TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > شبابيك: عـــدو الجميــع

شبابيك: عـــدو الجميــع

نشر في: 12 مايو, 2010: 04:45 م

عبد الزهرة المنشداويعلماء النفس والمهتمون بعلم السلوك الإنساني يجمعون على ان القاتل لا يمكن ان يقتل إنسانا لا يعرفه ،أي أن عملية القتل لا تتم ألا لأسباب شخصية ،هذا إذا استثنينا حالة  قتال الجيوش فيما بينها في ميادين المعركة عنده يكون الجندي مضطرا لممارسة القتل لانه قد زرع فيه شعور ان لم تقتل تقتل.
أما الإنسان خارج هذا المنظور فلا يقتل الا لدواع كان تكون مرضية او عدائية او دفاعا عن النفس اما ما يشذ عن ذلك فليس له من تفسير يذكر لحد الساعة .الموجات المتتالية من أعمال العنف الهمجية التي تسفك دم الأبرياء العراقيين لا يمكن تفسيرها بدواع سياسية او دينية او حتى عرقية او طائفية.المواطن لا يعلم لماذا يستهدف في السوق والشارع والمدرسة والجامعة من اجل اي شيء وعلى اي شيء ومن هو المستفيد من قتله بهذه الوحشية التي قل نظيرها وعكست مفاهيم صار الإنسان في هذه البقعة من الأرض يخجل منها أمام الآخرين من الذين قدسوا الحياة وحتى حياة الحيوان والطير والحشرة .ان كان الفاعل بدواعي سياسية فيا ترى أي سياسي وصل به الحال إلى ان يجعل من دماء الناس الأبرياء الطريق نحو كرسي الحكم والتحكم برقاب الآخرين واذا كان هذا طريقه وديدنه في الحياة فأي شريحة او طائفة او شعب يقبل به قيما على اموره بهذا السلوك الدموي وأي شريعة او قانون يبيح له ان يجعل الكرسي الذي يعتليه قائم على ماسي البسطاء من الناس أطفالا ورجالاً ونساءً وكهولا . لا نعتقد بان هناك سياسياً او متدينا او حتى متعصبا لطائفة او عرق يسلك هذا السلوك الشنيع ليجعل من نفسه عدو الجميع وان كان كذلك فان الجميع سيكونون أعداءه وبالتالي لن يفلت بفعلته كما يتصور بل لابد ان يقع في الفخ آخر الأمر كما وقع الزرقاوي والبغدادي والمصري وكثير من المجرمين الذين سبقوهم في مناصبة الشعب العراقي والعمل على إشاعة القتل بين أبناءه دون تمييز او تفرقة .في صلاح الدين وتكريت في البصرة والحلة العدو نفسه هو العدو ولم تعد تنطلي الحيلة التي استهلكها الشعب العراقي عندما شرعن القتل بدواعي المذهب والطائفة .عدونا الآن عاريا تماما ولا يستطيع ان يستر نفسه وهذا يعني بأنه بات مكشوفاً وان مهمة اصطياده يسيره جدا فلانة عدو الجميع فسيطارد من الجميع من سائق السيارة في الكراج ومن الشرطي في الشارع ومن البائع في السوق ومن المرأة ومن الشيخ والطفل في المحلة والزقاق .الأحداث التي ألمت مؤخرا  بمحافظات الحلة والبصرة وبغداد والرمادي أماطت اللثام أكثر عن الجهات التي آلت على نفسها ذبح الشعب العراقي لا لشيء ألا لأنه عراقي اذن ليكن كل العراقيين جنودا متطوعين لصد هجمات هؤلاء الشواذ المسوخ لدرء المخاطر عن أبناءنا الذين يحلمون بحياة جديدة حالهم حال الشعوب الأخرى .       

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram