اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ملحق منارات > شابلن وثقافة الإبهام

شابلن وثقافة الإبهام

نشر في: 14 مايو, 2010: 04:17 م

خليل حسن لقد لفت شارلي شابلن نظر العالم للتأثيرات السلبية للثورة الصناعية الثانية في الثلاثينيات بكتابة قصته الأوقات المعاصرة وتقديمها للسينما في عام 1936. ويمثل شابلن في هذا الفيلم دور عامل يصارع الحياة للبقاء في عالم تكنولوجية الصناعة الجديد،
 حينما أستبدل الإنسان بالآليات الصناعية ليصبح عاطلا عن العمل، ولتترافق هذه البطالة بالفقر والجوع والمرض والتسكع في الطرقات والسكن في الخرائب. كما أهتم شابلن بمشكلة الفقر في المجتمعات الغنية وبالأخص في الولايات المتحدة والتي وصلت اليوم لأعلى نسبها لتسجل الإحصائيات الحكومية تسعة وثلاثين مليونا من السكان تحت خط الفقر. كما أبدع شابلن في إظهار مساوئ الفقر في هذه الأنظمة على الشاشة السينمائية لدرجة أدت لاتهامه بالشيوعية من قبل اليمين المكارثي الأمريكي بل وطرده من الولايات المتحدة.  وقد اهتمت قصة الأوقات المعاصرة بمشكلة الفقر والبطالة التي عاشتها الولايات المتحدة في نهاية العشرينات، في ما يسمى بفترة الكساد الكبير، حيث اهتز عرش الاقتصاد الأمريكي وتحطمت سوق الأسهم. ويبدأ الفيلم بمشهد لقطيع من البقر يليه مشهد لعدد كبير من العمال يهرولون للعمل بالمصانع. ويعقبه مشهد لرئيس مصنع جالس في مكتبه ويبتلع أقراصا لعلاج الإمراض المرافقة لضغوط المجتمع الصناعي، وهو يأمر العمال بصراخه لزيادة إنتاجيتهم. ونشاهد شارلي شابلن في بداية الفيلم كعامل مصنع يثبت بعض البراغي بسرعة متزايدة لترتفع لسرعة جنونية. وحينما يهرب لقضاء حاجته وليشرب سيجارة يكتشفه الرئيس من خلال شاشة المراقبة ويأمره بالرجوع للعمل فورا. وفي فترة الغداء يأتي الرئيس مع مساعديه لتجربة جهاز اتوماتيكي يطعم العمال بسرعة ليقلل فترة الغذاء ويزيد ربحية المصنع. وينتهي الوضع بأن يصاب شابلن بانهيار عصبي فيؤخذ للعلاج في المستشفى. وبعد أن يتعافى ويخرج متمشيا في الشارع ليجد علم سقط من عربة فيركض بالعلم ليرجعه للسيارة وإذا بمظاهرة عمالية خلفه فتلقي الشرطة القبض عليه لاعتقادهم بأنه يقود المظاهرة. ويتناول في السجن بعض الكوكائين معتقدا بأنه ملح للطعام فتزداد شجاعته فيفشل عملية هرب لبعض السجناء فتعتبره الشرطة بطلا وتطلق سراحه. واجهه شابلن صدمة كبيرة بعد خرجه من السجن ليعيش واقع الحياة الصناعية الصعبة لينتهي به سوء حظه للمعاناة من البطالة فيقرر الرجوع إلى السجن. وتأتيه الفرصة المؤاتية التي كان ينتظرها حينما يرتطم بفتاة يتيمة وفقيرة كانت هاربة من الشرطة بعد إن سرقت قطعة من الرغيف. وقد فقدت هذه الفتاة والدها بأطلاق الشرطة الرصاص عليه بعد أن خرج في مظاهرة يطالب بالحصول على عمل ليطعم بناته الثلاث اليتيمات. فقرر شابلن أن ينقد الفتاة اليتيمة ويحقق أمنيته بدخول السجن فأدعى بأنه سرق قطعة الرغيف، ولسوء حظه شهد البعض ببراءته. وفي محاولته المستميتة لدخول السجن دخل مطعم وأكل الكثير ولم يدفع الفاتورة ونادى الشرطي للقبض عليه. وبينما كانت الحافلة تنقله للسجن التقى بالفتاة اليتيمة سارقة الرغيف في الحافلة. وقد حاولت الفتاة الهرب من الحافلة ففقد السائق توازنه وانقلبت الحافلة فهرب جميع السجناء. وبعد هروبهم من حافلة السجن يجلس شابلن مع صديقته اليتيمة على بساط الفقر في الحديقة ويحلم معها بالبيت الجميل والأكل اللذيذ وينتهي الحلم بمشاهدة شرطي يراقبه مما أدى لهربه مع صديقته. وتضحك له الدنيا، حينما يرى حارس متجر ينقل للمستشفى، فيدخل على الرئيس طالبا الوظيفة فيوافق على تعيينه حارسا في المحل. ولم تاب نفسه بأن يعيش في أمان المتجر بعيد عن أقرانه الفقراء، فحول المتجر ملجأ لأصدقائه المشردين. ويكتشف صاحب المتجر سره ويخبر الشرطة للقبض عليه. وبعد عشرة أيام يخرج من السجن فتأخذه صديقته اليتيمة للعيش معها في بيت خشبي مهجور، ويتوفق أيضا في الحصول على العمل في أحدى المصانع. ويصطدم مرة أخرى بالشرطة حينما كان يحاول أن ينقذ رئيسه من العمال المتظاهرين فيرمى في السجن. وبعدما يخرج من السجن يكتشف بأن صديقته اليتيمة تعمل راقصة في أحد مقاهي المدينة، وتحاول أن تساعده في الحصول على عمل ليغني معها. فيوافق صاحب المقهى ولكن تكتشف الشرطة مكانهم فيقررا الهرب في شارع المستقبل المجهول.  وقد ناقش الكاتب الأمريكي ألان توفلر الثورة الصناعية الثالثة في كتابه صدمة المستقبل الذي صدر في منتصف السبعينيات. وبحث في كتابه التغيرات المترافقة لتكنولوجية الثورة الصناعية الثالثة وتأثيراتها السلبية على الإنسان. وشرح الأعراض المترافقة للتطورات التكنولوجية واختراعاتها السريعة والمتكرره، وكيفية تأثيرها على شخصية الانسان وسلوكه وذكائه الاجتماعي والعاطفي.  كما ناقشت صحيفة اليابان تايمز بافتتاحيتها في السابع والعشرين من يناير من هذا العام سلبيات التعامل مع تكنولوجية الثورة الصناعية في الألفية الثالثة وتأثيراتها على الشباب. فمن المعروف بأن اليابان هي من أكثر الدول تطورا في مجال التكنولوجية، والتي تلعب دورا رئيسيا في حياة الفرد الياباني. فتلاحقه هذه التكنولوجية في بيته وسيارته ومواقع عمله بل أيضا حينما يخرج للنزهة ويستخدم المواصلات. فالتلفون النق

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برتولت بريخت والمسرح العراقي

برتولت بريخت والمسرح العراقي

د. عادل حبه في الاسابيع الاخيرة وحتى 21 من أيار الجاري ولاول مرة منذ عام 1947 ، تعرض على مسرح السينما في واشنطن مسرحية "المتحدثون الصامتون"، وهي احدى مسرحيات الشاعر والكاتب المسرحي الالماني برتولت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram