TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك :(عبادة العكرك عند الفجر تنام)

هواء فـي شبك :(عبادة العكرك عند الفجر تنام)

نشر في: 12 مايو, 2010: 08:46 م

عبدالله السكوتي يعتقد كثير من الناس ان نقيق الضفادع ماهو الاتسبيح لله، واعتقادهم هذا يستند على بعض الاخبار المروية عن النبي داود، على اعتبار انه كان يفهم منطق الحيوانات ؛ والضفدعة اذا مابقيت في الماء فانها تنق طوال الليل ومتى حان الفجر انقطع نقيقها،
 اما اذا كانت خارج الماء فتبقى صامتة ؛ ويحكى انه عندما حان وقت حساب الحيوانات في الحياة الاخرى، جاء دور الضفدعة، فلم يجدوا في صحيفة اعمالها مايستوجب دخولها الجنة، عندها لامتها بقية الحيوانات على ذلك فاعترضت واحتجت انها كانت تسبح لله يوميا منذ غياب الشمس حتى فجر اليوم التالي، فرفع الامر الى الملائكة فقالوا: حين نسجل الاعمال قبل صلاة الفجر بدقائق نجد هذه المخلوقة قد صمتت ولذا لم نسجل لها عملا عباديا تستحق عليه الجنة.وهذا الامر يتجسد باغلب الوزارات، فهي تكدح وتعمل وتعطي الرواتب، لكنها حين يأتي قطف الثمار تتراجع الى الخلف وكأنها بدأت الآن، ومثال ذلك وزارة الكهرباء، نقضي شتاء جيدا وبراحة نفسية تامة ونتأمل صيفا معتدلا فوزارة الكهرباء افتتحت كذا محطة للصيف واضافت كذا وحدة، لكن وبمجرد دخولنا في جحيم الصيف، لانجد شيئا ؛ الكهرباء تتراجع الى نقطة البداية ؛ ساعة واحدة لكل 12 ساعة، وهذه السياسة تدعى سياسة التحبيط، وقد مورست من قبل كثيرا لكنها اتت باللعن والمذمة على ممارسيها، وهكذا بالنسبة لوزارة المالية حين بدأت بالسلف ؛ كل منا وضع نصب عينيه ان يكمل احتياجات بيته ، واضحكني احد الزملاء الذي يسكن في الارض المنقطعة بين العبيدي والشماعية ؛ قال لي انه سيذهب للهند بمجرد ان يتسلم السلفة، لكنه الان يلعن سبب تأخره عن رحلة الهند التي طالما حلم بها كثيرا .اهداني زميلي ذاته بيتا شعريا من الابوذية لاحد الشعراء الذين اغتالتهم يد الارهاب والجريمة، وهذا البيت:(عليك الليل كلّه آنه وانه/ وياك العتب هسّه آن اوانهاتّهدد بالنفاهه آنه وانه/ وبالشده تكول آنه اشعليّه)اصبح كلام المسؤولين الان عبارة عن (ربابه يم..... بعير)، لقد وضعوا الشمس في كف والقمر في الكف الاخر ابان التغييرعام 2003 والان مضت سبع وشهرين ونحن ننتظر الفرج ، لقد ذهبت الكهرباء بكفاءاتها ومفكريها الذين لم يعرفوا وخلال هذه السنين ان يضعوا خطة لاقناع الناس انهم ربما تمكنوا من توفيرها في الالفين وخمسين وعندها سيقولون ان النفط نفد ومن غير الممكن تشغيل المحطات، لقد كان العلماء في زمن النظام السابق اكثر شيطنة فقد اوهموا الرجل الاول انهم صنعوا الذرية وهم في مراحلها الاخيرة، وكانوا قاب قوسين او ادنى ان يكتشفوا، لولا زيارة لجان التفتيش التي انقذتهم من المساءلة، اعتمدوا على جهاز الطرد المركزي لانشطار النواة، لكن هذه العملية مكلفة امتصوا ثلاثة ارباع ثروة العراق في دوران جهازهم وشطر النواة ، فكان ان اصبح تحت عشرين مترا من الصب الكونكريتي وانتهت المسألة، ولم يعد يسأل احدعن الاموال، والان لا احد يعطي موعدا ثابتا لخلاصنا وليعتبروها آخر امنية لدينا، وليعوضونا عن تأخر تشكيل الحكومة، ولكن بحسب القاعدة ففاقد الشيء لايعطيه، فلماذا نطلب المستحيل ؛ في الجعبة الكثير من الحجج ؛ صندوق النقد الدولي والبند السابع ودول اخرى لاتريد التقدم للعراق، من يواجه المساكين؟ هؤلاء المحنكين بالخديعة والكذب، اضف اليهم اسياد الشيطنة والضحك على الذقون، ومع هذا (فالتعرفه احسن من الماتعرفه)، والبدائل المتاحة للشعب بدائل قميئة منحطة، تمثل افكارا متطرفة وقاعدة ومجاميع متخلفة، لننتظر صيف 2011 ونرى، وصدق الشاعركثير حين قال: قضى كل ذي دين فوفى غريمه/ وعزة ممطول معنى غريمها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram