TOP

جريدة المدى > عام > حلمٌ كاذب.. العيش داخل فقاعة نيويورك الأدبية

حلمٌ كاذب.. العيش داخل فقاعة نيويورك الأدبية

نشر في: 23 يونيو, 2020: 06:20 م

رافيا زكريا

ترجمة وتقديم : لطفية الدليمي

يُقالُ في واحدة من أمثولاتنا الشائعة " من يسمع ليس كمن يرى "، وأحسبُ أنّ هذه الأمثولة تصحُّ على الكثير من المواقف التي نختبرها في حياتنا :

كثيرون تطلّعوا للعيش في مدن كوسموبوليتانية كبرى (لندن، باريس، نيويورك، برلين،،،) وبات تطلّعهم يقترن بأحلام وجودية عظمى تداعب خيالاتهم حتى إستحالت هواجس متسلطة لايفكّرون بسواها، وقد يحصل أن يحقق بعض هؤلاء (وهم قليلون بالطبع) أحلامهم ثم يكتشفون الحقيقة العارية التي تكسر سطوة أحلامهم وتقسرهم إلى إعادة التفكّر والتعامل مع الحقائق التي يتعاملون معها على أرض الحقيقة الصلبة، ولطالما دفعتني هذه الحقيقة الشائعة (وقد إختبرتها بنفسي في باريس الكوسموبوليتانية) إلى مساءلة الغباوة الفاحشة التي ينطوي عليها الفكر الشمولي وسياساته المتعسّفة بتقنين السفر (بل وحتى منعه أحياناً) عن مواطني بلدانهم ؛ فعندما تمنع هذه الحكومات مواطنيها من السفر ورؤية بعض المدن العالمية التي تشكّل أعالي مهيمنة في أحلامهم فهي إنما تعمل على تضخم هذه الأحلام على نحو يصوّر هذه المدن كأساطير حقيقية تحتل الفضاء الحلمي الذي يستبد بأهواء المرء، وفي الوقت ذاته تحول تلك السياسات الغبية بين المرء وتحسس بعض مكامن الجمال والعدالة والقيم التي تسود في بيئته. هي خسارة مضاعفة ليس من رابح فيها إلا تلك المراكز العالمية التي تزداد هيمنتها على أحلام المقموعين والمهمّشين والطامحين إلى حياة جديدة وأنفاس حرية تضمن لهم عيشا إنسانيا سوّيا.

تسود مثل تلك الأحلام المحلّقة المشروعة غالباً لدى الطامحين لنيل مكانة عالمية مرموقة – بصرف النظر عن كونها مستحقة أم لا – في حقل الأدب (الرواية بخاصة)، ويداعب خيالات هؤلاء طموح العيش في نيويورك تحديدا باعتبارها المركز الأدبي العالمي الذي يؤهّل الكاتب لنيل المباركة المقدّسة التي ستدفع بإسمه ليتصدّرُ قائمة أفضل المبيعات،وسوف تتنافس الجموع لاقتناء كتابه الذي سيظهر بأبهى صورة مشتهاة عن دار نشر عالمية (بنغوين على سبيل المثال). هذه أحلام مشروعة بالتأكيد ؛ لكنّ واقع الحال الذي إختبره الكثير من الكتاب مختلف تماما ؛ فهذا الحلم ليس سوى فقاعة تدفع بعض الكتّاب المتعجلين لأضواء الشهرة والمال إلى اقتراف الكثير من الموبقات الأخلاقية التي قد تماثل المؤامرات المعهودة في عالم السياسة العالمية الموبوءة، وقد يكون الكذب أقلّ تلك الموبقات وأخفها وطأة.

تروي لنا الكاتبة رافيا زكريا Rafia Zakaria في مقالتها التالية المنشورة في صحيفة الغارديان اللندنية بتأريخ 13 أيار 2020 عن تجربتها الحافلة بضروب من الكذب عندما حاولت حجز موقع لها داخل الفقاعة الأدبية النيويوركية، وتخلُص الكاتبة من مقالتها إلى أمثولة ينبغي أن يتمثلها كل الطامحين لنيل مكانة مستحقة في عالم الأدب : لاتجعل أحلامك المشروعة مأسورة أو رهينة فكرة العيش في " نيويورك " أو سواها من مراكز السطوة الأدبية العالمية ؛ إذ ثمة الكثير من العمل الجيد الذي يمكن أن يُصنع خارج الأسوار النيويوركية. يمكن أن تبقى حيث أنت لتحقق أحلامك. أن تُمضي عمرك في مطاردة حلم مكذوب ليس أكثر من خيار رقيع سينتهي بخيبة مؤلمة. 

رافيا زكريا كاتبة باكستانية الأصل تقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي محامية وناشطة في الحقوق المدنية والنسوية وباحثة في الفلسفة السياسية، تكتب في العديد من الصحف العالمية والمواقع الألكترونية المهمّة. نشرت عدّة كتب أهمّها كتابان حقّقا مقروئية ممتازة وترجما إلى عشرات اللغات، هما : 

- زوجة الطابق العلوي : تأريخ حميم لباكستان، 2016

- The Upstairs Wife: An Intimate History of Pakistan 

- الحجاب، 2017

-Veil 

المترجمة

إنها لحقيقة شائعةٌ في أوسع النطاقات تلك التي مفادُها أنّ كلّ مهجوس بطموحاته الأدبية (رجلاً كان أم إمرأة) إنما ينبغي له أن يسعى للإمساك بناصية طريق يقوده إلى نيويورك. في نيويورك (وكما تقول الأسطورة الراسخة) يمكنُ لهذه الألهة الطموحين والآلهات الطموحات في ميادين الفن والأدب أن تتمازج مع بعضها بغية إعادة تخليق الفنتازيات المعاصرة بشأن الماضي الأدبي المُخلّط من ألوان وأشكال متعددة. يمكن لأيّ تجمّع من عدّة أشخاص في شقّة حقيرة ملأى بقناني النبيذ الرخيص ومسكونة بالنميمة الأدبية أن تكون مصنعاً يمتلك القدرة على أن يكون المرجل التالي الذي يفور بالنتاج الأدبي المرتجى. هناك يمكن أن نشهد (إليزابيث هاردويك) جديدة وهي مسترخية على الأريكة، أو (جوان ديديون) القادمة وهي تمدّ ساقيها على المتّكأ العثماني المجاور لها، أو (دوروثي باركر) مخبوءة وهي تتطلّعُ بخبث ماكر لتكون (نورمان مِلر) زمانها. 

كنتُ أتطلّعُ لأن أكون كاتبة نيويوركية. نيويورك كانت المكان الأوّل الذي وطأته قدماي عندما قدمتُ للولايات المتّحدة للمرة الأولى في حياتي، وكنتُ حينها عروساً مراهقة واسعة العينين، كفّاها تخضبهما الحناء، وعقلها مزدحمٌ بحكايات الحب الأدبية. كانت ناطحات السحاب النيويوركية المتطاولة هي المشهد الأوّل في أمريكا الذي لمحته عيناي قبل أن يسارع زوجي الجديد لحشري في سيارة " ليموزين " ستأخذنا معاً إلى مدينة (كونيكتيكُت) حيث يقيم أبواه، وقد تعلمتُ في تلك اللحظة أن هذه الليموزين ماكانت سيارة فارهة كتلك التي توقّعتها بقدر ماكانت محض سيارة كبيرة فحسب. أثبت تشظّي التوقّعات المسبّقة كونه تجربة محبطة، وسيحدث مثل هذا التشظّي المرّة تلو الأخرى طيلة فترة زواجي.

لم أكن أعرفُ حينها أي شيء يخصُّ الأعراف الجغرافية الصارمة التي يتبعها حارس البوابة الأدبية الذي طوّب نيويورك لتكون عرشاً تشعُّ منه هالة القداسة والخشوع بعد أن صار أيقونة حاكمة للأدب الأمريكي. كان لي دوماً شغفي الذي لايفترّ تجاه الكلمة المكتوبة – ذلك الشغف الذي خالطته حماسة جعلتني أرتضي - وأنا في السادسة عشرة بعدُ - الزواج من رجل بالكاد عرفت الشيء القليل عنه مدفوعة بوعد دراسة الأدب في أمريكا إذا ماتزوّجتُه.

إنتقلنا أنا وزوجي للعيش في ولاية إنديانا. لم يطل عهدي بالزواج ؛ غير أنّ طموحاتي الأدبية ظلّت كما كانت عليه قبل زواجي على الرغم من أنها ماكانت متوافقة مع نمط الحياة التي عهدتها بعد انتهاء زواجي : أم وحيدة موكولٌ لها أمر العناية بطفل صغير مع القليل من المال الذي لايكفي للإيفاء بأصغر المتطلّبات البسيطة. حصلتُ على حضانة طفلي الصغير بعد انفصالي من زوجي ؛ لكنّ القاضي قرن حضانتي هذه بتهديد قانوني يستوجبُ إنتزاع هذه الحضانة إذا ماابتعدتُ أكثر من مائة ميل عن المكان الذي كنت أعيشُ فيه حينئذ، وهكذا إنتهى بي الأمر : لو كنتُ أديمُ أحلامي الطفولية القديمة بأن أكون مايا أنجيلو جديدة تشرعُ بإعلاء صوتها الأدبي في نيويورك (حيث يتواجد الكّتّاب الكبار) فقد صار لزاماً عليّ أن أنحّي تلك الأحلام جانباً. 

شعرتُ بأن مكوثي القسري في إنديانا (حيث كنت أقيمُ مع طفلي) كان بمثابة عقوبة لي ؛ لذا تظاهرتُ بأنني لم أكن أعيش فيها، وحصل دوماً عندما كنتُ أحدّثُ أحداً من الباكستانيين، أو أتحدّثُ عبر الشبكة العالمية (الإنترنت)، أو خلال المؤتمرات، أو خلال الزيارات المنزلية أنني كنتُ أعمد إلى حرف موضوع الحديث والتغابي عن الأسئلة التي تستفهم عن مكان عيشي الحقيقي، وقد كنتُ حينها في بواكير حرفتي الكتابية التي بدأتها بالكتابة في المدوّنات الألكترونية ثم بعدها (عام 2009) شرعتُ بالكتابة المنتظمة في صحيفة الفجر Dawn وهي أوسع الصحف الباكستانية المنشورة بالإنكليزية انتشاراً في باكستان. عندما قبلت العمل في وظيفة تتطلبُ مني السفر إلى نيويورك كلّ ستة أسابيع ظننتُ حينها أنّ مهنتي الكتابية في الربوع الأميركية قد بلغت طور ولادتها التي لطالما حلمت بها ؛ لكنّ ماحصل هو خفوت واضح في قدراتي الكتابية. إتخذت علاقاتي الأدبية شيئاً على هذه الشاكلة : يسألني أحدهم " من أين قدمتِ ؟ " على الطريقة المعهودة لدى النيويوركيين المنشغلين بالأدب عندما يبتغون تقييم الحجم الأدبي لشخصٍ ما (وهم يفعلون هذا على الدوام)، فأجيبُ " إنديانا "، وحينها يفترضون أنني قلتُ " إنديا (أي الهند، المترجمة) "، وعندما أقابلهم بضحكة ثم أعيدُ التلفّظ بالكلمة كالآتي " إنديا – نا " فسرعان مايتلبّسهم العبوس !!. توقّفتُ بعد حين عن تصحيح مُحدّثيّ بعدما إنتهيتُ إلى قناعة أنّ كوني شرقية مخالفة للنمط الغربي بصورة صارخة هو أمرٌ ربما كان أفضل من الإدعاء المتسّم بالغرور بأنني أنتمي إلى الغرب الأوسط الأمريكي. 

لجأت بعد هذا إلى أشكال أخرى من المخادعة ؛ فعندما كنتُ أحاولُ إدهاش أحد خبراء الدعاية العامة ممّن كان يبتغي إرسال كتابٍ لي كنت أتعمّدُ إعطاءه عنوان صديقة نيويوركية لي لكي يستخدمه، وفي حالات عديدة أخرى ليست بالقليلة وعند مراسلة المحرّرين كنتُ أستخدمُ عنوان وكيلي الأدبي في نيويورك، ولم أكن أفصحُ عن عنواني الحقيقي إلا في حالات قليلة أبدى فيها الطرف المقابل تصميماً لايلين على معرفة حقيقة عنواني ، وحتى بعد أن كتبتُ كتابيْن ومئات من المقالات والمواد الصحفية فقد ملأتني المشاعر المحبِطة لكوني كنتُ حتى ذلك الحين مستبعدة من فردوس النخبة الأدبية لأنني لم أكن أقيمُ بصورة دائمية في مدينة نيويورك. عملتُ أوّل الأمر على تسويغ الكذب بشأن محلّ إقامتي واعتبرتُ الأمر شيئاً ضرورياً تطلّبتهُ الموجبات الخاصة بالإنتماء إلى الوسط الأدبي النيويوركي فضلاً عن أنّ المهنة القاسية في كون المرء كاتباً تطلّبتهُ هي الأخرى، ثم حصل في وقت لاحق أن غدوتُ أنظر لهذا الأمر باعتباره نصف حقيقة بدلاً من كونه كذبة خالصة، وقد حصلت هذه الإنعطافة في رؤيتي عندما بدأتُ بقضاء جزء من كلّ شهر في نيويورك، ثمّ حلّت الجائحة الكورونية (كوفيد 19) لكي تضع خاتمة لنمط الحياة النيويوركية هذا بالنسبة لي (ولكلّ النيويوركيين ايضاً، ولغير النيويوركيين كذلك). 

شرعتُ بالتعلّم (ولازلتُ أتعلّم) أنّ الكارثة تمتلك القدرة على الكشف عن الأثمان الباهظة التي كانت تقيّدُنا وتثقلً حيواتنا ؛ إذ بعد أن تحرّرتُ من أعباء السفر والبحث المضني فقد أصابني الذعر لمعرفة مقدار الطاقة الهائلة التي كانت تتبعثرُ حينذاك ؛ أما اليوم، وبعد أن حلّت السكينة الشاملة على الحياة الأدبية النيويوركية الصاخبة، فقد تلاشت معظم مخاوفي ومصادر قلقي أيضاً. أستطيعُ اليوم، وببساطة شديدة وأنا جالسة وسط الصمت المحبّب الذي يسود أجواء مكتبي، أن أكون كاتبة حقيقية بدلاً من اللهاث وراء التظاهر بكوني كاتبة – ذلك التظاهر الذي يشكّل جوهر كلّ ذلك العالم الذي تقوم عليه الحياة الأدبية النيويوركية. أتساءل بمرارة في يومنا هذا : لماذا لم أحرّرْ ذاتي من ذلك العبء النيويوركي الثقيل في وقت أبكر بكثير ممّا فعلت ؟

أعرف الجواب تماماً : في عالمٍ أدبي مهجوس بأنماط خاصة من الأداء يمكن لفعاليات خاصة على شاكلة : الظهور في حفلات راقية، المساهمة في مناقشات كتب منتخبة بعناية، الإستجابة لتغريدات مختارة بدقّة، الإنضمام لجوقة المتزاحمين على أبواب " صانعي الملوك " من كبار أساطين صناعة النشر،،، أن تثمر عن صفقات كتب مربحة وذات عوائد عظيمة، ومن المؤكّد أن يشعر كل شخص بضغط المزاحمة والنزعة التنافسية الشرسة التي تستحثُّ كل أنماط الأفعال غير النزيهة (الكذب مثلاً كما في حالتي).

أعرف حقيقة ذاتي : أنا مؤلّفة مهاجرة ببشرة داكنة ؛ لذا فأنا أعرفُ تماماً أنني لن أكون عضواً حقيقياً في مجتمع النخبة الأدبية النيويوركية في يوم من الأيام. المشكاة الحقيقية المتاحة أمامي هي تلك الخليقة بجعلي قادرة على تناول التفاصيل الدقيقة لمعاناتي التي دفعتني للتخلّي عن ثقافتي الحقيقية والإنغماس في زيجة مرتّبة بطريقة مصطنعة لغرض خاص،،، إلخ ، ولو كان بمستطاعي النهوض بعبء عمل جيد فسيكون متاحاً لي حينها رواية حكايات عديدة عن سواي من النسوة داكنات البشرة، وفي الوقت ذاته يمكن لكاتبات من جيلي يمثّلن (جوان ديديون) جديدات، سواء كنّ نيويوركيات أم غير نيويوركيات، أن يتناولن مايرغبن فيه من الشخوص بصرف النظر عن موضوعة اللون أو الطبقة الإجتماعية. 

لاتحلُّ كارثة إلا ويعقبها تحوّل هو بمثابة انعطافة في الحياة، وقد بتنا نعرفُ الكارثة الآن معرفة حقيقية بعد أن عايشناها بمألوفية ممتدّة ماكان لنا تصوّرها لو لم نعشها بأنفسنا خلال هذه الأشهر الطويلة (الإشارة واضحة إلى الجائحة الكورونية، المترجمة) ؛ أما مؤشرات التحوّل العتيد فلم نزل في طور تكوين رؤى حقيقية بشأنها. هل يمكنُ صناعة ثقافة أدبية أقلّ تمركزاً على محض مكان واحد عالي التكلفة ؟ سيكون من قبيل الشعور المفرط في تطرّفه أن نفكّر في مثل هذه الإمكانية ونحنُ نعيش في خضمّ جائحة عالمية مؤلمة ؛ لكنني مع هذا أعتقد، وبقوة، أنّ النخبة الأدبية الأمريكية يمكن أن تُدفع دفعاً لاسبيل لمقاومته لتخيّل إمكانية تحقّق هذه الرؤية فضلاً عن الإعتراف الواضح والصريح بأنّ العبقرية الأدبية يمكن أن تصاغ في قوالب أدبية أخرى تخالف القالب الذي أتاح تخليق (ديديون) أو (سونتاغ).

كذبتُ بشأن عنواني النيويوركي المزعوم لأنني أردتُ أن أظهر بهيئة المرأة المترفّعة غير المكترثة بالتفاصيل الصغيرة، والأكثر قدرة على الإنجاز، والتي هي عضو فاعل في النادي النيويوركي المجيد. إنّ مواجهتي لمشهد أدبي يفضّلُ النسوة المنتميات للعصبة النخبوية النيويوركية وذوات الأسلوب المترفّع عن الهموم والذي يكشف عن خلو بال عجيب، واعتبارهنّ غير قابلات للمقارنة مع نسوة محتشدات بالهمّ اليومي ممّن عركتهنّ الحقائق التي تعلّمنها من مدرسة الحياة (على شاكلتي) هو الأمر الذي دفعني في المقام الأوّل لإخفاء الحقائق الخاصة بي، ولم أزل حتى اليوم أشعرُ برهبة مفزعة تجاه تلك الفتاة التي أخفت الحقائق الخاصة بحياتها، والتي ماأفصحت أبداً عن حقيقة كونها أماً تعيش بمفردها مع طفلها، والتي أماتها الخوف لاحتمال فقدانها حضانة طفلها في مقابل الإنغماس في مغامرة أدبية في مدينة نيويورك ، وسأكون كاذبة لو أبلغتكم بأنني سأخبر تلك الفتاة بأن تسلك غير الطريق الذي سلكته أنا وأن تكون إنسانة كاملة النزاهة ؛ فربما تكون النزاهة الكاملة في عمر تلك الفتاة أمراً مبكّراً، مبكّراً وقبل أوانه بكثير.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

النوبة الفنيّة أو متلازمة ستاندال

علاقة الوعي بالمعنى والغاية في حياتنا

تخاطر من ماء وقصَب

موسيقى الاحد: كونشرتو البيانو الثالث لبيتهوفن

التقاليد السردية بين الأصالة والأقلمة

مقالات ذات صلة

أدباء: الشعر لم يخل عرشه فما زال يتشبث وأثبت بأنه يحتفظ بالقدرة على التنويع والتجديد
عام

أدباء: الشعر لم يخل عرشه فما زال يتشبث وأثبت بأنه يحتفظ بالقدرة على التنويع والتجديد

علاء المفرجي يرى الكثير من القراء والنقاد انه كان للرواية ظهور واضح في المشهد الأدبي العراقي خلال العقود الثلاث الأخيرة، فهل استطاعت الرواية أن تزيح الشعر من عليائه؟ خاصة والكثير من الشعراء دخلوا مجال...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram