اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > سلطان زنجبار: العالم الغريب والخدع المثيرة لـ هوراس دي فير كول

سلطان زنجبار: العالم الغريب والخدع المثيرة لـ هوراس دي فير كول

نشر في: 11 مايو, 2010: 05:27 م

الكتاب: سلطان زنجبارتأليف: مارتين داونر ترجمة: هاجر العانيلم يسبق ان كان [هوراس دي فير كول] (1881-1936) موضوع سيرة شخصية طويلة من قبل، فبعد قراءتي هذه السيرة من اليسير الى حد ما ملاحظة السبب وراء تفكير الآخرين في ذلك وقيامهم بالقليل من النبش ولكن من ثم رميهم إياه بالمنشفة، وادعاء [كول] الكامل بالشهرة هو انه وقبل الحرب العالمية الاولى نجح في تحقيق الشهرة وذلك لترتيبه مقلبين (متماثلين بالاحرى)،
 فعندما كان طالباً جامعياً في كامبرج عام 1905 صبغ هو وبعض اصدقائه المازحين انفسهم بالسواد وتظاهروا بنجاح بأنهم وفد من زنجبار وفي عام 1910 نفـَّـذ نفس المقلب الصاخب على سفينة (البحرية الملكية) الحربية (ذي دريدنوت – المدرعة الحربية)، وهذه المرة كان الزوار من الحبشة والسبب الرئيسي الذي جعلنا نسمع بالخدعة الآن كان وجود الشابة [فيرجينيا ستيفن] (قبل ان تصبح فيرجينيا وولف) في المجموعة.وباختصار حياة [كول] الى العناوين الرئيسية تبدو حياته جيدة، فهو الارستقراطي الانكلو سكسوني ذو الشارب العسكري الكث والذي كان يدعي انه اشتراكي.. والمبذر الموسر الذي بدد ثروته وتوفي في املاق.. والهزلي الالزامي الذي نفــَّــر الجميع في العالم، ولكن في الواقع يبدو انه قد عاش حياة تافهة بشدة – مع خباثة بلا حافز باعتبارها ابرز المواضيع – وأي شخص يتوقع قصة مخادع إلزامي تكون مسلية سيدرك عاجلاً خطأه، و ليس  الكثير فيما يخص المقالب مسلياً. اما صديق [كول] الوحيد، الفنان [اوغسطس جون]، فقد وصف سفره معه الى فرنسا وشعوره بالاحراج المستمر جراء ألاعيبه – مثل صدم قبعات الناس لقلعها او التظاهر بالصرع في الشارع –  فكتب [جون] " اعتاد [كول] القول انه كان في حرب ضد الافتخار بالذات، ومهما كانت دوافعه فـإنني لم اعرف فرنسياً يقابل هذا الشكل من الدعابة بأي شيء سوى الاشمئزاز ".والدلائل على شخصية [كول] المهووسة بالسعي الى جذب الانتباه ليست مخفية بعمق، فقد عانى  العثرات العاطفية المألوفة بالنسبة لشخص من طبقته الاجتماعية في هذا الزمن.. أي الابوة اللامبالية وعدم جذب الانتباه الكافي ما لم يتباه َ وسط جماعة (احياناً وبشكل ذي مغزى بماكياج زنجي) وطفولة الفردوس المفقود في ايرلندا ووفاة والده عندما كان في سن الحادية عشرة ومن ثم ارساله بقسوة الى ايتون مباشرة عقب زواج والدته ثانية، بالاضافة الى ذلك عندما بلغ العاشرة جعله مرض الخناق أصماً فعلياً، وليس من المفاجئ انه كان غاضباً على العالم عند بلوغه الثانية عشرة، ومع ذلك فـإن [مارتين داونر] يتبنى فكرة ان الامر كان عبارة عن مناوشة مع الموت في حرب بوير عندما كان [كول] في الثامنة عشرة والذي اوقع أسوأ ضرر. " ان ظهوره في غبار المرج كان قد نزع خوفه من الموت، والحياة بلا الفزع من الموت تفقد زخمها ومغزاها ".والغريب في الامر ان هذه السيرة الشخصية تجهد لجعل سلوك [كول] يبدو مقبولاً – وبالتالي اضاعة فرصة ذهبية لتحليل مخبول منحرف من الدرجة الاولى – وها هو رجل لم يعبر عن أي ندم لإيذاء الناس بسيارته ولكونه عنيفاً مع النساء ولمحاولته تسميم ضيف في المنزل وتوجيهه مسدسات الى رؤوس الناس، واذ يواجهك موضوع كهذا لماذا تلتزم بمفردات "مزحات" و"مجازفات"؟ ولاسباب ربما تكون الكياسة لن يهتز [داونر] من دوره المدافع عن القضية وحتى انه يذكر لمرتين او ثلاث فقط مرضاً عقلياً،  ولكن بالله عليك، هل  تسليم احدهم بصفته مجنوناً (باستخدام استمارة مسروقة من طبيب؟) يعتبر "مزحة"؟ هل  غرز خنجر في وسادة صديق (قرب رأس الصديق النائم) يعتبر أمراً "مثيراً"؟ ومن المؤكد ان اكثر ما يبعث على دهشتنا بخصوص [كول] من على هذه المسافة – والذي كان يجب على الكتاب ان يركز عليه – هو الطريقة التي بها سمح له مركزه في المجتمع بأن يتصرف كما فعل، والحق انه لم يحبه احد، فلم يقل احد " آه يا الهي انه [هوراس]. الآن سنضحك "، وتشير [وولف] في يومياتها الى امسية قضتها مع [كول] بأنه كان "كارثي":" بدأ يسرد قصصاً عن اطلاق النار على رجال شرطة "، ولكنه نادراً ما كان يقع في متاعب مع القانون لسبب بسيط يكمن في ثرائه، ويلمـِّـح الكتاب الى انه لو لبس [كول] لبوس عامل وقطع كسرة من سطح الطريق في البيكاديللي ما كان هناك صدى ابعد من نصف صفحة تقديرية في صحيفة الديلي ميل، وعقب خدعته في الـ (دريدنوت) لم يتم إلقاء القبض على أي من المذنبين المتأنقين، بل بدلاً من ذلك تسلّم [كول] ستة من أفضل الثياب من أحد الضباط في طقوس متبادلة تستحق وحدها كتاباً تقريباً.وكان مقدار العنف المرخـَّـص هو الذي أدهشني في كل الكتاب، فها هو [كول] يصف كيفية استجابته لالقاء القبض عليه في روما:" لقد صرعت شرطياً ودحرت اثنين آخرين.. ومع ذلك لم يكن ثمة خطر وذلك لمعرفتي بسكرتير في السفارة هناك (وهو شخص مسن من ايتون)".لقد كان يكتب شعراً فظيعاً أحيا الكتاب من دون قصد. " في الاسفل يضيء المرمر / وسقف مصنوع من الجص". لقد كانت نهايته حزينة جداً باعتياشه على الحسنات في فرنسا، واكثر اللحظات تأثيراً في ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram