يحتفل الشعب الروسي يوم 12 من حزيران بالعيد الوطني وهو يوم روسيا الذي يرمز الى بداية المرحلة الجديدة لتاريخ وطننا العريق، في ذلك اليوم ومنذ 30 سنة تماما تم اتخاذ إعلان السيادة في بلادنا.
وتمخضت التغيرات الجذرية العميقة التي اجريت على مدى التسعينات عن ظهور تحديات مختلفة كثيرة وتحول الحياة لكثير من اجيال المواطنين الروس، وانعكس التجديد العميق على كافة مستويات العلاقات الاقتصادية الاجتماعية في البلد، وبغض النظر عن ذلك تمكنا من ان نتجاوز تلك صعوبات ما نتج في نهاية المطاف عن أساس ثابت لروسيا الحديثة الامر الذي وفر صلابة سيادتها والحفاظ على وحدة الشعوب لبلدنا المتعدد الجنسيات.
ان روسيا اليوم لاعب نشيط وكامل على الصعيد الدولي والذي يساهم مساهمة كبيرة فيما يتعلق بصياغة وتشكيل هيكل النظام الدولي المتعدد الأقطاب. هذه دولة كبرى تدعم صفتها ليس الاعتماد على القدرات الاقتصادية والعسكرية الجبارة فقط بل النشاط الدبلوماسي والسياسي العالي الذي يرمي الى الحفاظ على السلام والاستقرار في العالم كله.
وفي العصر الراهن واجه بلدنا سواء المجتمع العالمي بأجمعه تحديات خطيرة. ادى تفشي جائحة كورونا في الايام القليلة الى الركود الاقتصادي وتجرب متينة العلاقات الدولية وكذلك قلص الاتصالات الانسانية.
من البديهي ان يمكن تسوية الازمات مثل الوباء العالمي لكوفيد 19 او تدهور اسعار الهيدروكربونات العالمية فقط عن طريق بذل الجهود المشتركة من قبل جميع الدول، والمهم ان روسيا وحتى في الظروف الحالية لا تزال تستمر التعامل مع العراق على مستويات مختلفة بما في ذلك على المستوى الاعلى. واثناء المكالمة الهاتفية التي اجريت بين السيد فلاديمير بوتين / الرئيس الروسي والسيد مصطفى الكاظمي / رئيس الوزراء العراقي تم نقاش مسائل ملحة للتعاون الثنائي في المجالات التجارية الاقتصادية والطاقة، وعلاوة على ذلك ناقش قائدا البلدين طرق التعاون الخاصة بالاستقرار في سوق البترول العالمية وايضا تبادلا الآراء حول القضايا الاقليمية مع تركيز الاهتمام على الوضع في سوريا.
وفي سياق التسوية السورية يجب الاشارة الى جانب اخر مهم للتعاون بين روسيا والعراق وهو مكافحة الارهاب، ننطلق من ضرورة تصفية كاملة لفلول داعش والمنظمات الاخرى الموالية لها ليس في سوريا فقط بل في العراق أيضا. ومثال فعالية التعاون في المجال المذكور هو عمل مركز بغداد المعلوماتي تشارك فيه ما عدا روسيا والعراق سوريا وإيران. نعبر عن الشكر والعرفان للقيادة السياسية العراقية العليا والقيادة العسكرية العراقية لتقدير عالي لنشاط المركز.
وبالإضافة إلى ذلك نشير الى نشاط الشركات النفطية الروسية وهي "لوك أويل" و"روس نفط" و"باش نفط" و"غاز بروم" التي لم تتوقف يوما لعملها في جمهورية العراق دون النظر الى اجتياح كورونا. لا شك هناك احتمال إدخال بعض التعديلات في العقود المختلفة وخطط تطوير الحقول من حيث الحفاظ على أرباحها وجدير الذكر انه على الشركات المذكورة الا تقلص حجم الاستثمارات المخططة واماكن العمل وكذلك برامج الدعم الاقتصادي الاجتماعي للسكان المحليين. من الطبيعي ان بالرغم من الجهود المبذولة ادخلت جائحة كورونا بعض التغيرات في تطوير المواصلات الثنائية الامر الذي يدل عليه التأجيل المؤقت لتبادل الوفود، لكن هذا ليس سبب لوقف العمل، بالعكس على بلدينا وضع اسس تطوير العلاقات بعد الازمة. نعتمد على انه تشاطر الحكومة العراقية الجديدة مواقفنا.
سفير روسيا الاتحادية في جمهورية العراق
سعادة السيد ماكسيم ماكسيموف
12 حزيران 2020