اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قناطر: العراق بين الكاظمي وخصومه

قناطر: العراق بين الكاظمي وخصومه

نشر في: 27 يونيو, 2020: 06:38 م

 طالب عبد العزيز

في التحديات الوطنية الكبرى، كالتي يمر العراق بها اليوم، لا ينبغي لأحد الوقوف في المنتصف، إذ كل مساواة بين الوطنية والخيانة خيانة أخرى، وإذا كان البعض يرى بأنَّ الوقت ما زال مبكراً لمعرفة حقيقة ما يقوم وسيقوم به الكاظمي، وما إذا كان جاداً في نقل البلاد من الفوضى الى النظام واستردادها من اللصوص والقتلة أم لا، فهذا ما ستفصح عنه الأيام القليلة القادمة أو لعل الساعات الماضية أفصحت عن بعضه. ونحن مطالبون بموقف منه.

ولكي لا نضيّع فرصة الانتماء الى الحلم الذي ينشده العراقيون جميعاً نرى بأن (الثورة) التي يقودها الرجل ويعاونه فيها ثلة من الشرفاء، المشهود لبعضهم بالنزاهة والوطنية والشجاعة بحاجة الى موقف شجاع مساند منا، إذ كل المؤشرات تشير الى التغيير، لكن الرجل قالها واضحة بأنه لا يملك حزباً، ولا كتلة، ولا طائفة، لذا نرى أنَّ صمَّ الآذان عن ندائه سيكون خيانة أيضاً، وأن الوقت قد حان للوقوف الى جانبه، والتطلع معه الى عراق جديد، خال من العملاء واللصوص والقتلة.

نعم، هناك جملة مخاوف يجملها البعض: على أن الكاظمي إنما جيء به باتفاق الكتل، وهو مرشح الشيعة قبل أن يكون مدعوماً من أمريكا وغيرها، وكل هذا صحيح ووارد، فأمر البلاد بعد سبعة عشر عاماً من التردي ترك من الضباب والغشاوة على الأعين الكثير، لكنْ، لا ينبغي لهذا أن يكون حائلاً بين نصرته والتفرج عليه، فهذا مما لا يتمناه أحد، لعلمنا بحجم النفع الذي يتوخاه خصومه منه. هل نطالبه بوضوح أكثر؟ ربما، وهذا حقٌّ، وهل يجرّب الكاظمي نفسه في الشارع؟ نعم، وهذا ضروري جداً، لكنْ، بعد انْ يقْدِم على ما هو أكبر من احتجاز أربعة عشر متهماً، باطلاق الكاتيوشا.

في أبسط أدبيات آلية فهم المجتمع المدني العراقي إنه يحب الرجل القوي، إذ الطبيعة المدنية، وكون الشخصية العراقية بعامة ميالة الى التوظيف في الدولة، ومن ثم الإخلاص لها، فقد صيّرته يعوّل على جملة القوانين التي تشرّعها له، والتي تحميه من جور الآخر، فهو وإن كان قادماً للمدينة من الريف، ومتصلاً بنظام القبيلة، التي يجد أمن حياته فيها هناك، إلا أنه يعاني في الوقت ذاته من طبيعة نظامها المتخلف، والحياة الطويلة بين البنادق لا تطاق ، لذا، فهو يجد ضالته في ظل النظام القوي المنضبط، الذي يأمن فيه على أبنائه ومستقبلهم. ومن هذه سيجد الكاظمي انَّ الآلاف من العراقيين، الذين ظللتهم الأحزاب الدينية والمجاميع المسلحة، من أبناء العشائر وغيرها سيلتفون حوله، طامعين بحياة تنصفهم وتحقق طموحاتهم التي افتقدوها عند الإسلاميين.

يقول الماركسيون بأن الوعي بالثورة أكثر أهمية من الثورة نفسها، فما أحوجنا اليوم الى الشخصية الوطنية العابرة للطائفة والدين والمدينة، ربما تكون فضيلة الكاظمي، إنه لم يأت إلينا من بواطن كتب النقل والخرافة والأساطير، ولم تنخر عقله خطب (الوعّاظ المؤمنين) لذا، نتوسم فيه شخصية الرجل الباعث على استنهاض الأمل الذي أماته الذين يناصبونه العداء ويتوعدونه بالقتل اليوم. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram