اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > حياة متشابكة: شيللي، بايرن وكيتس

حياة متشابكة: شيللي، بايرن وكيتس

نشر في: 11 مايو, 2010: 05:30 م

الكتاب: الرومانسيون الشباب: شيللي وزجته ماري،بايرن وآخرون وحياتهم المتشابكةتأليف: ديزي هايترجمة: ابتسام عبد اللههذا الكتاب هو العمل الأول لديزي هاي، وقد صدر الأسبوع الماضي عن دار بلومزبري. ويتحدث الكتاب عن الجيل الثاني من الرومانسيين: شيللي وبايرن وكيتس، فيما كان الجيل الاول منهم: و وردزوورد وكوليردج، وهو يذكرنا أن شعراء الجيل الثاني، لم يعيشوا طويلاً. لقد توفي كيتس وهو في الـ25 من عمره، وشيللي في الـ 29 وبايرن في الـ36.
 وهدف ديزي هاي من الكتاب، إعادة الكتابة عن فكرة الرومانسية التي ما تزال رائجة. أناس متوحدون يجوبون الأماكن والغابات، وليس برفقتهم غير عبقريتهم او ربما غناء طائر ما. إن هذا الجيل الثاني، كما تذكرنا المؤلفة، كانوا الأكثر توافقاً وصحبة. وهم بدلاً من عزل أنفسهم عن المجموعة العامة للانفراد بأنفسهم الرقيقة، وجدوا متعة في رفقة بعضهم للبعض. مجموعة من الأصدقاء كانوا، يقيمون أمسيات موسيقية، يتشاركون في العيش والكتابة(أعداد كبيرة من الرسائل وقصائد مهداة فيما بينهم او عن بعضهم البعض)، وهو أمر حفز الإبداع لديهم.كان الراعي الأكبر لهذه المجموعة لي هنت، الذي اشتهر اسمه مؤخراً عقب صدور سيرة حياته من تأليف انتوني هولدن. كان هنت نموذجاً للعالة على الغير.- وقد نجح ديكينز في وصف شخصيته المتطفلة عندما استلهم منه شخصية هارولد سكيمبول في رواية "منزل قارس". ولكن هنت أيضاً، كان ناشطاً راديكالياً، حقق بعض الأمور. وأصبح منزله في هامبستيد، نوعاً من مركز التقاء المجموعة المبدعة.وفي الحقيقة أشار عدد من النقاد الى هذه المجموعة بـ" مدرسة كوكني(كوكني تعني بناء الأحياء الفقيرة في لندن)، وهو أمر يؤكد مدى اهتمامهم بالأحاديث الذكية والأصوات المفيدة، بدلاً من التوحد والانعزال عن الآخرين.وهنا نجد شيللي يلوم الرسام هايدن حول لوحته"المسيحية" المملة، او نقرأ عن كيتس يناقش هيزليت حول الملكية، أو جارلس لامب يتنافسان في التورية. وجميع أولئك المبدعين كانوا يجتمعون حول مضيفهم، الذي على الرغم من طيبته، بقي رجلاً يود المرء ان يصفعه.ومع النبضات المتعددة(للأنا) الكبيرة الخافقة، كان من الطبيعي جداً إن هذه المجموعة تنفرط الى مجموعات متألقة، وينضم إليهم أعضاء جدد في الطريق. وإحدى تلك النجوم كانت تلك اجتمعت في(فيللا ديوداتي) الصيفية الشهيرة، حيث كان هناك في عام 1816، شيللي وصديقته ماري وأختها غير الشقيقة كلير كليرمونت، وصديقهما الحميم الجديد بايرن، وجون بوليدوري، الطبيب المتبلّد، وذهبت المجموعة في نزهة بالقوارب في خلال النهار وأمضت الأمسية في بعض الألعاب الداخلية. ومن خلال تلك الأجواء الحيوية- علماً ان بوليدوري كان مغرماً بـ ماري في حين كانت كلير تحاول العبث مع بايرن- في تلك الأجواء ولدت فكرة فرانكشتاين.أم ان الأمر، أي الأسطورة العبقرية الخاصة- قد تعود الى قيام بايرن بتحدي الجميع لكتابة قصص عن الأشباح، وماري، غير واثقة من مقدرتها على كتابة شيء من هذا القبيل- كتبت روايتها الأولى عن فرانكشتاين والتي طبعت عام 1831،وأصبحت بعدها شهيرة كما كتابها. وقام في ما بعد أجيال من الباحثين بدراسة الأسلوب السردي لماري وإبداعها ووجدوه يميل الى الأطفال، وكون الرواية حالات مؤقتة وطارئة تحصل فيها.وهناك أمر واضح وهو وجود خط شيللي ظاهر في كل صفحة تقريباً من المخطوطة، كونه المحرر الذي اعد العمل- او انه المؤلف الثاني الذي اشترك مع ماري في الكتابة. وهناك حقيقة اخرى، ففي الوقت الذي استجابت فيه ماري لتحدي بايرن المتميز، كانت ايضا تغوص في أعماقها وما فيه من تراث ثقافي. فهي كأبنة لويليام غودوين وماري وولستونكرافت، فهي قد شهدت الخطوات الأولى للعلم في اوائل القرن التاسع عشر، والمناقشات التي دارت عنها: الخلق، الأبدية وغيرهما من الأمور. ولهذا فهي عندما أمسكت بالقلم بيدها، تذكرت تلك الأمور كافة، وبدأت تكتب عن العصر الذي تعيش فيه، وليس عن خيالها في فترة المراهقة، (كانت ما تزال في الثامنة عشرة) عن وحوش مخيفة مختفية في الخزانات. وهذه النقطة تبدو حاسمة بالنسبة للمؤلفة. فصل الأساطير كافة حول العباقرة الرومانسيين المتوحدين لكتابة أعمالهم الخلاقة. فما نجده في كتاب شبكة من الأصدقاء منهمكين في العمل، لديهم الأفكار، ويسرقون الأفكار، وتسلط عليهم الأضواء، ثم ينسون تماماً من أين جاءت. ان عملية الخلق والإبداع هي هكذا عادة، تأتي دون توقع وبسرعة، وقد يكون لعدد من الأصابع المختلفة طبعات عليها، في نهاية الأمر. لم تكن المحبة وحدها عاملاً جمعت بين أولئك بل التنافس ايضا، ومن الأمور المحزنة التي وردت في الكتاب تلك التي تتعلق بـ فاني وولستونكرافت، أخت غير شقيقة لماري شيللي وكلير كليرمونث، وكل واحدة منهن كانت تبحث عن شاب مناسب لها. وقد ارتبطت ماري بشيللي، ولم تنجح كلير مع بايرن واضطرت فاني للبقاء في المنزل لملازمة زوج أمها المريض- غودوين، قلقة تكتب الرسائل عن المال. وفي النهاية، أحست فاني بشقائها وذهبت الى سوانسي وقتلت نفسها في غرفة بأحد الفنادق، وكانت آنذاك في الـ22 من عمرها فقط.وهذه القصص التي يتضمنها الكتاب ليست بالجديدة، مع ان كل واحدة منها غنية بأحداثها تتحمل إعادة سردها دائماً. ولكن مهارة المؤلفة تكمن في نزع الأساطير عن الجيل الثاني من الرومانسيين ووضعهم في حالات جديدة، لتنبثق عبر ذلك تأكيدات نق

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram