TOP

جريدة المدى > الصفحة الأولى > أصحاب بسطات سوق العمارة الرئيس..شهادات منسية وأحلام مؤجلة

أصحاب بسطات سوق العمارة الرئيس..شهادات منسية وأحلام مؤجلة

نشر في: 11 مايو, 2010: 09:13 م

ميسان/ رعد الرسام أصبحت بسطات الثابتة والمتنقلة المنتشرة في جميع اسواق مدينة العمارة تشكل سوقا ثانية داخل السوق الرئيسة وإذا ما قام متخصص في مجال اقتصاد السوق بدراسة وتقييم لهذه البسطات ربما سيجد أنها بدأت تشكل منافسا حقيقيا لاصحاب المحلات من جهة نمو سوقها وسرعة تصريف البضاعة والمردودات المالية التي تحققها عبر نشاطها التجاري وتصاعد أعداد العاملين في هذه المهنة
 إن صح تسميتها بهذه المفردة. علما أنك ستجد أن هذه البسطات تمارس مختلف النشاطات التجارية، بيع الملابس والأحذية والأدوات المنزلية والسكائر والحلويات و حتى تصريف العملة.ورغم هذا فإن الكثير من العاملين في البسطات يؤكدون أن الظروف الاقتصادية الصعبة وانعدام فرص العمل هي التي دفعتهم للانخراط في هذا العمل الذي يصفونه بالمتعب والمذل حيث أن قسما كبيرا منهم خريجون وبعضهم يحمل شهادات جامعية في مختلف الاختصاصات. يقول فاضل كاظم جابر/ مواليد 1965 خريج أعدادية الصناعة عام 1985 أنه عمل خلال سنوات الحصار في أكثر من مجال ولكنه لم يستطع أن يحقق ايا من أحلامه بسبب ضآلة مكسبه من تلك الأعمال ما اضطره للسفر الى لبنان للعمل هناك وبعد سقوط النظام السابق عاد للعراق أملا في الحصول على عمل افضل بعد انفتاح السوق وأتساع قاعدة العمل وكثرة المشاريع كما كان يسمعه من خلال وسائل الاعلام ولكنه حين عاد شعر بالاحباط من واقع الحال موضحا"صحيح أننا شعرنا بالفرحة إثر زوال نظام القهر والاستبداد ولكنني شعرت بالاحباط بعد عودتي للبلد حيث لم استطع الحصول على وظيفة في الدولة الجديدة كما كنت أحلم ووجدت أن الحصول عليها يتطلب مبالغ كبيرة يجب دفعها كرشوة للتعيين كما أن مجالات العمل في القطاع الخاص قليلة ورواتبها قليلة قياسا لارتفاع تكاليف المعيشة وعموما اضطررت في النهاية للعمل في هذه البسطة المتواضعة لكسب قوت يومي لكننا نعاني من تعسف شرطة البلدة الذين يحرضهم اصحاب المحلات ضدنا كوننا نبيع نفس بضائعهم، ولكننا نتعرض بين الحين والآخر للمطاردة من قبل الشرطة وسوء سلوكهم معنا إذ غالبا ما يبعثرون بضاعتنا ويتفوهون بكلمات قاسية وجارحة بحقنا".فيما يرى أحمد مجيد/ متزوج ولديه ثلاثة أطفال , أن عملهم موسمي ويزدهر في اوقات محددة مثل مواسم الأعياد أو بداية فصلي الشتاء والصيف مضيفا"في بقية الأيام البيع متواضع وبالكاد نحصل ثمن – علاكة الخضرة –"أما المشاكل والمعوقات التي تواجهه في العمل فهي تعرض بسطات هم بين الحين والآخر للسرقة واختتم مجيد كلامه بدعوة الحكومة المحلية لإيجاد مكان مناسب لأصحاب بسطات أو بناء سوق خاص بهم وتأجيرهم المحلات ببدلات إيجار معقولة ليمارسوا عملهم بأمان. و وصف علي جبار/ يعيل أسرة من 6 افراد،, العمل ببسطات بالمضني لأسباب عديدة منها مضايقات اصحاب المحلات والشرطة إضافة لتقلبات الجو موضحا"عملنا مرهق ونعمل تحت اشعة الشمس الحارقة صيفا وتتعطل أعمالنا في الأيام الماطرة شتاء ورغم أنني امارس هذا العمل منذ سنتين إلا انني لم أوفر درهما واحدا حيث أن الوارد بالكاد يوفر قوت العائلة وغالبا ما استدين لسد المتطلبات الأخرى لأسرتي كمستلزمات الدراسة لأبنائي او مراجعة الطبيب وغيرها"ويضيف، في سنوات الحصار هاجرت الى سوريا حيث عملت هناك لغاية 2007 وبعد سقوط النظام سمعت ان الحكومة الجديدة ستوزع واردات النفط على الشعب فصدقت وعدت للوطن آملا بالثروة وبالحياة المرفهة بعد سنوات الغربة وضيق ذات اليد والعوز ولكنني اكتشفت بعد عودتي أن كل تلك التصريحات الاعلامية مجرد أكاذيب واضطررت للعمل في مهن شاقة قبل عملي في هذه البسطة لبيع الأدوات المنزلية ومستلزمات المطبخ"ويضيف جبار أنه وزملاءه الآخرين من أصحاب بسطات سبق وأن خرجوا بمظاهرة إثر مضايقات الشرطة لهم قبل عدة اشهر وطالبوا السلطات المحلية بإيجاد حلول دائمة لمشاكلهم مع الشرطة ولكن دون جدوى.عبد الله صاحب بسطية لبيع السكائر رفض الحديث عن نفسه ولكنه أشار الى وجود الكثير من خريجي الجامعات من اقاربه الذين امتهنوا العمل في بسطات بعد أن عز عليهم الحصول على وظيفة وليس لديهم رأس المال اللازم للقيام بمشاريع عمل أفضل. لؤي عبد الرضا/وهو صاحب محل في السوق الكبير ابدى تعاطفه مع اصحاب بسطات الذين وصفهم بالمضطرين لممارسة هذا العمل بسبب صعوبة ايجاد عمل افضل مضيفا"لم تقدم الحكومة اي شيء لهؤلاء الذين اضطرتهم البطالة لممارسة هذا العمل المضني حيث تراهم عرضة للشمس والغبار والأمطار.. لذا فنحن ورغم خسارتنا كأصحاب محلات بسبب الفارق الكبير بين اسعارنا وأسعارهم إلا اننا لا نضايقهم ولا نريد قطع ارزاقهم علما أن بينهم أصدقاء او اقارب لنا ونعرف احوالهم المعيشية الصعبة".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

دولة القانون ينفي السعي لتشكيل حلف مع إيران وروسيا

دولة القانون ينفي السعي لتشكيل حلف مع إيران وروسيا

 بغداد/ وائل نعمة فيما ينتظر الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد عودة رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي من موسكو لزيارة بغداد، ينفي ائتلاف دولة القانون أن تكون زيارة المالكي إلى العاصمة الروسية والزيارة المرتقبة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram