TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: لا نريد لنظرية كل شيء تحت السيطرة أن تحكمنا

العمود الثامن: لا نريد لنظرية كل شيء تحت السيطرة أن تحكمنا

نشر في: 23 يوليو, 2020: 09:11 م

 علي حسين

لا تصلح شماعة الخروقات الأمنية هذه المرة لتبرير ما حدث من كوارث اختطاف وقتل، فمن الواضح تمامًا أن هناك من يدفع بنا بقوة ودهاء إلى أتون جحيم لن يسلم منه أحد، وعليه يجب أن ننتبه جميعًا إلى أننا الآن نواجه قوى تعتمد تكتيكًا يشعل حوادث هنا وهناك في إطار ستراتيجية منظمة لا تريد لهذه البلاد أن تستقر. 

خطف المواطنة الألمانية، وقتل هشام الهاشمي وقبله اختطاف عدد من الإعلاميين رسالة تقول بوضوح إن كل الأمور يمكن أن يفلت زمامها في أي لحظة، فالواضح أن من يهمه إشعال الفتيل يوجه ضرباته بمنتهى الدقة من حيث اختيار التوقيت والمكان، وكأنه يريد أن يقطع الطريق على أي محاولة للبحث عن حلول حقيقية لجذور المشكلة، بإغراق البلاد في دوامات ودوائر عنف لن تنتهي.

بالأمس تسلل الخوف إلى نفوس العراقيين، وهم يرون أن العنف يطل برأسه من جديد. وازداد خوفهم وهم يتابعون صراع الساسة وخصوماتهم. ويوميًا يتسلل الخوف إلى نفوس الناس، يخافون على الوطن، بيتهم، وحياتهم، وذكرياتهم، فالخوف يبدأ تدريجيًا ويتصاعد حتى يتسع باتساع مدن الوطن وساكنيها، إحساس الناس بأن القاتل والخاطف يسكن بالقرب منهم، ويهدد أمنهم ومستقبلهم.. داعش تحلم بالعودة، وجهابذة الطائفية يبحثون عن نقاط ضعف يدخلون منها، وما أكثر نقاط الضعف في وطننا. فالوطن في خطر، وليغضب كل الساسة الذين يزوقون خطبهم بعبارات الاطمئنان، فأغلب الناس غاضبة، برغم أن الغضب قليل أمام ما يحدث، الناس تريد مسؤولين يلتفتون إلى ما يحدث داخل البلاد، ليتأكدوا من أن المشاكل اتسعت ولا يمكن رتقها.

نقاط الضعف في حياتنا كثيرة، ومنتشرة، ولن يجد الإرهابيون ومعهم الجماعات المسلحة فرصة أفضل من هذا الوضع كي يحاولوا اختراقنا، لذا لابد من صرخة حتى يفيق الجميع، الناس تعيش حالة من الاحتقان الدائم، من الكراهية للعملية السياسية، من الإحساس بالظلم.. فقراء بلادي مظلومون، الشباب يضيعون في بحور البطالة، والنصابون يزدادون ويتاجرون بأحلام وأموال الناس، والخصومة تزداد بين أشباه السياسيين أنفسهم، وبينهم وبين عامة الشعب، وبين المسؤول والمسؤول، أصابع خائنة تشعل نار الفتنة الطائفية، والتحريض على العنف وصل إلى أقصاه، والناس حائرة بين أن تصدق وعود الساسة أو تكذبها، الإنسان لم تعد له قيمة، كل شيء قابل للاشتعال، والحكومة تصرف من ميزانية الدولة على مشاريع لم يشعر المواطن بأهميتها، والاستثمار مشبوه، ولا أحد يعرف أين تذهب المليارات، ولماذا يعيش الملايين من الناس تحت خط الفقر؟.الصمت أصبح شعار المرحلة، الوطن "يكره بعضه بعضًا"، لذا لا بد من أن نخاف جميعًا، فالخوف يسكن بالقرب منا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram