ترجمة / المدىكان عليه أن يمضي. وحسناً فعل ذلك. لم يكن هناك طريق آخر أمامه. دعونا لا نتظاهر بأن ما جرى هو رحيل حزين بناء على إرادته من أجل مصلحة الشعب. لقد خسر غوردون براون عملية الانتخابات، كان من الممكن أن يفوز بها لو انه قد غادر مبكراً.
 ولا كياسة مهذبة بإمكانها اليوم إزالة الخطأ الكارثي الذي اقترفه الرجل بالمبالغة بمهارته السياسية ومواهبه. فهل سيحل الأسى الآن برحيله؟ وطول تلك الأعوام  الماضية دبر المؤامرات وخطط وحصد الخراب لحزبه، بسبب قراراته المنفردة كي يمسك بالتاج الذي لم يكن صالحاً لرأسه- على الرغم من امتلاكه بعض المواهب والفضائل أيضاً. وسيأتي الوقت للتفكير عبر أمسيات الشتاء الداكنة القادمة في شخصية براون الغريبة.واليوم، تبدو الأمور عليها معلقة في الميزان. إنها لخطة الحقيقة، والتي على الأحرار الديمقراطيين التوضيح، وهو أمر تفادوه فترة طويلة، أين يقفون حقاً والى جانب من ! إن صحف المحافظين تضغط من اجل إخضاعهم ودفعهم إلى دفع كاميرون إلى مجلس الوزراء، بالإكراه. والسؤال المطروح اليوم، هو هل إن قادة الأحرار الديمقراطيين يمتلكون من الذكاء واليقظة السياسية ما يمكّنهم من  مقاومة ادعاءات المحافظين وان « الشرعية» ترغمهم على اختيار كاميرون؟ويعلم نيك كليج، عبر التجربة الأوربية  ( حيث التحالفات السياسية المختلفة ممكنة وطبيعية وتحصل باستمرار) ، وبعد الأعوام كافة التي مضت وتكرست فيها السلطة التعددية، فان الأحرار الديمقراطيين لن يقعوا في المصيدة التي تقول « إن الحكومة القوية المستقرة، يجب إن تكون التعددية».إن الشرعية الحقيقية تكمن في تحالف مبدئي بين الأحزاب التي تدخل الانتخابات ولها قيم وجهات نظر مشتركة تجاه القضايا الرئيسة. إن الناخبين هم الذين يمنحون الشرعية لهم. وغالبية الذين منحوا أصواتهم للأحرار الديمقراطيين سيجدون الأمر غير شرعي، إن ذهبت تلك الأصوات لصالح معسكر كاميرون. والبيان الصادر عن الأحرار الديمقراطيين لا يتضمن أي شيء مشترك مع المحافظين. إن كاميرون يطالب بإعفاء الأغنياء من بعض الضرائب- هدية منه لهم، ويطالب أيضاً بتقليص الميزانية، هذه الأمور ليست من مبادئ حزب الأحرار الديمقراطيين أو ناخبيه. بل أنهم يطالبون بإصلاح الضرائب لصالح الفقراء، وإغلاق الثغرات التي هي لصالح الأغنياء وتعديل انتخابي. وأغلبية المصوتين منهم يميلون إلى حزب العمال- مع نسبة 22% منهم إلى المحافظين. هذا الأمر يبين إن التحالف مع العمال هو الأفضل والاختيار الذي يتوجب تحقيقه. أما التحالف مع المحافظين فلن يجلب غير الأحزاب الأحرار الديمقراطيين. وبريطانيا ليست دولة محافظة، بل إنها ديمقراطية اشتراكية منذ عام 1992 .إن تحالف الأحرار الديمقراطيين مع حزب العمال هو الاختيار الصائب وخاصة بعد تنحي براون عن رئاسته. انه تحالف مستند على وجهات نظر متفقة وسياسة واحدة تقريباً، وبقيادة جديدة.إن الانتخابات تغير كل شيء. وهي من اجل ذلك تجرى: والمطلوب إجراء تغييرات سياسية واقتصادية عديدة تحتاجها بريطانيا.rnعن/ الغارديان