TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: بيانات الدعوة التي لا تحتمل

العمود الثامن: بيانات الدعوة التي لا تحتمل

نشر في: 20 يوليو, 2020: 09:56 م

 علي حسين

أخبرنا حزب الدعوة "متفضلًا" وفي بيان " ثوري" جديد بأنّ "التمييز في مؤسسات الدولة على أساس المحاصصة والانتماءات السياسية يستحق التوقف والمراجعة منعًا لاستفحالها، لأنها دون شك مشروع يهدد مؤسسات الدولة"، لا يوجد عراقي واحد، لا يتمنى أن يكون ما أعلنه حزب الدعوة نوعاً من أنواع الحقيقة، كما لم يكن هناك عراقي واحد، لم يحلم بأن يكون اعتذار حزب الدعوة عن السيطرة على الهيئات المستقلة واقعًا وحقيقة.

من المناسب هنا أن نلفت الأنظار، إلى أن اختراعات حزب الدعوة "الديمقراطية"، لا تظهر إلا مع قرب خسارتهم بعض الكراسي التي هيمنوا عليها لأكثر من عشر سنوات، حيث يملأون الأجواء خطابات ووعودًا مليئة باحدث تقليعات الديمقراطية.

وبسبب ميولي الإمبريالية، وعشقي للماسونية كما كتب أحد الدعاة مشكورًا ، وهو يسخرمن العبد الفقير لله ويتهمه بغياب البصر والبصيرة، سأعيد على حضراتكم ما قاله "الاستعماري" ونستون تشرشل، من أنّ هناك سياسيًّا يحجز له مكانًا في ذاكرة التاريخ، وهناك من يسعى بقدميه إلى النسيان.

حزب الدعوة الذي تسلم السلطة في العراق منذ عام 2005 وسلمها "بطلعان الروح" عام 2018 استولى خلالها على معظم مؤسسات الدولة وابتلع الهيئات المستقلة، اكتشف اليوم أن هناك نفرًا "ضالًا" في حكومة الكاظمي يريد أن يأخذ هذا الحق التاريخي من الحزب، وأن حكومة الكاظمي تريد وبدعم من "الإمبريالية" تخريب الإنجازات الكبيرة التي حققها الحزب في مجال التربية والتعليم والتي ازدهرت على يد البروفيسور خضير الخزاعي والعلامة علي الأديب، فالحزب، وفي بيان وصف بالغاضب، طالب رئيس الوزراء بـ"أن يتخذ موقفًا للحد من هذه التصرفات المريبة في بعض المؤسسات والوزارات تفاديًا لانقسام سياسي واجتماعي ينذر بالخطر".

نقرأ بيان حزب الدعوة عن ضرورة رفض المحاصصة بكل ألوانها وأشكالها فنصدقه، ونرجع بالتاريخ إلى ما قبل سنوات عندما تمت ملاحقة خبير مالي بأهمية سنان الشبيبي ، لأن الحزب أراد أن يضع البنك المركزي تحت وصايته. 

يريد منا الحزب أن ننسى أنه أصرّ من قبل على أن يضع الدستور في أحد أدراج مكتبه ويغلق عليه بالمفتاح لأن الأمر يتعلق بالهيئات المستقلة، والتي أصر السيد نوري المالكي في ذلك الوقت على أنها جزء من مكتبه الوظيفي، ضاربًا عرض الحائط بالدستور الذي وضع فيه المشرعون فصلًا خاصًا عن هذه الهيئات، وهي كل من: المفوضية العليا لحقوق الإنسان، المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، هيئة النزاهة، البنك المركزي، ديوان الرقابة المالية، هيئة الإعلام والاتصالات، ودواوين الأوقاف.

كنا نتمنى أن يصدر حزب الدعوة هذا البيان عندما كان يستولي على كرسي رئاسة الوزراء، وأن يكون عادلًا في توزيع مناصب الدولة بنصف الحماس الذي يدعو به اليوم إلى رفض المحاصصة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

 علي حسين كان العراقي عصمت كتاني وهو يقف وسط قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشعرك بأنك ترى شيئا من تاريخ وخصائص العراق.. كان رجل الآفاق في الدبلوماسية وفي السياسة، حارساً لمصالح البلاد، وحين...
علي حسين

قناطر: بغداد؛ اشراقةُ كلِّ دجلةٍ وشمس

طالب عبد العزيز ما الذي نريده في بغداد؟ وما الذي نكرهه فيها؟ نحن القادمين اليها من الجنوب، لا نشبه أهلها إنما نشبه العرب المغرمين بها، لأنَّ بغداد لا تُكره، إذْ كلُّ ما فيها جميل...
طالب عبد العزيز

صوت العراق الخافت… أزمة دبلوماسية أم أزمة دولة؟

حسن الجنابي حصل انحسار وضعف في مؤسسات الدولة العراقية منذ التسعينات. وانكمشت مكانة العراق الدولية وتراجعت قدراته الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وانتهى الأمر بالاحتلال العسكري. اندفعت دول الإقليم لملء الفراغ في كواليس السياسة الدولية في...
حسن الجنابي

إدارة الاقتصاد العراقي: الحاجة الملحة لحكومة اقتصادية متخصصة

د. سهام يوسف بعد مصادقة المحكمة الأتحادية على نتائج الانتخابات الأخيرة، يقف العراق على أعتاب تشكيل حكومة جديدة. هذه الحكومة ستكون اختبارًا حقيقيًا لإصلاح الاقتصاد العراقي المتعثر، حيث تتوقف عليه قدرة البلاد على مواجهة...
سهام يوسف علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram