TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك: (مضيع المشيتين)

هواء فـي شبك: (مضيع المشيتين)

نشر في: 11 مايو, 2010: 09:29 م

عبدالله السكوتي يحكى ان يهوديا ضويق من قبل طائفته، فقرر ان يهجرها الى دين آخر، وصادف ان كان صديقا لرجل من المسلمين فاقنعه الاخير باعتناق الاسلام، اصطحبه وذهب به الى احد الجوامع ليسلم على ايدي الشيخ هناك، اسلم الرجل وغادر الجامع منفردا وحين العبور دعسته احدى السيارات، حزنت امه عليه حزنا شديدا، وكان بكاؤها مليئا بالحسرة واللوعة، اجتمعت نساء المدينة ورأين المرأة تبكي بحرقة غير معهودة،
 حاولن مواساتها والتخفيف عنها، فقلن لها انه اسلم وسيدخل جنان الخلود، فردت المرأة بحسرة كبيرة (موسي تبغّه منو ومحمد مايعغفو بعد). يعني المسكين (ضيع المشيتين)، وهذا ماحدث لبعض السياسيين،احدهم قام بعمل كبير واراد ان يلغي نظام المحاصصة التي ابتلي بها الوطن، طعّم هذا السياسي كتلته وجمع من كل مكونات الشعب العراقي ، والحق يقال حقق نتيجة كبيرة وحصد اصواتا تنم عن وعي جماهيري، لكنه الان في مأزق بعد تحالف دولة القانون والوطني، مع بوادر انضمام التحالف الكردستاني اليهما ؛ الكثيرون يتكهنون بائتلاف العراقية مع دولة القانون مع اتفاق اعطاء رئاسة الجمهورية لرئيس الوزراء السابق اياد علاوي ورئاسة الوزراء للسيد المالكي، مع اعطاء صلاحيات اوسع لرئيس الجمهورية، وكأني بهذا الامر حين يحدث ينادي المنادون ان طائفة من الطوائف قد همشت الا اذا جنحت القائمة العراقية الى استبدال رئيسها ؛ ولانبالغ حين نقول ان المحاصصة اصبحت النسغ الحي لديمقراطية العراق، بدليل خطوة القائمة العراقية باتجاه تكوين تيار وطني يحوي كافة الطوائف والمذاهب، لكنها اصطدمت بجدار المحاصصة وستنفرد اخيرا لتشغل التيار المعارض في مجلس النواب اذا ماتماسكت ولم تدع الانشقاقات تسري اليها بعد ان تصطدم بأعراف واتفاقات ستحجمها بالتأكيد ؛ المهم العراق جميعه في مأزق وليس العراقية بمفردها ؛ مأزق تشكيل الحكومة، فقد شهد امس الاول اعمالا ارهابية شملت ثلاثة ارباع مساحته، وتوزعت من الموصل لتصل حدود البصرة مرورا ببغداد والانبار وبابل، حصدت هذه الاحداث ارواح الكثيرين واعادت الى الواجهة مأساة الوضع الامني المنهار بذات الحجج التي احتجت بها القوات الامنية مع كل خرق امني ولكن ماحدث لم يكن خرقا امنيا وانما هو انهيار للامن، استثنى محافظتين او ثلاث.بدأت افرازات مرحلة اللاحكومة والاتفاقات غير المحسوبة والتهميش تظهر على الوضع الامني فهو كما قلنا مرآة الوضع السياسي يعكسه بشكل دماء جارية وارواح تزهق وارامل وايتام وهذه الصعقة الارهابية التي تعرضت لها الحكومة يجب ان تترك اثرها على العملية السياسية وتسرّع في تشكيل الحكومة التي تتعرض الى ولادة متعسرة.الشعب سيدفع فوق العادة وهو حتى هذه اللحظة وعلى مدى سبع سنوات يدفع، وعسى ان يكون هذا الحساب الكبير حافزا للاخرين ليحافظوا على رصيدهم الشعبي ام انها الانتخابات الاخيرة، والرصيد الشعبي بعد ذلك غير مؤثر ولايمتلك قاعدة لدى السياسيين، نتمنى ان تتفق جميع الاطراف ليتداركوا الامر قبل فوات الاوان ولااعتقد ان فرصة اللحظة الاخيرة واتفاق اللحظة هو الفيصل في هذا الامر لانه سيكون متعجلا ويجنح نحو مخالفة الدستور ومن ثم نبدأ بالتعديلات الدستورية التي ستذهب بنا بعيدا ؛ ومن المستحيل ان نجد تعديلا دستوريا يستوعب الفوضى التي نحن فيها .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram