علي حسين
كنت أنوي أن أخصص عمود اليوم للحديث عن الراحل عادل كاظم سيد الدراما العراقية بلا منازع، وهي دراما ذات أهداف إنسانية ووطنية، لا تشبه الدراما السياسية الزائفة التي نعيشها منذ سنوات.
رحل عادل كاظم بعد ثلاث سنوات من المعاناة مع المرض دون أن تكلف الجهات المسؤولة نفسها وتسأل عنه.. بل إن حكومتنا وجدت أن إصدار تعزية لكاتب كبير ليست من أولوياتها، ورئيس البرلمان منشغل البال بالانتخابات ويبحث مع أبو مازن عن السعر الجديد لكرسي رئاسة البرلمان، اما رئيس الجمهورية فربما فاته أن عادل كاظم مواطن عراقي مات قهرًا لأن بلاده تنكرت له.
ولهذا إسمحوا لي أن اتحدث عن البيان الثوري الذي أصدره محمد الحلبوسي، والذي يحذر فيه الشعب من التصيد في الماء العكر، ومحاولة تحديد موعد للانتخابات، فهذه قلعة البرلمان الحصينة التي ساهمت برغم حسد الحسّاد في إنقاذ العراق من الضياع والمضي في تحقيق التنمية والازدهار اللذان بدأت بشائرهما بقتل المتظاهرين وقنصهم والسخرية منهم علنا .
إذن ليس علينا إلّا أن نسمع ونطيع، فقد تصوّرَ "جهابذة" البرلمان، أن العراقيين مجموعة من السبايا والعبيد في مملكتهم، ليس مطلوبًا منهم سوى الاستماع إلى تعليمات الحلبوسي الذي لا يريد عقد جلسة طارئة لمناقشة ما يجري في بلاد اسمها العراق.
عندما يفشل من يطلقون على أنفسهم نواب في صياغة مشروع وطني لدولة مؤسسات في العراق، نراهم لا يجدون سوى طريقًا واحدًا لخوض المعركة السهلة، وهو طريق المناصب والمغانم، اعتقادًا منهم أن العراق مجرد كعكة لذيذة ودسمة، تعرف الناس جيدًا أنها كانت السبب وراء حروب الساسة من أجل البقاء أطول مدة ممكنة على أنفاس الوطن.
يكشف لنا غياب البرلمان و"نومه" أن أحزابه لا تجيد سوى نشر الإحباط وقتل الأمل في النفوس، وتحويل البلدان التي انتظرت السعادة إلى بلدان يرضى أهلها بما هو مقسوم لهم في ظل ساسة ومسؤولين مهمتهم الأولى تعبيد طرق الآخرة أمام الناس وطرق السعادة والرفاهية أمام عوائلهم .
أن يحتفظ البرلمان بصمته وهدوئه، بينما النار تشتعل في كل مكان، فهذا ما لا يصدقه عاقل، إلا إذا كان يعتقد أن وجود قتيبة الجبوري على رأس لجنة الصحة في البرلمان سيقضي على فايروس كورونا.
كان عادل كاظم مغرما بالعراق مغرماً بالعراق الذي يعشقهحدّ الوله، ويعتقد أن الفن والثقافة سيصنعان بلداً يكون ملكاً للجميع، و مجتمعاً آمناً لا تقيد حركته خطب وشعارات ثورية، ولا يحرس استقراره ساسة يتربصون به كل ليلة من على شاشات الفضائيات.. ولا يحلق به راس المواطن بـ " الكتر " .