اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > السينما و الأدب.. "العار".. وأعباء الأصل الأدبي

السينما و الأدب.. "العار".. وأعباء الأصل الأدبي

نشر في: 12 مايو, 2010: 06:29 م

عادل العاملتم تحويل رواية الكاتب ج. م. كويتزي (العار Disgrace) إلى فيلم يمكن القول إنه وفيٌّ لها بدرجةٍ طيبة. فإلى جانب الإعجاب الذي اجتذب  صانعي الفيلم كما هو واضح إلى الكتاب، كان عليهم التعامل مع معطياتٍ من الوزن الثقيل. فكويتزي حائز على جائزة نوبل؛ و قد فازت (العار)
بجائزة بُوكرالرفيعة؛ و اعتبر  استطلاعٌ لصحيفة انكليزية الرواية بأنها أفضل رواية في الخمس و العشرين سنة الماضية.وبالرغم من أنها مشكوكٌ فيها من الناحية الجمالية مع هذا كله، فإنها رواية مفضلة لدى كثيرٍ من القرّاء الجيدين على مدى سنين عديدة. وقد تطلَّب الأمر شجاعة كبيرة إضافةً للموهبة لتحمّل ذلك العبء من الامتياز. ولا بد أن مكيِّفة الرواية للسينما، آنا ـ ماريا مونتيسيلي، و المخرج ستيف جاكوبس، زوجها ــ و كلاهما استراليان ــ قد عرفا مبكراً بأن هناك ما تزال مشكلة أخرى. ذلك أنهما كلما كانا أكثر وفاءً للكتاب، كانت المجازفة التي يمكن أن يواجهانها أعظم.فبطل كويتزي رجل صعب يزدري، في البدء، استحسان الآخرين، و هو يفعل ما يريد فعله، و يستخف إلى أبعد حد برأي العالم. و هذا ليس بنموذجٍ بالنسبة للبطل السينمائي، بغض النظر عن مقدار جدية الفيلم. مع هذا فإنه يحافظ عليه طالما يفعل كويتزي ذلك. و قد نال صنّاع الفيلم عوناً استثنائياً من جون مالكوفيتش في تمثيله للدور. و قد سبق له أن مثّل أدوار شخصياتٍ بلمسةٍ من التفوق الضمني في الأقل، و تبدو خاصيات هذا الدور مصممة تقريباً لتلائم ما نعرفه الآن عنه. إنه نوع من نقطة الالتقاء الذي يجعلنا نرى أن العالم كان مصمماً بحيث ينبغي لهذا الممثل و هذا الدور أن يلتقيا يوماً ما ــ كما كانت الحال مع همفري بوغارت في فيلم ( كنز السييرا ميدر ) أو مع بول نيومان في ( القرار Verdict). بالاضافة إلى ذلك، هناك قرابة أسلوبية، يمكنني القول، بين كويتزي و مالكوفيتش. ففي نثر المؤلف، تكون الصفات قليلة أو متناثرة : فجزء من قوته يكمن في قدرته على أن يكون قوياً و رقيقاً معاً من دون أية زخرفات. و أداء مالكوفيتش، إذا جاز القول، ينطوي على صفاتٍ قليلة هو الآخر. فديفيد لوري، بطل الرواية، بروفيسور للأدب في منتصف العمر في جامعة كيب تاون. و كان، و هو مطلّق مرتين، يتعامل مع عاهرة خاصة كل أسبوع، و بعد أن تُصبح غير متيسرة يبدأ علاقة بإحدى تلميذاته، ميلاني آيزيكس. وهي أكثر انغماراً من كونها ملتهبة العاطفة، و تخبر الآخرين بوضوح عن ذلك. فيقوم صديقها بتوبيخ ديفيد، ويتذمر أبوها. و تقاوم الجامعة الفضيحة المحتملة. فبعد تحقيق يكون فيه ديفيد صريحاً و غير مستعد للاعتذار، يجعلونه يستقيل.وهو أيضاً كاتب و ملحن، و يقرر أن يزور ابنته لوسي في الريف، ليبقى معها لفترة من الوقت و يعمل هناك بمشروعٍ عزيز على قلبه ــ أوبرا حول الشاعر بايرون. ومكان لوسي في الجبال، حيث تمتلك داراً لتربية الكلاب و بستاناً تسويقياً للخضار و الأزهار. ولها جار، أربعيني أسود يدعى بيتروس، يساعدها كبستاني و مشرف على الكلاب. و هي تعرف شخصية أبيها جيداً جداً، فترحب بمكوثه معها، يكتب ويلحن ، بينما يفكر بوضعه و مستقبله. وتتغير حياتهما فجأةً و بشكلٍ فظيع ذات يوم بفعل عدوان وحشي. إذ يقتل ثلاثة شبّان سود الكلاب، و يغتصبون لوسي، ويحاولون التضحية بديفيد. و تتخذ الشرطة إجراءاتها لإلقاء القبض على المهاجمين، مع القليل من النتائج الفورية. و هنا تأتي الانتقالة الأكثر تعقيداً و تأثيراً في القصة. فخلافاً لتوقعات ديفيد، لا تريد لوسي أن تنتقل بعيداً عن هذه المنطقة الخطرة نسبياً. و تقول إنها ستشعر بأنها مهزومة  و ستحمل على الدوام الهزيمة معها. و من دون كلامٍ أيضاً، لكنه أمرٌ محسوس، هناك لديها إحساسٌ ما بارتباطها بالمسؤولية مع جنوب أفريقيا ما بعد التمييز العنصري، تصعّده صداقتها مع الأسود بيتروس ــ زائداً اكتشاف ضمني على نحوٍ غريب، و هو أن أحد المهاجمين قد يكون قريباً له. و يتجادل ديفيد معها : و هي مصممة على البقاء. ثم تكتشف لوسي أنها حامل بسبب الاغتصابات. و لدهشة ديفيد، تريد هي الاحتفاظ بالطفل، قائلةً " هل ينبغي أن أقف ضد الطفل بسبب مَن هو أبوه؟ " ( هناك عنصر مفقود هنا من الفيلم سيفيد الموضوع. فلوسي، في الرواية، سحاقية، و شريكتها بعيدة في مكانٍ ما لبعض الوقت. و هذا العامل يمنح قرار لوسي الاحتفاظ بالطفل بعداً آخر ). فينتقل ديفيد من بيت لوسي و يجد له مأوى، أو شيئاً ما أكثر من ذلك، مع زوج من الأشخاص ليس بعيداً جداً، بينما هو يحاول أن يستوعب كل ما حدث للوسي و له و حولهما. ثم يتقبل في النهاية رأيها، انطلاقاً ربما من شعور لوسي بالكبرياء أو من تجربته هو. و يمكن القول إن الممثلة الاسترالية جيسيكا هينز، التي تقوم بظهورها الأول بدور لوسي، فاتنة هنا، و كذلك الحال مع أيريك إبووَني بدور بيتروس الذي كان فاتناً و عميقاً. و قد أبدعت مونتيسيلي في تكييفها السيناريو بحسٍ من الالتزام بعمل كويتزي يحافظ على الفيلم كاملاً. أما جاكوبس، و هذا عمله الأول، فيتعامل معه بثقة. و هو يدع الموسيقى أحياناً تمتد طويلاً، لكن من ناحية أخرى كل شيء تحت السيطرة و يتَّسم بالطلاقة.إن فيلم (العار) دراما انمساخ ــ قيام رجلٍ بطرح ص

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram