ضحى عبدالرؤوف المل
تلعب الممثلة "كاميلا مينديز " دور كاتي التي تكافح في الحياة بصدق لتحيا الحب مع رجل كثير الأكاذيب، وهو من المتطلعين الى الثراء السريع دون الاهتمام بالعواقب مع القدرة الكبيرة التي يمتلكها في فن الخداع وهو (جيسي .ت. أوشر) يلعب دور آدم الذي أحبط عملية سطو في المطعم الذي تعمل فيه زوجته كنادلة قبل أن تعمل في رعاية العجوز ضمن منزله ،
إلا أن كاتي استطاعت في نهاية المطاف الإنتباه الى الأكذوبة الكبيرة ، وهي زوجها وسلوكياته بحد ذاتها وهي خطورة أوصلتها للقتل مع خسارات نفسية أقوى بالنسبة لها من المال الذي تركه لها ليونارد (اليوت جولد)الرجل كبير السن، والذي يمتلك منزلاً كبيراً تركه بعد وفاته لكاتي بالرغم من أنه لم يعرفها إلا لأشهر قليلة . وهذا ما انتبهت له المحققة تشيسلر ( ساشا الكسندر ) لتبدأ المفارقات مع زوجها الذي بدأت تكتشف أكاذيبه بعد فوات الآوان . أي بعد المؤامرة الإجرامية للحصول على الألماس من سرقة لم تعرف بها كاتي، وبتشويق يتميز بالمهارة الدرامية والتحولات الديناميكية للشخصيات كالزوج والمحامية رغم أن النص اهتم بصياغة الأكاذيب وتلفيقها، وبقدرات أثارت انتباه المشاهد لفهم الهدف الحقيقي وهو المرأة وطيبتها . لهذا انفردت كاميلا مينديز بالدور كزوجة وأمّ لطفل جنين ما زال في بطنها في النهاية ، فهل العاطفة تحكم المرأة؟ أم إنها القادرة على استكشاف الاخطار والتعامل معها بحنكة كزوجة وحبيبة قبل أن تكون المرأة ؟
دراما اجتماعية توحي بالأسرار والغموض وبإمكانيات التحول الإجرامي مع الدوافع الشخصية الغامضة لآدم الذي يسعى الى التغيير، فيتخذ الكثير من القرارات السيئة التي أودت به إلى الموت ، بينما كان سيستطيع العيش في أمان مع زوجته التي تحبه وتمتلك المال من العجوز الذي كتب لها أملاكه ، أما هو فسعى الى السرقة والاحتيال الذي أوصله الى الموت السريع والمخاطرة بحياة زوجته وجنينها ، وبتفاعل درامي مع الشخصيات الإجرامية الأكثر إثارة ، وكاتي بينهم دون أن ندرك الشخصية الحقيقية لآدم إلا بعد أن ترك ساعته الباهظة الثمن على المغسلة حينها بدأت شكوك كاتي، وبدأ معها شك المشاهد . فهل استطاع الهدوء الدرامي في التمثيل ضبط الأحداث التي بدأت سريعة مع الأضواء في المطعم وانتهت بطيئة بعد موت الزوج كثير الأكاذيب ؟
نص درامي كتبه "ديفيد غولد" لن أقول بسهولة سردية ، ولكن ببطء يؤدي الى نهاية سريعة تخللها ثغرة صدّقها المشاهد وهي المحامية وتحولات شخصيتها التي أدت الى توريث كاتي ، وبهذا تكون المرأة في الفيلم هي الهدف ، وهي الزوجة التي حالفها الحظ في كل هذا ، إلا أنها تخسر زوجها في نهاية مأساوية تركتها في المنزل حيث اختفى الألماس المتنازع عليه، والذي لم تجده المحققة، ليظهر في المشهد الأخير في حديقة المنزل بعد أن تنتهي القضية، وتنتهي معها مخاوف كاتي بالإرث الإجرامي لجنينها فقد أغلقت المحامية ملف الزوج الذي غادر الحياة مقتولاً في منزل زوجته الذي ورثته من ليونارد، فهل يولد الإجرام مع الإنسان أم أنه يكتسب من رفاق السوء؟
نتساءل في النهاية هل يؤدي الإحباط في الوضع المعيشي الى كل هذه المشكلات والمقارنة بين كاتي التي تهتم بكافة الاحتمالات في القيام بأعمال من شأنها تغطية النفقات بينما يبقى الزوج في سعي للحصول على المال السريع ، وفي المقابل ثقة كاتي الكبيرة به التي باءت بالفشل ، فالقصة الدرامية لا تحمل الكثير من الأحداث المثيرة واالقوية بمعنى غير المألوف ، بل هي اجتماعيا تعالج فشل الشباب في تغطية نفقاتهم الخاصة واللجوء الى السرقة والاحتيال . فهل غابت الموسيقى التصويرية في هذا الفيلم أم تلاحمت مع المشاهد فلم نشعر بها سمعياً ؟