اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بعبارة أخرى: التهميش ليس صناعة عراقية!

بعبارة أخرى: التهميش ليس صناعة عراقية!

نشر في: 27 يوليو, 2020: 07:12 م

 علي رياح

بين ركام الأخبار المثيرة أو المحبطة التي تتساقط علينا على مدار الساعة ، استوقفني خبر رأيت فيه المضمون والعمق والفائدة ، وفيه أيضا العبرة التي تكمن في التفاصيل! 

فقد شرعت شبكة سكاي إيطاليا وهي واحدة من أكبر شركات الإنتاج في أوروبا وحتى على امتداد العالم ، في تنفيذ مسلسل تلفزيوني عن نجم الكرة الإيطالي فرانشيسكو توتي الذي تشير الوثائق والإحصاءات إلى أنه واحد من أكثر الملهمين على امتداد تاريخ الكرة الإيطالية ، كما أن حياته حافلة بأرقام قياسية لا يمكن لأي لاعب مهما بلغت موهبته أو شهرته أن يبلغها بسهولة! 

توتي الذي توهّجت موهبته في مراكز اللعب وسطاً وهجوماً سواء مع روما أو منتخب إيطاليا ، يعدّ نموذجاً نادراً حقاً في حبه وولائه ووفائه ، وهي المفردات التي نتداولها دوما حين نتحدث عن ارتباط اللاعبين بأنديتهم حدّ العشق .. ففي عام 1989 جاء إلى نادي روما وهو الثالثة عشرة من عمره فتمّ ضمه إلى فريق الشباب ، وهي أولى محطات التألق المبكر في عمره ، وفي عام 1993 دخل سجل الفريق الأول في النادي ولم يتم بعد السابعة عشرة من عمره! 

وهكذا توالت الأرقام القياسية في حياة (الملك) حتى اللحظة التي ودع فيها الكرة عام 2017 ، ومن هنا تبدأ الأحداث القاسية في حياته ، ومن هنا أيضا تبدأ قصة المسلسل بحلقاته الست التي ترصد مكابدات النجم الكبير والأشهر المُرّة التي عاشها في النادي بعد أن كان صانعا للفرح والإنجاز فيه! 

يبدو توتي متفرّدا في الأمد الزمني الذي لعب فيه الكرة ضمن الكالتشيو ، فقد ارتدى قميص نادي (الذئاب) روما على مدى أربع وعشرين سنة .. هذه حقيقة مدهشة وصادمة في الوقت نفسه حين نتحدث عن أجواء الاحتراف وتقلباته وعروضه وطلباته وأرقامه ومغرياته الخيالية! 

لقد رفض توتي من دون نقاش عروضا من ريال مدريد وبرشلونة وميلان والإنتر ومانشستر يونايتد والأرسنال ، وفضّل البقاء في دياره (روما) ، ولم يتسرّب الملل إلى نفسه أو قلبه وهو يمثل النادي أربعا وعشرين سنة كان فيها ثاني أفضل هداف في تاريخ الدوري الايطالي (250 هدفاً) ، ولديه (316 هدفاً) في كل المسابقات .. أي وفاء يمكن الحديث عنه بعد هذا الذي قدمه توتي لفريقه رافضاً التخلي عنه حتى عندما كان الفريق يتعثر بينما كان هو كلاعب في علياء شأنه! 

كل هذه الحقائق وغيرها ، لن تكون موضع البناء الدرامي للمسلسل الجديد ، وإنما ستكون التمهيد الموجز والسريع لما حدث بعد الاعتزال ، فالمسلسل سيروي تفاصيل سنتين من المعاناة عاشها فرانشيسكو توتي حين عمل في الإدارة ولم يجد التقدير الكافي الذي يتناسب مع منجزاته الفريدة للفريق وجمهوره وتاريخه ، في حين كان تتحكم في القرار داخل مجلس إدارة النادي شخصيات تملك النفوذ المالي ولم تنزل يوماً إلى ميدان الكرة لتدرك حجم ما قدمه توتي لقرابة ربع قرن من اللعب لروما .. روما وحده!

يقول الممثل الإيطالي المبدع بيترو كاستيليتو في حديث لصحيفة (إل رومانيستا) التي تنطق بلسان فريق الذئاب وعشاقهم : عشت جانباً من معاناة توتي لدى دخوله العمل الإداري .. لديّ الكثير من التفصيلات حول الأشهر الصعبة التي واجهها في العمل مع الإدارة ، ويسعدني أن يتولى المسلسل إيصالها عبر حلقات ست .. المسلسل اعتبره تكريما لتوتي ولكل نجم برع في ميدانه وكان مصدراً للبهجة ، قبل أن تنقلب المعايير ويجد كثيراً من العقبات في أروقة النادي ..

إنها حكاية مسلسل تروي وقائعه التهميش الذي يطال كثيراً من نجوم الكرة بعد الاعتزال .. المسلسل يروي عيّـنة من التهميش على الطريقة الإيطالية .. وفي دنيا الكرة كثير من القصص المماثلة التي تسجل الوجه الآخر للشهرة والنجاح والنجومية!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

النمسا تهزم بولندا بثلاثية في يورو 2024

حاولوا قتل شخص.. الداخلية تلقي القبض متهمين أثنين في بغداد

الاتصالات: العراق ينجح في استعادة عضويته لدى اتحاد البريد العالمي

هل يكتب ميسي سطوره الاخيرة في مسيرته الكروية؟

في العراق.. درجات الحرارة المحسوسة غدا تلامس الـ 65 درجة مئوية

ملحق منارات

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

العمودالثامن: "فاشوش" جمهوري!!

 علي حسين قبل عام بالتمام والكمال خرج علينا رئيس الجمهورية وراعي الدستور معلناً سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين الكاردينال لويس ساكو، بطريركاً على الكنيسة الكلدانية في العراق، وكان فخامته ينوي وضع السيد ريان...
علي حسين

كلاكيت: عن أفلام الطريق

 علاء المفرجي أفلام الطريق كنوع سينمائي، فيما يتعلق بشخصياتها وقصصها وشكلها وأفكارها؟ فأفلام الطريق قاموسيا هي تلك الأفلام التي تغادر فيها الشخصيات مكانها في رحلة على الطريق، وما تصادفه في هذا الطريق من...
علاء المفرجي

برعوشا – بيروسوس: التاريخ دول وأحداث متعاقبة تقودها العناية الإلهية

د. حسين الهنداوي (6)ظلت المعلومات حول الحضارات العراقية القديمة بائسة الى حد مذهل قبل التمكن من فك رموز الكتابة المسمارية على يد هنري رولنسون في منتصف القرن التاسع عشر، والتمكن بالتالي، ولأول مرة بعد...
د. حسين الهنداوي

يا أهل الثَّقافة والإعلام.. رفقاً بالألقاب

رشيد الخيون إن نسيت فلا أنسى اعتراض صاحب سيارة الأجرة، المنطلقة مِن عدن إلى صنعاء(1991)، والعادة تُسجل أسماء المسافرين، خشية السُّقوط مِن الجبال في الوديان، على أحد الرُّكاب وقد كتب «الدُّكتور» فلان. اعترض قائلاً:...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram