريخ 19/11/2019 : "إن هناك طرفًا ثالثًا يحاول حرف مسار التظاهرات من السلمية إلى استخدام العنف"، فمن نصدق، الوزير الذي قال إن المتظاهرين رفعوه على الاكتاف وهم يهتفون باسمه ويقدمون له الزهور، أم المتحدث باسم وزارة الداخلية ؟
منذ أيام تندلع تظاهرات عنيفة في أميركا احتجاجًا على مقتل مواطن واحد على يد رجل شرطة، ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها: لن نسكت أبدًا.. فيما عادت إلى الشوارع والساحات صورة المناضل الأميركي مارتن لوثر كينغ الذي قتل قبل 52 عامًا وهو يندد بالتمييز العنصري، كان كينغ يخطب بالجماهير بصوت عال "لديّ حُلم".. وكنا في هذه البلاد عشنا أشهر مع شباب رائعين ذكرونا بأهمية الحلم.. لم يكن في الحلم ولا في الخيال
حكومة عادل عبد المهدي وقبلها حكومات المالكي أخبرتنا وبالعربي الفصيح: لا حُلم بالاستقرار والعدالة والرفاهية في هذه البقعة من الدنيا التي تسمى بلاد الرافدين .
وأنا أشاهد تظاهرات أميركا تذكرت الفتى الأسمر محمد علي كلاي الذي قال قبل أيام من رحيله: "أرجو أن يتذكروا بأنني الرجل الذي لم يبع شعبه أبدًا، الرجل الذي كان لا ينظر إلى الأسفل خجلًا أمام أولئك الذين ينظرون إليه بتعالٍ، وإذا كان ذلك كثيرًا عليّ، فليتذكروا أنني كنتُ إنسانًا " .
محمد علي كلاي الذي رفض أداء الخدمة العسكرية في فيتنام، قائلا للقضاة: "إنّ ضميري لا يسمح لي بأن أُطلق النار على إخوة لي في الإنسانية". الناشط المدني الذي لم يسعَ للارتزاق من الاحتجاجات مثلما فعل الكثير من ناشطينا "الأجلاء"، ولم يساوم على مبادئه من أجل صورة مع مسؤول، الذي قال لمارتن لوثر كينغ يومًا: لقد سئِمَت الناس من الشعارات، يجب أن نذكّرهم بالأحلام التي ستتحقق".
سنفترض أن ما قاله وزير الداخلية السابق ياسين الياسري صحيح، لكن قصة موت المئات من المتظاهرين صارت الخبر الأول في صحافة العالم، وأنها، بالضرورة، وصلت إلى مسامع السيد الوزير، فماذا فعل؟ هل قدم استقالته ؟!
جميع التعليقات 1
حسين العزاوي
الطرف تستطيع ان تسال فالح الفياض عنه وسيقول لك اذا كان هناك قانون من هو ومن اين ياخذ التعليمات