ترجمة/ المدىفي زيارته الأخيرة سوريا، أمضى الرئيس الروسي ديمتري فيد فيديف جزءاً من يومه الثاني بدمشق في اجتماعات مغلقة الأبواب مع الرئيس السوري بشار الأسد، معبراً عن اهتمامه لإعادة حلفاء موسكو القدامى إلى مدارهم السابق.وميد فيديف يعتبر أول رئيس روسي يزور سوريا،
وأعلن لدى وصوله إليها إن التزام روسيا لها أمر مؤكد على الرغم من التغييرات التي شهدها العالم. وبدوره أعلن الرئيس السوري أن بلاده لن تنسى قط وقوف روسيا الى جوارها في خلال حرب مرتفعات الجولان مع إسرائيل، مؤكداً ايضاً الحاجة إلى دعم متواصل لها لإعادة الأراضي التي احتلت في أثناء حرب الأيام الستة عام 1967 .إن كلا البلدين، في حاجة إلى تقوية العلاقات بينهما. وبإمكان سوريا تقوية موقعها بالاقتراب من حليفها القديم، الذي بإمكان حق الفيتو الذي يمتلكه في مجلس الأمن أن يلعب دوراً مهماً في الصراع مع إسرائيل. أما روسيا، فهي من جانبها تحاول تقوية موقعها في الشرق الأوسط، وتهدئة اهتمام سوريا الضعيف بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة الأمريكية. وكان الرئيس أسد قد رحب بعدد من المسؤولين الأمريكيين في دمشق، على الرغم من إن خطابه لهم ما يزال منتقداً.إن العلاقات السورية- الأمريكية قد تدهورت منذ بضعة أشهر، سوريا بدأت تفقد الأمل في الوصول إلى اتفاق سلام مع إسرائيل، كما يقول البروفسور في جامعة اوكلاهوما، جوشوا لانديز، « ان هدف سوريا هو محاولة عزل الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط وتعليق إسرائيل حول رقبة أمريكا.»وكان الرئيس أوباما قد عيّن الدبلوماسي السابق روبرت فورد سفيراً في سوريا، وهو منصب بقي شاغراً منذ عام 2005 ، بعد اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، والتي وجهت بعض الجهات اللوم لسوريا. ولكن بعد تسلل دفء قليل إلى العلاقات السورية- الأمريكية، جاء الجليد إليها، بعد أن رفض الجمهوريون تأييد تعيين فورد، وتجديد اوباما العقوبات الاقتصادية في الثامن من أيار، وتلا ذلك لوم سوريا بعد ادعاءات أيهود باراك، في الشهر الماضي، بقيام سوريا بنقل صواريخ طويلة المدى إلى حزب الله في لبنان. وكانت الولايات المتحدة الأمريكية، في تقربها من سوريا قبل أشهر، تحاول إبعادها عن دعم حزب الله، الذي تعتبره أمريكا، تنظيماً إرهابياً، وأيضاً إنهاء تحالفها مع إيران. ولكن سوريا رفضت تلك النداءات الأمريكية. وكان رد فعل سوريا على طلب السيدة كلينتون الابتعاد عن إيران، توجيه دعوة لأحمدي نجاد لزيارة دمشق، وان البلدين سيرفعان تأشيرة الدخول بينهما والسماح بانتقال المواطنين بحرية ودون تقييدات.أما بالنسبة لميد فيديف، فقد دعا في خلال زيارته حركة حماس إلى إطلاق سراح الجندي الاسرائلي جيلاد شاليط، وطالب أيضاً بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة الذرية.وقد بحث الرئيسان السوري والروسي تمتين العلاقات الاقتصادية بين بلديهما، وتوسيع تواجد الغاز الروسي في سوريا وأيضاً المزيد من عمليات البحث عن البترول والتعاون النووي بينهما- بناء منشآت صناعية لاستخدام الطاقة النووية سلمياً.ولوحظ ان زيارة فيد فيديف، وجدت صدى كبيراً في وسائل الإعلام، خاصة إن روسيا، كانت الصديق القديم لسوريا.rnعن/ الكريستيان ساينس مونيتر
ميدفيديف والعلاقات السورية – الروسية
نشر في: 12 مايو, 2010: 06:05 م