اذكر ان بابلو نيرودا كتب في يومياته (أشهد اني قد عشت).. ان خشونة قائده السياسي ظلت عالقة في ذاكرته، فقيل له بمحبة: كم عدد الناس الذين يتذكرون اسم ذلك القائد؟ وهل لنا ان نعرف اسماء مئات الالاف من قرائه ومريديه والمتأثرين بابداعه؟
قد لا استطيع الخروج من جلدي السياسي، ولا ارى مصلحة لاحد في مثل هذا الخروج، لكنني اجتهد في ان اعيد صياغة مفاهيمي وافكاري وتصوراتي، بل ذائقتي لكل ما هو جميل وخلاق..صحيح ان الحياة بتجربتها الغنية، كانت في اساس ذلك كله، وصحيح ان متعة القراءة منحتني دهشة اكتشاف الاشياء التي قد لا ترى في الحياة، وعمقت معارفي، ووسعت مداركي وافقي، باختلاف موضوعاتها، وبغض النظر عن القوالب التي وضعت فيها، سواء كانت شعراً او سيرة او تاريخاً او سياحة او سحراً او علوماً،... لكنني مدين للرواية التي كانت دائماً، السفر الذي اغوص فيه لادرك سر الاعماق الانسانية وتشوفاتها ولا محدودية فرادتها..واحياناً اقول، اذا لم تكن ذائقة الشعر او غيرها طوع كل مثقف او انسان، فهل يمكن ان تكتمل طاقة الكشف حتى عند السياسي اذا لم يتذوق قراءة الرواية؟قال ناقد مصري كبير، ربما بصيغة المبالغة، ان فؤاد التكرلي ابدع (المسرات والاوجاع) فكانت اروع ما كتب في القرن العشرين...التكرلي محامي مهنة، لكنني غير معني بذلك، او بما كان عرضياً بسبب ذلك، لكنني شديد التأثر به كروائي، يكفي انه صانع (الرجع البعيد) و (الاوجاع والمسرات)...و(خاتم الرمل).الا يكفي فاغنر انه منح البشرية تلك الروائع والقمم الموسيقية التي نهيم بانغامها وتهويماتها، وليذهب كل ماعدا ذلك ادراج الرياح.rnالقيت في اسبوع المدى في اربيل عام 2007
التكرلي أكبر من أي جائزة
نشر في: 12 مايو, 2010: 04:17 م