TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: السيد الكاظمي .. نريد أن نعرف أسماء القتلة

العمود الثامن: السيد الكاظمي .. نريد أن نعرف أسماء القتلة

نشر في: 7 يوليو, 2020: 09:11 م

 علي حسين

لم تنم أمريكا بولاياتها الخمسين حين وقعت جريمة قتل جورج فلويد على يد أحد أفراد الشرطة، ولم تهدأ التظاهرات حتى هذه اللحظة، وفي مشهد إنساني مثير، جثا عشرات الآلاف من المتظاهرين على ركبهم لمدة 8 دقائق، وهي المدة التي أمضاها فلويد تحت ركبة الضابط مستغيثًا: "لا استطيع التنفس!".

وفي هذه البلاد التي يتغنى ساستها ليل نهار بالديمقراطية، مضت تسع سنوات على فاجعة مقتل هادي المهدي، حاولت فيها حكومة المالكي آنذاك التخلص من الجريمة بإشعال النار في سمعة الضحية وتشويه صورته.

تسع سنوات كاملة تفصل تراجيديا استشهاد هادي المهدي عن مأساة استشهاد هشام الهاشمي على أيدي نفس العصابات.. تغيرت أشياء كثيرة، راح المالكي وجاء العبادي، وجلس على الكرسي عادل عبد المهدي ولم يخرج منه إلا بمقتل أكثر من 700 متظاهر، وبقيت عصابات كاتم الصوت كما هي تطارد كل من يختلف معها، لم تتغير أساليبها في ملاحقة الضحايا، وبقيت الحكومة تقيد الجريمة ضد مجهول، لا ضد الجناة الذين يتباهون بجرائمهم.

لذلك يبدو غريبًا أن تراق دماء نحو 700 متظاهر دون أن تهتز مشاعر الدولة ومعها ملايين العراقيين، على الرغم من بشاعة القتلة، وكأن الدم صار له أكثر من معيار.. إن الصمت على الأرواح التى أزهقت فى ساحات الاحتجاج، وعدم تقديم الجناة إلى العدالة، ومكافأة عادل عبد المهدي بمنحه تقاعدًا مليونيًا، هو الذي شجع عصابات كاتم الصوت على أن تمارس سلطتها على العراقيين.

ولعل أول فعل أخلاقي نطلبه اليوم من حكومة السيد مصطفى الكاظمي أن تُخبر العراقيين جميعًا بأسماء الذين قتلوا واحدًا من أروع وأصدق أبناء هذا البلد، هشام الهاشمي، لنرد الاعتبار إلى العراقيين جميعًا وإلى عائلته الصغيرة، وإلى ذكرى صديق أصر على الكلام في أزمنة الصمت. لقد شكلت جريمة قتل الهاشمي، نقطة سوداء في جبين العراق الذي توهم أبناؤه أن المستقبل سيفتح لهم أبواب الحرية والديمقراطية، فإذا بساسة اليوم يفتحون أبواب القتل المجاني . على مدى 17 عامًا كلما طالب صوت بالإصلاح السياسي سارعوا باستدعاء كواتم الصوت.المطلوب اليوم أن نقف جميعًا أمام أصحاب الملفات المخبأة كي لا تغيّب الجرائم في الأدراج المظلمة، وكي لا يتحول أمن المواطنين إلى مجرد خطب وضجيج تتوارى خلفها ملفات تتعلق بأمن الناس ، لا يمكن لأحد أن يظل صامتًا مشاركًا في سيرك الشعوذة السياسية الذي يريد له البعض أن يبقى منصوبًا إلى الأبد، فالأجدى والأهم للعراقيين اليوم أن نسعى جميعًا لكشف كل المجرمين ومن يدعمهم وألا يظل القاتل منتشيًا بجريمته متفاخرًا بها، وأن يكون صوتنا عاليًا وجريئًا يخرس جميع القتلة وسراق أفراح وأحلام العراقيين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. Khalid Muften

    وللحرية الحمراء باب ...بكل يدا مضرجة يدق . رحم الله هشام الهاشمي .

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram