TOP

جريدة المدى > عام > الحرب والقتيل

الحرب والقتيل

نشر في: 20 يونيو, 2020: 05:23 م

عبد الخالق كيطان

 

١.

الحرب

عاد الجنود من الحرب إلا واحدا

لقد بترت ساقه قذيفة 

سقط على الأرض ينظر إلى ساقه القطيعة

كانت الجثث تملأ المكان، وكان وحيداً يقاوم نهايته

الجنود الذين عادوا لم ينسوه أبداً 

مرّت الساعات ثقيلة قبل أن يلفظ الجندي صاحب الساق الواحدة أنفاسه 

الجنود الذين عادوا لم ينسوه أبدا 

كل جندي فيهم كان يتحسّس ساقه وينحب بصمت.

٢.

الحرب

كانت الأمّ تخيط شيئاً

والزوجة تعدّ العجين

والإبنة تلعب بدميتها قرب الموقد

حلّ الظلام مبكراً هذه الليلة

لم ينم الجميع

حتى أن الدمية وصاحبتها لم تغلقا عينيهما قط

أصوات المدافع البعيدة تصل بانتظام

والرجل الوحيد الذي تعرفه هؤلاء النسوة

لم يصل أبدا.

٣.

القتيل

كانت مستغرقة في النوم عندما فكرتُ في قتلها

شربتُ آخر ما تبقى في قنينة النبيذ الأحمر، ثم 

مسحت شفتي بباطن يدي، وجلست على كرسيي المفضّل

نظرت لها طويلاً وهي تمشي في الزقاق مسرعة

كنت أقف على سطح البناية وأنا أرى عباءتها تهفهف 

لقد قتلتْ للتو شخصاً ما

وكانت في طريقها إلى شقتي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. صالح حسن فارس

    عزيزي عبد الخالق أعجبتني القصيدة اين أنت؟ متاق تحياتي من أمستردام صالح

  2. فاضل النشمي

    من الرائع ان تتحفنا بهذه الرهافة الشعرية في هذا الزمن المر يا صديقي عبد الخالق كيطان

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

النوبة الفنيّة أو متلازمة ستاندال

علاقة الوعي بالمعنى والغاية في حياتنا

تخاطر من ماء وقصَب

موسيقى الاحد: كونشرتو البيانو الثالث لبيتهوفن

التقاليد السردية بين الأصالة والأقلمة

مقالات ذات صلة

أدباء: الشعر لم يخل عرشه فما زال يتشبث وأثبت بأنه يحتفظ بالقدرة على التنويع والتجديد
عام

أدباء: الشعر لم يخل عرشه فما زال يتشبث وأثبت بأنه يحتفظ بالقدرة على التنويع والتجديد

علاء المفرجي يرى الكثير من القراء والنقاد انه كان للرواية ظهور واضح في المشهد الأدبي العراقي خلال العقود الثلاث الأخيرة، فهل استطاعت الرواية أن تزيح الشعر من عليائه؟ خاصة والكثير من الشعراء دخلوا مجال...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram