TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: انتفاضة الحلبوسي وصمت الرئاسات

العمود الثامن: انتفاضة الحلبوسي وصمت الرئاسات

نشر في: 2 أغسطس, 2020: 09:08 م

 علي حسين

كنت أنوي أن أخصص عمود اليوم للحديث عن الراحل عادل كاظم سيد الدراما العراقية بلا منازع، وهي دراما ذات أهداف إنسانية ووطنية، لا تشبه الدراما السياسية الزائفة التي نعيشها منذ سنوات.

رحل عادل كاظم بعد ثلاث سنوات من المعاناة مع المرض دون أن تكلف الجهات المسؤولة نفسها وتسأل عنه.. بل إن حكومتنا وجدت أن إصدار تعزية لكاتب كبير ليست من أولوياتها، ورئيس البرلمان منشغل البال بالانتخابات ويبحث مع أبو مازن عن السعر الجديد لكرسي رئاسة البرلمان، اما رئيس الجمهورية فربما فاته أن عادل كاظم مواطن عراقي مات قهرًا لأن بلاده تنكرت له. 

ولهذا إسمحوا لي أن اتحدث عن البيان الثوري الذي أصدره محمد الحلبوسي، والذي يحذر فيه الشعب من التصيد في الماء العكر، ومحاولة تحديد موعد للانتخابات، فهذه قلعة البرلمان الحصينة التي ساهمت برغم حسد الحسّاد في إنقاذ العراق من الضياع والمضي في تحقيق التنمية والازدهار اللذان بدأت بشائرهما بقتل المتظاهرين وقنصهم والسخرية منهم علنا .

إذن ليس علينا إلّا أن نسمع ونطيع، فقد تصوّرَ "جهابذة" البرلمان، أن العراقيين مجموعة من السبايا والعبيد في مملكتهم، ليس مطلوبًا منهم سوى الاستماع إلى تعليمات الحلبوسي الذي لا يريد عقد جلسة طارئة لمناقشة ما يجري في بلاد اسمها العراق.

عندما يفشل من يطلقون على أنفسهم نواب في صياغة مشروع وطني لدولة مؤسسات في العراق، نراهم لا يجدون سوى طريقًا واحدًا لخوض المعركة السهلة، وهو طريق المناصب والمغانم، اعتقادًا منهم أن العراق مجرد كعكة لذيذة ودسمة، تعرف الناس جيدًا أنها كانت السبب وراء حروب الساسة من أجل البقاء أطول مدة ممكنة على أنفاس الوطن.

يكشف لنا غياب البرلمان و"نومه" أن أحزابه لا تجيد سوى نشر الإحباط وقتل الأمل في النفوس، وتحويل البلدان التي انتظرت السعادة إلى بلدان يرضى أهلها بما هو مقسوم لهم في ظل ساسة ومسؤولين مهمتهم الأولى تعبيد طرق الآخرة أمام الناس وطرق السعادة والرفاهية أمام عوائلهم .

أن يحتفظ البرلمان بصمته وهدوئه، بينما النار تشتعل في كل مكان، فهذا ما لا يصدقه عاقل، إلا إذا كان يعتقد أن وجود قتيبة الجبوري على رأس لجنة الصحة في البرلمان سيقضي على فايروس كورونا. 

كان عادل كاظم مغرما بالعراق مغرماً بالعراق الذي يعشقهحدّ الوله، ويعتقد أن الفن والثقافة سيصنعان بلداً يكون ملكاً للجميع، و مجتمعاً آمناً لا تقيد حركته خطب وشعارات ثورية، ولا يحرس استقراره ساسة يتربصون به كل ليلة من على شاشات الفضائيات.. ولا يحلق به راس المواطن بـ " الكتر " .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram