TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > نافذة من موسكو..مرصد روسي يشخص مواصفات المشهد العراقي والإقليمي

نافذة من موسكو..مرصد روسي يشخص مواصفات المشهد العراقي والإقليمي

نشر في: 12 يوليو, 2020: 07:27 م

 د. فالح الحمـراني

على وفق مرصد معهد الشرق الأوسط في موسكو، للتطورات الشهرية في العراق فإن الوضع العسكري السياسي بالبلاد في حزيران 2020 ، ظل معقداً مع وجود مؤشرات واضحة على عدم الاستقرار.

واستمر البلد في حالة أزمة طويلة الأمد وعميقة، وتبقى التناقضات الحادة في العديد من القضايا الأساسية للسياسة الداخلية والخارجية بين القوى السياسية الرائدة في العراق، ومع ذلك فقد تمكن مجلس النواب في حزيران من إكمال عملية تشكيل حكومة الجديدة برئاسة السيد مصطفى الكاظمي،

فيما تستمر الاحتجاجات المناهضة للحكومة في البلاد. ويؤثر الانخفاض الحاد في أسعار النفط العالمية سلباً على الوضع الاقتصادي الصعب أصلا في العراق، والوضع معقد بسبب وباء فايروس كورونا، ولا تزال الحالة الأمنية صعبة، في أنحاء مختلفة من العراق ، وتعمل عصابات "داعش " بنشاط ، وأصبح القتال ضدها طويل الأمد، ولا تزال هناك صعوبات ماثلة بين الحكومة العراقية الاتحادية وقيادة منطقة الحكم الذاتي الكردية. ويبقى التحدي الرئيس للسياسة الخارجية للعراق هو المواجهة المتصاعدة بشكل دوري بين الولايات المتحدة وإيران.

ومن بين عناصر برنامج رئيس الوزراء الجديد ميّز المرصد إشارة السيد مصطفى الكاظمي في بيان له يوم 17 حزيران إلى : إن المهمة الرئيسة للحكومة العراقية الجديدة هي محاربة الفساد ، "ولكن من أجل تحقيق ذلك ، يجب أن تسود سلطة الدولة".

ولاحظ إن رئيس الوزراء العراقي الجديد لا يعتبر نفسه رئيساً لمجلس وزراء تقني على الإطلاق. ووفقا لتقديره : لديه طموحات سياسية كبيرة بهدف المستقبل. وحسب المرصد: اختار السيد مصطفى الكاظمي بوضوح مسار النأي عن إيران واستعادة النظام في قوات الأمن العراقية، و وفقا لتقيمه : تبين أن هذه مهمة صعبة إلى حد ما. موضحاً بأنها كانت مشكلة صعبة للغاية حتى بالنسبة لحكومة حيدر العبادي ، التي حظيت بدعم رجال الدين الشيعة وعدد كبير من البرلمانيين، منوهاً بعدم وجود خلف حكومة مصطفى الكاظمي دعم من كتلة أو فريق برلماني، بالإضافة ، وبخصوص ما وصفه بتعرض بعض القوى الموالية لإيران للضغوط، لفت إلى أن طهران لا تتمتع بنفوذ سياسي فحسب ، بل وأيضاً تأثير اقتصادي في العراق. في عامي 2018 و 2019 ، استورد العراق بضائع إيرانية بقيمة 9 مليارات دولار سنوياً. وأصبحت العراق الدولة الثانية من حيث الواردات غير النفطية من إيران. ويمثل العراق 20٪ من الصادرات الإيرانية. كما أن هناك اعتماداً عراقياً كبيراً على إيران في قطاع الكهرباء. 40٪ من واردات الغاز والكهرباء من إيران توفر احتياجات الطاقة العراقية. ويقدر حجم واردات الغاز من إيران بـ 3.5 مليار دولار سنوياً. في مثل هذه الظروف ، سيكون من الصعب للغاية تأجيج الخلافات مع الجمهورية الإسلامية.

ونقل المرصد عن مراقبين سياسيين إشارتهم إلى إن العراق يواصل الموازنة على حافة الانهيار المالي، "كما أن هناك مواجهة سياسية وفصائلية داخلية شديدة على خلفية تنشيط خلايا تنظيم الدولة الإسلامية والمنافسة المستمرة بين الولايات المتحدة وإيران على أي منها يتمتع بنفوذ كبير في البلاد".

وعلى صعيد النشاط الإرهابي كما سجل المرصد: مازال يزال الوضع الأمني في عدة أجزاء من العراق غير مستقر ، مع مؤشرات التوتر، وينشط الإرهابيون من مختلف الجماعات المتطرفة ، وخاصة ما يسمى بالدولة الإسلامية ، في البلاد ويكثفون من أنشطتهم.

وخلص بهذا الشأن إلى إن مقاتلي "داعش" لا يحدون من نشاطهم في محافظة كركوك المجاورة لنينوى، حيث أعلنت القوات المسلحة العراقية في 2 حزيران عن بدء المرحلة الثانية من العملية العسكرية الواسعة النطاق "أبطال العراق" لتنظيف مناطق على مسافة 750 كيلومتراً مربعاً تقريباً من المسلحين كم في الجنوب الغربي من محافظة كركوك ، وكذلك في محافظة صلاح الدين المجاورة. وهدفها تدمير مقاتلي داعش وتدمير البنية التحتية للإرهاب. وتتضمن العملية أيضًا مشاركة القوة الجويى للتحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة وسلاح الجو العراقي. منوها أن الجهود الرئيسية للمشاركين في العملية تركزت في منطقة صحراوية يتعذر الوصول إليها على حدود مقاطعتين ، حيث توجد الملاجئ الرئيسية للإرهابيين. وقد تم تنسيق أعمال القوات المشاركة في العملية من قبل رئيس وزراء البلاد ، القائد الأعلى للقوات المسلحة العراقية السيد مصطفى الكاظمي. إضافة إلى ذلك ، قامت ميليشيا الحشد الشعبي الشيعية الشهر الماضي بتفعيل الرقابة على المناطق الجنوبية الغربية من المنطقة ، بتفتيش المنازل والكهوف المهجورة التي قد تكون فيها ملاجئ لإرهابيين من تنظيم الدولة الإسلامية.

وعن المشهد الداخلي بالبلاد في الشهر الماضي، فقد ظل الوضع السياسي الداخلي في العراق صعبا. مؤكدا بقاء التناقضات الحادة بصدد العديد من القضايا الأساسية للسياسة الداخلية والخارجية بين القوى السياسية الرائدة في العراق.

والخطوة الأكثر إيجابية في سياق التطورات الداخلية هي أن البرلمانيين العراقيون تمكنوا من استكمال عملية تشكيل الحكومة الجديدة. فقد وافق مجلس النواب في ، في 6 حزيران، على ترشيحات سبعة وزراء. وتم تعيين وزيري النفط والشؤون الخارجية - ظلت هذه المناصب شاغرة حتى آخر لحظة ، بحسب تقرير المرصد : لأن الكتل السياسية لم تتمكن من الاتفاق على الفور على المتقدمين ، وكذلك تمت الموافقة على المرشحين - بدلاً من رفضهم في البداية من قبل النواب - في وظائف رؤساء خمس وزارات أخرى: التجارة ؛ الزراعة؛ حول قضايا الهجرة واللاجئين ؛ العدل؛ الثقافة والسياحة والآثار.

وفي "المشهد الستراتيجي" في الشرق الأوسط أشير إلى انه ومنذ 2000. يشهد تغييرات كبيرة، بما في ذلك في المسائل المتعلقة بالدول المؤثرة والنافذة. وبحسب التقرير لم يعد من الممكن اعتبار دول مثل العراق وسوريا ومصر مؤثرة وقيادية في العالم العربي. فالعراق وسوريا فقدتا مواقعهما الرائدة في المنطقة بسبب النزاعات الداخلية، في حين أصبح الوضع الاقتصادي العامل السلبي الرئيسي لمصر. وأدى هذا الاصطفاف، كما يشير التقرير إلى زيادة أهمية اللاعبين غير العرب في شخص إسرائيل وتركيا وإيران. ودفع الواقع المترتب دول الخليج العربية للبحث عن شركاء على وجه التحديد بين الدول الثلاث المذكورة.

ويستبعد التقرير حدوث تحول جذري في المستقبل المنظور في المواجهة إلى التعاون بين الدول العربية في الخليج العربي وإيران، وذلك بسبب تعمق عدم الثقة المرتبط بالحروب بالوكالة، وبرامج إيران النووية والصاروخية والتهديدات السيبرانية. وفيما يتعلق بتركيا، يشير التقرير إلى وجود نقاط اهتمام مشتركة بين أنقرة ودول مثل المملكة العربية السعودية أو قطر بشأن القضايا المتعلقة بالصراع في سوريا أو الوجود في القارة الأفريقية. ولكن إلى جانب ذلك، هناك خلافات سياسية وأيديولوجية خطيرة، والتي تشمل أولاً وقبل كل شيء، دعم الإخوان المسلمين. وهذا بدوره يؤدي إلى ما يسميه التقرير "فراغ القوة" الذي يمكن لإسرائيل أن تملأه . وفي الوقت نفسه، فإن تل أبيب بدورها تحجم عن التحالف مع أنقرة التي تختلف وجهات النظر معها حول المشكلة الفلسطينية، بما في ذلك النفوذ المتنامي لتركيا في القدس الشرقية.

وإذا حكمنا من خلال الوثيقة ،فقد تشكلت عدم ثقة بسياسة الولايات المتحدة ، كان سببها مواقف واشنطن في عهد الرئيس باراك اوباما ولاسيما من بين قضايا أخرى قراره في التفاوض مع إيران. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: ماذا يريد سعد المدرس؟

العمودالثامن: الخوف على الكرسي

العمودالثامن: قضاء .. وقدر

العمودالثامن: لماذا يطاردون رحيم أبو رغيف

لماذا دعمت واشنطن انقلابات فاشية ضد مصدق وعبد الكريم قاسم؟

العمودالثامن: أين لائحة المحتوى الهابط؟

 علي حسين لم يتردد الشيخ أو يتلعثم وهو يقول بصوت عال وواضح " تعرفون أن معظم اللواتي شاركن في تظاهرات تشرين فاسدات " ثم نظر إلى الكاميرا وتوهم أن هناك جمهوراً يجلس أمامه...
علي حسين

كلاكيت: رحل ايرل جونز وبقي صوته!

 علاء المفرجي الجميع يتذكره باستحضار صوته الجهير المميز، الذي أضفى من خلاله القوة على جميع أدواره، وأستخدمه بشكل مبدع لـ "دارث فيدر" في فيلم "حرب النجوم"، و "موفاسا" في فيلم "الأسد الملك"، مثلما...
علاء المفرجي

الواردات غير النفطية… درعنا الستراتيجي

ثامر الهيمص نضع ايدينا على قلوبنا يوميا خوف يصل لحد الهلع، نتيجة مراقبتنا الدؤوبة لبورصة النفط، التي لا يحددها عرض وطلب اعتيادي، ولذلك ومن خلال اوبك بلص نستلم اشعارات السعر للبرميل والكمية المعدة للتصدير....
ثامر الهيمص

بالنُّفوذ.. تغدو قُلامَةُ الظِّفْر عنقاءَ!

رشيد الخيون يعيش أبناء الرّافدين، اللذان بدأ العد التّنازلي لجفافهما، عصرٍاً حالكاً، الجفاف ليس مِن الماء، إنما مِن كلِّ ما تعلق بنعمة الماء، ولهذه النعمة قيل في أهل العِراق: "هم أهل العقول الصّحيحة والشّهوات...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram