TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > نحبهم أكثر من الكورونا !

نحبهم أكثر من الكورونا !

نشر في: 29 يونيو, 2020: 06:08 م

 عامر القيسي

حقيقة استغرب الهجمة الشرسة والمدفوعة الثمن من الخارج التي يشنها بعض الجهلة المأجورين من الكتّاب والإعلاميين والناس أجمعين ، على نوابنا الكرام الذين اختارهم الله لفايروس الكورونا اللئيم ، فيقولون إن طائرة او طائرات خاصة نقلتهم وتنقلهم بعونه تعالى الى العاصمة الأردنية عمان للعلاج مما أصابهم به الله من بلاء، والله على كل شيء قدير وله حكمة من حكم قدرته التي لاحدود لها . 

ويقولون إن هؤلاء النواب يرقدون في أرقى مستشفيات الأردن ويتلقون أرقى أشكال وأنواع العلاجات ، واللئامة ، إن هذه الهجمة تقارن وضعهم مع أوضاع مستشفياتنا وما تعاني منه مع ارتفاع نسب الوفيات بسبب نقص الاوكسجين وأجهزة العناية الفائقة .

وهذا ورب الكعبة كذب وافتراء ، فأناً شخصياً كنت شاهداً على تواجدهم مع الجيش الابيض وجدار الصد الأول من العراقيين الاصلاء ..

شاهدت نواب الشعب بنفسي وبعيني التي سيأكلها الدود لاحقاً كما قالت لي جدتي ذات يوم ..

شاهدتهم يهرولون في ردهات المستشفيات ومن دون ملابس الوقاية ينقلون قناني الاوكسجين على ظهورهم التي هدّها تعب اجتماعات مجلس نوابنا الموقر وسهرهم على إصدار القوانين التي تخفف عن المواطنين أحمالهم ..

شاهدتهم يتحدثون مع المرضى ويشدون من عزمهم وإرادتهم في مواجهة هذه الجائحة ، التي يقول بعض المندسين ، انها كشفت عوراتهم عن آخرها ، ولم أر شيئاً من هذه العورات لأنها غير موجودة إلا في أذهان العملاء والخونة ..!!

شاهدتهم إخواني وهم يفرغون جيوبهم ويفتحون خزائنهم التي امتلأت من الرزق الحلال ، ليقدموها للحكومة كي تشتري ماينقص المستشفيات أو ما لاينقصها ، فالوضع سواء ..افرغوها بالتمام والكمال فاصبحت تلك الخزائن خاوية كما هي خزينة البلاد التي انعم الله عليها بلصوص أندر من لبن العصفور ..!

شاهدتهم وهم يوصلون ليلهم بنهارهم في غرف الأطباء و المصابين وابواب المستشفيات يعدّون توابيت الموت ويترحمون على من بداخلها دون أن يعرفوه فهم يحبون الشعب كلّه المصاب والمتعافي والقابع الخائف في بيته والمتصدي لعيشته اليومية على أرصفة البلاد ، محتقراً الكورونا وأسيادها رافعين شعار " تعددت الأسباب والموت واحد " ..! 

شاهدتهم إخواني ، وبأيديهم الكريمة ، يوزعون الغذاء والدواء على العوائل الفقيرة داعمين صمودهم بوجه الحظر الذي لاأحد يعرف كيف يطبق وعلى مَن وما نتائجه في ظل زيادة الإصابات اليومية على الألفين ( حتى كتابة هذا الرثاء ) ..!

شاهدتهم وهم يوقعون فرمانات ، من داخل مستشفياتنا البائسة ، تقضي بمنع سفر المسؤولين على الإطلاق وتحويل رواتبهم كلها لدعم المجهود الطبي كي تنجو هذي البلاد من مستنقعات الموت ، وقالوا هذه قرارات سرّية لأن إيمانهم يقول ، لاتعرف اليد اليسرى ما تقدمه اليمنى ..!!

إنتبه للسمو والرفعة والروح الوطنية الوثّابة كما يقال ..!

لن أسمح لنفسي أن أكون " شاهد ماشافش حاجة " بل شاهد كل حاجة وللأمانة اكتبها لكم في مواجهة الذباب الالكتروني الذي يتجنى على نوابنا الكرام لتسقيطهم بوجه الشعب الذي يحبهم أكثر من حبه للكورونا !!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ثلاثة منتخبات تحجز مقاعدها مبكراً في ربع نهائي كأس العرب 2025

القضاء يحسم 853 طعناً على نتائج الانتخابات

الداخلية: العراق بنى منظومة متطورة لمكافحة المخدرات

التخطيط تتجه لتوسيع الرقابة النوعية لتشمل الصادرات والواردات عالية المخاطر

قبول 1832 طالباً في المنح المجانية لكليات المجموعة الطبية

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

 علي حسين أبحث في الأخبار ومجادلات الساسة عن موضوع لعدد اليوم ، وربما عن فكرة أقنع بها القارئ المحاصر بقطع الطرق والأرزاق، وبالعيش في مدن مثل حقول الألغام، شعارها التمييز، ومنهجها الإقصاء، ودليلها...
علي حسين

قناديل: حين استيقظ العراقي ولم يجد العالم

 لطفية الدليمي لعلّ بعض القرّاء مازالوا يذكرون أحد فصول كتاب اللغة الإنكليزية للصف السادس الإعدادي. تناول الفصل إيجازاً لقصّة كتبها (إج. جي. ويلز) في سبعينات القرن الماضي، عنوانها (النائم يستيقظ The Sleeper Awakes)....
لطفية الدليمي

قناطر: أنقذوا الثقافة من الأدعياء

طالب عبد العزيز منذ قرابة عقد من الزمن وأتحاد الادباء في البصرة يعاني من أزمة في اختيار مجلس إدارته، وهو بعلة لا يبدو التعافي منها قريباً، بسبب الاقتتال على المقاعد الخمسة الأولى التي تمثله....
طالب عبد العزيز

الانتخابات العراقية عام 2025: التحديات الداخلية في ظل ضغوط دولية متزايدة ..

كارول ماسالسكي ترجمة : عدوية الهلالي في يوم الثلاثاء، 11 تشرين الثاني 2025، أجرى العراق سادس انتخابات برلمانية ديمقراطية منذ سقوط صدام حسين عام 2003. وقد حققت القائمة الشيعية «ائتلاف الإعمار والتنمية»، بقيادة رئيس...
كارول ماسالسكي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram