ترجمة / أحمد فاضل
" عزيزتي مارلين
أنا دائماً أحبكِ وأعجبُ بك ولديَّ كل أنواع المشاعر المختلطة عنك ، يرجى العلم بأنني قد أنساك أحياناً في زحمة الكتابة ، لكنكِ وقلبي تدقان سوية " .
تم إرسال هذه الرسالة إلى نجمة هوليوود مارلين ديتريش كتبت من قبل إرنست همنغواي ، وهي واحدة من عديد الرسائل التي أرسلها لها على مدى 30 عاماً من صداقته لها ، طرحت جميعاً للبيع بالمزاد العلني الذي أقيم في سوان بنيويورك 12 أغسطس / آب من عام 1952 .
وكان همنغواي قد التقى ديتريش على متن سفينة ركاب فرنسية عام 1934 ، حيث كان عائداً من رحلة أفريقية مع زوجته الثانية ، بينما كانت ديتريش عائدة إلى هوليوود على نفس السفينة بعد زيارة أقارب لها في ألمانيا في إحدى رحلاتها الأخيرة إلى الوطن ، تقول د . ساندرا سبانير ، محررة كتاب " رسائل إرنست همنغواي " الذي أصدرته قبل بيع تلك الرسائل :
"مارلين ديتريش روت القصة لاحقاً عن كيفية التقائهما بالفعل ، حين جاءت إلى غرفة الطعام في السفينة ، وطلبت الانضمام إلى مجموعة من ركابها ، وعندما وقفوا لتحيتها ، أدركت أن هناك 12 شخصاً على الطاولة وأنها ستحمل الرقم 13 ، فحاولت الاعتذار منهم بسبب تطيرها من هذا الرقم ، لكن فجأة ظهر إرنست همنغواي ليقول لهم إنه لم يقصد التطفل ، لكنه سيكون سعيداً لكونه الشخص الرابع عشر على الطاولة " .
استمرت ديتريش وهيمينغواي في مراسلات مكثفة وغزيرة معاً حتى انتحاره في عام 1961 ، وعلى الرغم من أنهما لم يناما معاً ، فقد وصف حبهم بأنه أفلاطوني ، تقول سبانير عن ذلك :
إنهما كانا يتحدثان عن عائلاتهم وعملهم ومشاعرهم حول حياتهم التي يعيشونها ، وقالت كذلك :
"لقد كان لديهم مخطط خيالي أنهما سيفتتحان ملهى ليلي معاً يوماً ما ، ستكون ديتريش المغنية فيه ، وسيكون هو المدير الفعلي له " ، وقد تخيل همنغواي عمل الملهى الليلي ذاك في إحدى رسائله إليها بتاريخ 28 أغسطس / آب 1955 ، حيث كتب يقول :
" من المحتمل أن تكون هناك أشياء مبتكرة عديدة على خشبة المسرح " ، أما رسائله فقد كانت تميل إلى أن تكون أكثر " ثرثرة " ، كما تقول سبانير ، وأن هناك أيضاً شعوراً قوياً فيها لا تجده عادةً في بقية أعماله ، وفيها الكثير من الحنان والمرح ، وكان يوقع رسائله ببابا همنغواي ، كما كان يمنحها ألقاباً كابنتي الصغيرة أو ابنتي ، كما كان يفعل مع معظم النساء الأصغر سناً منه بتلك الطريقة ، وتعتقد سبانير أن همنغواي وديتريش استعانا بخبراتهما في الحرب العالمية الثانية حين كان هو مراسلاً للحرب ، أما هي فقد تكفلت بالترفيه عن الجنود بالغناء والاستعراضات الخفيفة ، فكلاهما كان لديهما الشعور بأنهما مرا بشيء معاً ، وأنهما كانا يمتلكان القوة والشجاعة في أداء تلك الأعمال دون خوف ، فعلى سبيل المثال في رسالة مؤرخة في 27 يونيو / حزيران 1950 ، يخبر همنغواي ديتريش قائلاً :
" يجب علينا الحفاظ على اتصال جيد بيننا ، أنا عجوز غير قابل للتدمير وأنت شابة ، لكننا نعرف أننا نختلف عن الآخرين ، حتى في الأوقات العصيبة " .
خلال الأربعينيات من القرن الماضي ، تقول سبانير :
" إن ديتريش وهمنغواي كانا يتسكعان في فندق ريتز في باريس ، فالتقيا بمجموعة من جنود الحلفاء ، فكتب قصيدة القتها عليهم بصوتها الساحر ديتريش ، كتبها عن ذكرياته مع إحدى وحدات المشاة ، حيث توفي منهم 67 رجلاً خلال 24 ساعة فقط ، كان حزيناً وبحسب ما ورد فقد أبكت القصيدة الجميع حتى ديتريش .
تذهب ابنة ديتريش ، ماريا ريفا ، خطوة أبعد حينما تكتب في سيرتها الذاتية عنها قائلة :
" بالنسبة لأمي ، فقد وصفت همنغواي بقولها :
كان مراسلاً للحرب ، ودائماً ما يرتدي معطفاً واقياً من المطر ، كان صياداً ماهراً ، يقف بقوة في طريق وحيد القرن حاملاً بندقيته ، فيلسوف " ، لقد أعجبت هي به ، وكانت مقتنعة بأنها أفضل صديقة له على الإطلاق ، وكان هو يعشقها لكونها ذكية وجميلة " .
كتابة / سارة بيرنبوم
عن / THE WORLD