TOP

جريدة المدى > سينما > ديفيد نيفين في المقتطف من مذكراته

ديفيد نيفين في المقتطف من مذكراته

نشر في: 1 يوليو, 2020: 06:19 م

ترجمة / أحمد فاضل

طوال الأسبوع ، أثبتت مذكرات النجم البريطاني الهوليودي الأشهر ديفيد نيفين ، المسلية الرائعة ترياقاً رائعاً للتغلب على ما خلفته الكورونا ، فمن شؤون حبه التي لا تعد ولا تحصى ، إلى ذكرياته الآسرة حول عمله في هوليوود ، يمكن أن يغفر لك التفكير في أنه شاهد كل شيء بالفعل ،

لكن في هذا المقتطف من سيرته الذاتية والتي تحمل عنوان " إحضار الخيول الفارغة " ، التي يفرد فيها صفحات طويلة ، للحديث عن النجم الأسطوري إيرول فلين ، أو " روبن هود " كما يحب أن يطلق عليه ، يتذكر ذلك الممثل البارع لحظة ستترك في الذاكرة آثارها .

يقول نيفين :

" قد يخيب ظن الجميع به بعد قراءة ما سأقوله عنه ، لأنها الحقيقة ولا شيء غيرها ، فقد كنت ولسنوات عديدة واحداً من أعز أصدقائه ، لقد استمتع بالتسبب في اضطراب نفسه وأصدقائه ، التقيت به لأول مرة في فندق جنة الله صيف عام 1935 صحبة ليلي دميتا ، كانت

ليلي مخلوقة جميلة ( ستصبح زوجة إيرول الأولى ) ، وهي مثال للفتيات الفرنسيات المثيرات ، وقتها كان فلين قد أنهى عقده الأول مع وارنر بروز ، لذلك كان لدينا الكثير للإحتفال واستأجرنا مدبرة منزل لطيفة ، كان فلين يجمع أكثر من عقد مع وارنر براذرز أكثر مما كنت أتلقاه من صموئيل غولدوين ، لذلك قام بتأجير المزيد من المنازل وأصر على أنه كان لديه مطالبة سابقة بأكبر غرفة نوم ، وهي الغرفة التي تحتوي على سرير مزدوج ، لقد كان ضيقاً إلى حد ما بشأن الأمور المالية ، لذلك على الرغم من أنه سمح لي في مناسبات كتلك باستعارة غرفته ، إلا أنه كان فقط في الاعتبار إعادة تعديل صغيرة لترتيبنا المالي .

في تلك الأيام التي سبقت الحرب ، كان إيرول مزيجاً غريباً : رياضي عظيم يتمتع بسحر هائل وجمال جسدي واضح ، لكنه عانى على ما أعتقد ، من مجمع نقص قديم وعميق ، فقد أحبته النساء بشغف ، لكنه عاملهن مثل الدمى التي يتم التخلص منها دون سابق إنذار لصالح الموديلات الجديدة ، بينما بالنسبة لأصدقائه من الرجال ، كان يفضل حقاً أولئك الذين سيعطونه أقل منافسة في أي قسم ، لم يكن رجلاً طيباً ، ولكن في تلك الأيام المتهورة كان من الممتع أن أكون معه ، وكانت تلك الأيام هي الأفضل لفلين ، ومع أن التواضع كانت كلمة غير معروفة لإرول ، فقد أصبح نجماً كبيراً بين عشية وضحاها مع أول إنتاج له في هوليوود ، ، ولكن لم يخطر بباله أبداً أن الآخرين - المنتج والمخرج والكُتاب والفنيين وقبل كل شيء قسم الدعاية - قد يكون لهم يد في نجاحه .

قال لي إيرول وهو يتحدث عن فيلمنا المشترك :

" لقد أرهقني فعلاً فيلم " تهمة اللواء الخفيف " ، من الناحية الجسدية كان أصعب أدواري التي قمت بها على الإطلاق " ، فقد قضينا عدة أشهر في بيشوب ، كاليفورنيا ، في سفوح جبل ويتني المتربة ووسط الرياح ، حيث بدأنا العمل بسهولة مع الطقس اللطيف في أواخر الخريف ، مما زودنا بآخر أمسية دافئة وبعد ذلك في الخيام وأماكن الإقامة المؤقتة البائسة الأخرى البعيدة في الصحراء في العواصف الرملية ، أو وسط الرياح المتجمدة التي تهب قبالة ثلوج الجبل ارتجفنا وتذمرنا في زينا الاستوائي الرقيق .

كان مايك كورتز المخرج المسؤول عن الفيلم والذي كانت لغته الإنكليزية المجرية مصدراً للفرح لنا جميعاً ، وهو يقف عالياً على المنصة ، قرر أن اللحظة المناسبة قد حانت لطلب الوصول إلى مائة رأس من الخيول بدون ركاب ، فصاح عبر مكبر الصوت :

" أحضروا الخيول الفارغة ! "

فغرقنا أنا وفلين بالضحك .

تم اتهام فلين بالاغتصاب ، أو ممارسة الجنس مع فتاة أقل من 18 عاماً ، وعلى الرغم من أنه لم تثبت إدانته ، فإن السمعة ظلت عالقة به ، لم يكن رجلاً سعيداً عندما وجدته لدى عودتي إلى هوليوود في بداية عام 1946 ، وقد حاول إيرول جاهداً الابتعاد عن صنع صور رمز الجنس ، ولهذا السبب كان يشرب أكثر وأكثر حتى بدأ يفكر في الانتحار ، ففي إحدى المرّات جلس طوال الليل وبيده زجاجة من الفودكا ، وفي يده الأخرى مسدس ، وفي عام 1958 ، قابلته بالصدفة في لندن ، لقد مرّت عشر سنوات منذ أن رأيته آخر مرة ،

تناولنا طعام الغداء في بويلي فومي ، في مكان صغير في سوهو ولا يمكنني التظاهر بأنني لم أصدم من التغيير الجسدي ، كان الوجه منتفخاً ، واليد التي كانت تمسك بقوس روبن هود ، لم يكن بوسعها الإمساك به مرة ثانية ، كانت ترتجف ، أطلعني حينها على مشاكله مع زوجته وتحدث بحزن عن مدى استحالة العيش معها .

بعد فترة قلت :

" أرى أنه لا يزال لديك قضية أخرى تتعلق بالمشاكل الضريبية " .

قال إيرول :

"لقد اكتشفت كتاباً رائعاً إنه مليء بالحلول للمشاكل التي تعترضنا في حياتنا " .

عن / صحيفة ديلي ميل البريطانية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

ترشيح كورالي فارجيت لجائزة الغولدن غلوب عن فيلمها (المادة ): -النساء معتادات على الابتسام، وفي دواخلهن قصص مختلفة !

تجربة في المشاهدة .. يحيى عياش.. المهندس

مقالات ذات صلة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر
سينما

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

علي الياسريمنذ بداياته لَفَتَ المخرج الامريكي المستقل شون بيكر الانظار لوقائع افلامه بتلك اللمسة الزمنية المُتعلقة بالراهن الحياتي. اعتماده المضارع المستمر لاستعراض شخصياته التي تعيش لحظتها الانية ومن دون استرجاعات او تنبؤات جعله يقدم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram