TOP

جريدة المدى > عام > مـارك سـلــونـيــم والأدب الــروســــي

مـارك سـلــونـيــم والأدب الــروســــي

نشر في: 22 يونيو, 2020: 05:57 م

أ.د. ضياء نافع

ولد مارك لفوفيتش سلونيم عام 1894 في الامبراطورية الروسية وتوفي عام 1976 في فرنسا , وهو اسم معروف – بشكل أو بآخر - للقارئ العربي المتابع للادب الروسي ,

إذ صدر في مصر كتابه بعنوان – مجمل تاريخ الأدب الروسي بترجمة صفوت عزيز جرجيس ومراجعة علي أدهم , وأعيد طبعه مرة أخرى عام 2012 وبمقدمة د. أحمد الخميسي , وهذا الكتاب بالأصل أصدره سلونيم بثلاثة أجزاء باللغة الانكليزية وبعنوان – تاريخ الأدب الروسي , إلا أن الترجمة العربية وحّدت الأجزاء وأطلقت عليه عنوان - مجمل تاريخ الأدب الروسي , (علماً أن كتب سلونيم صدرت باللغات الروسية والفرنسية والانكليزية والايطالية والجيكية والصربية) . يعدّ هذا الكتاب ( أي تاريخ الأدب الروسي ) آخر إصدار للمؤلف في مجال الأدب الروسي , والذي صدر في أواسط الستينيات من القرن العشرين , أما كتابه الأول حول الادب الروسي فقد صدر باللغة الصربية عام 1931 بعنوان – بورتريتات الأدباء الروس المعاصرين ( البورتريه كما هو معروف - هي اللوحة التي تجسّد صورة شخص ما في الفن التشكيلي , وقد جمعناها – بورتريتات حفاظاً على العنوان الأصلي للكتاب طبعاً , رغم أن البعض لا يرى ذلك , و يترجم هذه المفردة - صور شخصية بالرسم ) , ثم أصدر بعد سنتين باللغة الروسية, أي في عام 1933 كتاباً في باريس بعنوان – بوروتريتات الأدباء السوفييت , ثم صدر له في نفس العام كتابه الثالث بعنوان – انطولوجيا الأدب الروسي , وفي عام 1944 صدر له كتاب بعنوان – الادباء اليهود في الادب السوفيتي , ثم صدر عام 1953 كتاب بعنوان – ثلاث قصص حب لدستويفسكي ( الترجمة الحرفية لعنوان هذا الكتاب هي – 3 حب لدستويفسكي ) , ومن الواضح تماماً , أن هذا الباحث في الأدب الروسي ( اي مارك سلونيم ) يمتلك مكانة متميزّة في هذه المجال , وإنه ساهم مساهمة كبيرة في دراسته و نشره وتوسيع آفاقه بين القراء , ولهذا نود هنا أن نقدم صورة متكاملة له – في إطار هذه المقالة الوجيزة - باعتباره باحثاً وناقداً أدبياً, لأن المصادر العربية تتكلم – قبل كل شيء – عن نشاطه السياسي , والذي أسهم به فعلاً مارك سلونيم عندما كان مشاركاً في أحداث ثورة شباط / فبراير 1917 الروسية , ثم في ثورة اكتوبر الاشتراكية عام 1917 أيضاً , إذ إنه كان عضواً في الحركة الاشتراكية الروسية , وهي الحركة التي اختلفت مع البلاشفة لاحقاً , مما أدى الى أن يترك سلونيم روسيا عام 1922 ويسافر الى الغرب مهاجراً , ولم يرجع الى روسيا بتاتاً , حيث توفي في فرنسا كما ذكرنا في بداية مقالتنا . مارك سلونيم باختصار وكما تعرّفه الموسوعة الروسية هو – ( .. كاتب روسي وأمريكي وناقد أدبي ومترجم وأستاذ جامعي وصحافي وشخصية سياسية ...) , ولكننا في مقالتنا هذه نتناول جانباً واحداً فقط وهو نشاطه في مجال الأدب الروسي وكما حددنا في عنوان المقالة . 

نتوقف أولاً عند كتابه الأخير , وهو تاريخ الأدب الروسي , والذي كانت ترجمته العربية متوفرة لدينا في أوساط المهتمين بالادب الروسي بالعراق في السبعينيات من القرن الماضي, وقد استخدمه المرحوم د. محمد يونس كمصدر من مصادر كتابه المعروف– (الكلاسيكيون الروس و الأدب العربي ) , هذا الكتاب المهم جداً في مسيرة دراسة الأدب الروسي في العراق , وفي العالم العربي أيضاً ( انظر مقالتنا بعنوان – محمد يونس والادب الروسي في العراق ) , اذ ناقش د. محمد يونس آراء عدة باحثين غير سوفيت جاءت في كتبهم المترجمة الى العربية , ومنهم سلونيم , حول تاريخ الأدب الروسي من وجهة نظر سوفيتية درسها د. محمد يونس بعمق في جامعة موسكو آنذاك وبقي أميناً لها ، إن التعريف بهذا الكتاب يتطلب مقالة خاصة , إذ إنه يتناول كل تاريخ الأدب الروسي منذ بداياته الى كل الاسماء والظواهر البارزة فيه عبر كل العصور , بما فيها الفترة السوفيتية , ولكني اود ان اشيد بالمقدمة التي كتبها د. احمد الخميسي لهذا الكتاب بطبعة عام 2012 , والتي أشرت إليها في بداية المقالة , هذه المقدمة التي تعكس بلا شك عمق النظرة العلمية الشاملة للخميسي , وأريد أن أصل الى استنتاج مفاده , أن هذا الكتاب معروف للقارئ العربي بشكل عام , ولهذا أود أن انتقل للحديث قليلاً عن كتاب آخر لمارك سلونيم غير مترجم الى العربية , وهو كتاب صدر في باريس عام 1933 كما ذكرت أعلاه بعنوان – بورتريتات الأدباء السوفيت , وهو كتاب صدر في فترة لم تكن تميّز بين مصطلح الأدب الروسي بشكل دقيق ومصطلح الأدب السوفيتي .

يقع هذا الكتاب في 167 صفحة من القطع المتوسط , ويشير سلونيم في مقدمته أنه لا يهدف الى كتابة ( ..تاريخ الادب السوفيتي ..), وانما يسعى الى رسم صورة لمجموعة بارزة - من وجهة نظره - لاسماء من الأدباء الذين يكتبون الشعر والنثر , وقد وزّعهم على 12 فصلاً , وكل فصل يحمل اسم ذلك الكاتب , وهم حسب تسلسل هذا الكتاب كل من – يسينين وماياكوفسكي و باسترناك وايفانوف ورومانوف وتولستوي ( اليكسي ) و زوشنكو وايرنبورغ وفيدين وبيلينياك وبابل وليونوف . هذا كتاب مهم في مسيرة الأدب الروسي بعد ثورة اكتوبر 1917 , إذ إنه تناول اسماء أدباء كان ( مغضوب عليهم في الاتحاد السوفيتي) أو لم تتبلور كل خصائصهم ومعالمهم بعد ( في تلك الفترة , أي بداية الثلاثينيات ) , ولكن سلونيم بحكم معرفته الدقيقة للواقع الروسي استطاع أن يحدّدهم ويرسم صورة متكاملة لهم . 

مارك سلونيم اسم يشغل مكانة متميّزة في دراسات الأدب الروسي , اسم جدير بالمتابعة رغم اختلاف الآراء معه في بعض الجوانب ...

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

النوبة الفنيّة أو متلازمة ستاندال

علاقة الوعي بالمعنى والغاية في حياتنا

تخاطر من ماء وقصَب

موسيقى الاحد: كونشرتو البيانو الثالث لبيتهوفن

التقاليد السردية بين الأصالة والأقلمة

مقالات ذات صلة

أدباء: الشعر لم يخل عرشه فما زال يتشبث وأثبت بأنه يحتفظ بالقدرة على التنويع والتجديد
عام

أدباء: الشعر لم يخل عرشه فما زال يتشبث وأثبت بأنه يحتفظ بالقدرة على التنويع والتجديد

علاء المفرجي يرى الكثير من القراء والنقاد انه كان للرواية ظهور واضح في المشهد الأدبي العراقي خلال العقود الثلاث الأخيرة، فهل استطاعت الرواية أن تزيح الشعر من عليائه؟ خاصة والكثير من الشعراء دخلوا مجال...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram