TOP

جريدة المدى > عام > بيع رسائل حب من همنغواي إلى مارلين ديتريش

بيع رسائل حب من همنغواي إلى مارلين ديتريش

نشر في: 28 يوليو, 2020: 06:25 م

ترجمة / أحمد فاضل

" عزيزتي مارلين

أنا دائماً أحبكِ وأعجبُ بك ولديَّ كل أنواع المشاعر المختلطة عنك ، يرجى العلم بأنني قد أنساك أحياناً في زحمة الكتابة ، لكنكِ وقلبي تدقان سوية " .

تم إرسال هذه الرسالة إلى نجمة هوليوود مارلين ديتريش كتبت من قبل إرنست همنغواي ، وهي واحدة من عديد الرسائل التي أرسلها لها على مدى 30 عاماً من صداقته لها ، طرحت جميعاً للبيع بالمزاد العلني الذي أقيم في سوان بنيويورك 12 أغسطس / آب من عام 1952 .

وكان همنغواي قد التقى ديتريش على متن سفينة ركاب فرنسية عام 1934 ، حيث كان عائداً من رحلة أفريقية مع زوجته الثانية ، بينما كانت ديتريش عائدة إلى هوليوود على نفس السفينة بعد زيارة أقارب لها في ألمانيا في إحدى رحلاتها الأخيرة إلى الوطن ، تقول د . ساندرا سبانير ، محررة كتاب " رسائل إرنست همنغواي " الذي أصدرته قبل بيع تلك الرسائل :

"مارلين ديتريش روت القصة لاحقاً عن كيفية التقائهما بالفعل ، حين جاءت إلى غرفة الطعام في السفينة ، وطلبت الانضمام إلى مجموعة من ركابها ، وعندما وقفوا لتحيتها ، أدركت أن هناك 12 شخصاً على الطاولة وأنها ستحمل الرقم 13 ، فحاولت الاعتذار منهم بسبب تطيرها من هذا الرقم ، لكن فجأة ظهر إرنست همنغواي ليقول لهم إنه لم يقصد التطفل ، لكنه سيكون سعيداً لكونه الشخص الرابع عشر على الطاولة " .

استمرت ديتريش وهيمينغواي في مراسلات مكثفة وغزيرة معاً حتى انتحاره في عام 1961 ، وعلى الرغم من أنهما لم يناما معاً ، فقد وصف حبهم بأنه أفلاطوني ، تقول سبانير عن ذلك :

إنهما كانا يتحدثان عن عائلاتهم وعملهم ومشاعرهم حول حياتهم التي يعيشونها ، وقالت كذلك :

"لقد كان لديهم مخطط خيالي أنهما سيفتتحان ملهى ليلي معاً يوماً ما ، ستكون ديتريش المغنية فيه ، وسيكون هو المدير الفعلي له " ، وقد تخيل همنغواي عمل الملهى الليلي ذاك في إحدى رسائله إليها بتاريخ 28 أغسطس / آب 1955 ، حيث كتب يقول : 

" من المحتمل أن تكون هناك أشياء مبتكرة عديدة على خشبة المسرح " ، أما رسائله فقد كانت تميل إلى أن تكون أكثر " ثرثرة " ، كما تقول سبانير ، وأن هناك أيضاً شعوراً قوياً فيها لا تجده عادةً في بقية أعماله ، وفيها الكثير من الحنان والمرح ، وكان يوقع رسائله ببابا همنغواي ، كما كان يمنحها ألقاباً كابنتي الصغيرة أو ابنتي ، كما كان يفعل مع معظم النساء الأصغر سناً منه بتلك الطريقة ، وتعتقد سبانير أن همنغواي وديتريش استعانا بخبراتهما في الحرب العالمية الثانية حين كان هو مراسلاً للحرب ، أما هي فقد تكفلت بالترفيه عن الجنود بالغناء والاستعراضات الخفيفة ، فكلاهما كان لديهما الشعور بأنهما مرا بشيء معاً ، وأنهما كانا يمتلكان القوة والشجاعة في أداء تلك الأعمال دون خوف ، فعلى سبيل المثال في رسالة مؤرخة في 27 يونيو / حزيران 1950 ، يخبر همنغواي ديتريش قائلاً :

" يجب علينا الحفاظ على اتصال جيد بيننا ، أنا عجوز غير قابل للتدمير وأنت شابة ، لكننا نعرف أننا نختلف عن الآخرين ، حتى في الأوقات العصيبة " .

خلال الأربعينيات من القرن الماضي ، تقول سبانير :

" إن ديتريش وهمنغواي كانا يتسكعان في فندق ريتز في باريس ، فالتقيا بمجموعة من جنود الحلفاء ، فكتب قصيدة القتها عليهم بصوتها الساحر ديتريش ، كتبها عن ذكرياته مع إحدى وحدات المشاة ، حيث توفي منهم 67 رجلاً خلال 24 ساعة فقط ، كان حزيناً وبحسب ما ورد فقد أبكت القصيدة الجميع حتى ديتريش .

تذهب ابنة ديتريش ، ماريا ريفا ، خطوة أبعد حينما تكتب في سيرتها الذاتية عنها قائلة :

" بالنسبة لأمي ، فقد وصفت همنغواي بقولها :

كان مراسلاً للحرب ، ودائماً ما يرتدي معطفاً واقياً من المطر ، كان صياداً ماهراً ، يقف بقوة في طريق وحيد القرن حاملاً بندقيته ، فيلسوف " ، لقد أعجبت هي به ، وكانت مقتنعة بأنها أفضل صديقة له على الإطلاق ، وكان هو يعشقها لكونها ذكية وجميلة " .

كتابة / سارة بيرنبوم

عن / THE WORLD 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

أدباء: الشعر لم يخل عرشه فما زال يتشبث وأثبت بأنه يحتفظ بالقدرة على التنويع والتجديد
عام

أدباء: الشعر لم يخل عرشه فما زال يتشبث وأثبت بأنه يحتفظ بالقدرة على التنويع والتجديد

علاء المفرجي يرى الكثير من القراء والنقاد انه كان للرواية ظهور واضح في المشهد الأدبي العراقي خلال العقود الثلاث الأخيرة، فهل استطاعت الرواية أن تزيح الشعر من عليائه؟ خاصة والكثير من الشعراء دخلوا مجال...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram