TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: جيوش إلكترونية.. لكن ظريفة!!

العمود الثامن: جيوش إلكترونية.. لكن ظريفة!!

نشر في: 25 يوليو, 2020: 09:08 م

 علي حسين

الحمد لله استطاع شارلوك هولمز العراقي أن يجهض المؤامرة التي قادتها الإمبريالية والماسونية للتجسس على هذا الشعب، وتشويه صورة "قادتنا الأفاضل" الذين حوّلوا العراق إلى واحد من بلدان العالم العجيبة في مجال البناء والعمران والخدمات والسياحة والتنمية، مؤامرة تقودها سيدة ألمانية ضحكت على عقول الشعب بدراجتها الهوائية. 

منذ يومين ونحن نعيش حالة من الاستنفار في مواقع " تويتر وفيسبوك "أصابت البعض من الذين حذَّروننا من التمثيلية التي قامت بها الجاسوسة الألمانية، عندما صورت ومنتجت فيلمًا عن عملية اختطافها، وأخبرنا لفيف من ناشطي الجيوش الإلكترونية بأنّ هيلا ميفيس لم تكن مواطنة ألمانية، وإنما هي ضابط يعمل في جهاز الموساد الإسرائيلي هدفها تشويه صورة "المناضل" عباس البياتي لأنه يملك أكبر رصيد في قلوب العراقيين. ولكن بفضل يقضتنا الأمنية استطعنا أن نكشف المؤامرة التي أراد المرحوم الشاعر غوته "الماسوني" أن ينفذها في العراق.

ولعل أول ما لفتني في هذه الحكايات، التقرير الذي نشره أحدى المواقع الإلكترونية وبعنوان مثير: "القصة الحقيقية للجاسوسة الإسرائيلية هيلا ميفيس في العراق"، ومن العنوان يبدو أن صاحب التقرير يتعاطى أشياء ممنوعة. فقرر منافسة المرحوم آرثر كونان الذي اخترع لنا شخصية المحقق شارلوك هولمز. كونان كان بارعًا في الإثارة وفي الأسلوب الساحر الذي ينسيك أن الحكاية من أولها إلى آخرها مجرد خيال، والغريب أن السيد كونان حصل أثناء حياته على أعلى الأوسمة، ومعها ثروة وضعته في مصاف أغنياء بريطانيا، إلا أن أمه ظلت لم تصدق أن ابنها الذي فشل في الطب يمكن أن يحظى بمقابلة الملكة فكتوريا، ومات كونان وهو يحصد ثمار الشهرة والنجاح، ولم يكن يعرف أن في هذه البلاد من يريد أن ينافسه في قوة الخيال.. ولنواصل حكاية شارلوك هولمز العراقي، حيث يخبرنا أن هيلا ميفيس دخلت بغداد من دون جواز سفر ولا وثائق رسمية، وخلال السنوات الثماني التي عاشتها في بغداد، لم تكن السفارة الألمانية تعرف أن هناك مواطنة ألمانية اسمها "هيلا ميفيس" تقطع شوارع بغداد بدراجة هوائية، وتلقي دروسًا في معهد غوته الألماني، وطبعت عددًا من الكتب لقاصات وشاعرات عراقيات بتمويل من السفارة الألمانية.. بل إن السيد آرثر كونان العراقي يذهب به الخيال بعيدًا فيقول إن هيلا ميفيس كانت معجبة بفيلم إسماعيل ياسين "طاقية الإخفاء" ، فقررت أن تصنع لها طاقية خاصة بها ظلت تضعها على رأسها لمدة ثمان سنوات. 

منذ سنوات ونحن نعيش في أجواء سلسلة مثيرة من روايات المفتش كونان الغامضة، وكان العراقيون يظنون أن التغيير سيجعلهم يعيشون عصرًا جديدًا من الأمان والرخاء، ولم يكونوا يتوقعون أنهم سيقرأون ا حلقات شارلوك هولمز العراقي ، والذي لم يتوقف يومًا عن إتحافنا بكل ما هو بائس ومثير للضحك .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram