TOP

جريدة المدى > ملحق منارات > شابلن ..لـم تنل منه الشهرة ولا الاموال

شابلن ..لـم تنل منه الشهرة ولا الاموال

نشر في: 14 مايو, 2010: 04:20 م

ترجمة : ابتسام عبدالله تحول شابلن ، كما تحول فيما بعد بطل فيلمه ، « الصبي « وفي سن الحادية والعشرين لم يكن شابلن المتشرد فقط بل اشد من ذلك. ولا يمتدح المؤلف بمغالاة عبقرية شابلن في طفولته ، قائلاً ما قدمه في تلك المرحلة المبكرة من حياته كانت لا تتضمن أي قيمة فنية .
ومع تعاقب  الاعوام وسطوع اسمه، عرف شابلن وفرة الاموال والاحتفاء به بشكل متواصل. ولكن ذلك الامر كاد  يبتلعه في اوائل عام 1917. لكن مقاومته لذلك  كانت مدهشة ولم تقدرالشهرة او المال الوفي ان تؤثر فيه..rnفي عام 1975، منح شارلي شابلن وسام الفروسية في انكلترا. اصطفت الحشود للتصفيق له وتحييه وهو يغادر سيارة الرولز رايس التي اقلته الى قصر بيكنغهام.  كانت لحظات مؤثرة تلك التي تقدم فيها شابلن  بكرسيه ذي العجلات ، نحو ملكة انكلترا: نحيلاً شاحباً ، بعد عودته من المنفى، فيما عزفت الاوركسترا في القصر الملكي لحن : اضواء المسرح». ثم عاد السير شارلي شابلن بعد تقليده ليختفي رأسه الاشيب  في حشد المنتظرين بقاعة الاحتفالات. كانت زوجة شابلن، أونا ، الى جانبه التي غدت بعد الاحتفال الليدي شابلن، وبرفقة الزوجين واولادهم التسعة.إن كتاب سيمون لوفيش ممتع جداً لا يشبه المئات من الكتب التي صدرت عن شابلن : عبقريته وتأثيره المتواصل. كان ولما يزل يثير الفضول والاهتمام، شابلن ذو الاوجه المتعددة التي كانت تجذب اليه مشاعر فتيات في سن الـ 16 او 17، ولهذا السبب تزوج ثلاث مرات ، وزوجاته كن في ذلك السن تقريباً . وشابلن ، الضحية الشجاعة للمكارتية، وقد تحدث كتاب مايكل، « عشب والدي الاخضر، عن تلك المرحلة في حياته. اما سيمون لوفيش فيتناول عبقرية شابلن وخبرته الفنية في المسرح والسينما  و الموسيقى ايضاً عبر مسيرته الفنية الطويلة وما قدمه» الطفل ، انوار المدينة،الازمنة الحديثة ، حمى الذهب» الديكتاتور الكبير ، اضواء المسرح.  ويتابع القارئ  تلك المسيرة بشغف، وهو يتأمل مع المؤلف موهبة شابلن الفذة في الكوميديا وكيف ان تكوينه الجسدي ساعده على تقمص تلك الشخصيات التي ادى ادوارها ، وكيف انه مزج في فنه بين التمثيل والرقص والموسيقى، والكتابة والاخراج ايضاً. لم تكن حياة شارلي شابلن العائلية سعيدة او سهلة. فقد بدأ العمل في سن مبكرة : يؤدي : رقصة القبقاب، في مشرب صغير. الفقر المدقع والملجأ فرق بين  افراد العائلة . وامضى شارلي وشقيقه سيدني فترة من الزمن في اصلاحية الاحداث وفي مدرسة القانون للفقراء. وتلك الاعوام التي تشبه احداث رواية اوليفر تويست ، تكررت ثانية بعد وصول شابلن الى هوليوود عن طريق نيويورك ، عام 1910، كان يبدو مثل أي شاب عربي، ممتلئ الخدين، بسيط صريح، يعتمد على نفسه ، يميل الى الفلسفة»، يحمل سحنة تتجاوز الصورة التقليدية لابناء الشوارع الفقراء في لندن . وتحدث مرة شابلن عن تلك المرحلة بقوله ، « كنت  آنذاك أشد صرامة مع نفسي . منكباً على القراءة «. وقبل الحرب العالمية  الاولى ، كانت الفرق الغنائية تطوف المدن ن اما الكوميديون فيها، فيعرفون بـ المنولوجست. وفي تلك الازقة الصغيرة الوضيعة، تحول شابلن ، كما تحول فيما بعد بطل فيلمه ، « الصبي « وفي سن الحادية والعشرين لم يكن شابلن المتشرد فقط بل اشد من ذلك. ولا يمتدح المؤلف بمغالاة عبقرية شابلن في طفولته ، قائلاً ما قدمه في تلك المرحلة المبكرة من حياته كانت لا تتضمن أي قيمة فنية . ومع تعاقب  الاعوام وسطوع اسمه، عرف شابلن وفرة الاموال والاحتفاء به بشكل متواصل. ولكن ذلك الامر كاد  يبتلعه في اوائل عام 1917. لكن مقاومته لذلك  كانت مدهشة ولم تقدرالشهرة او المال الوفي ان تؤثر فيه..وعندما اتهم شارلي شابلن بالبلشفية ، قال: اني فنان ، استمتع بالحياة والبلشفية وجه جديد من اوجه الحياة ، ولابد ان استمتع بها. وفشله في رد تلك التهمة عنه وهو الذي جنى نحو 30 مليون دولار من عمله، او حتى التعبير عن ندمه لدعم روسيا، ادى اخيراً الى نفيه . ومع تلك الاساءة الى اسمه وسمعته ، فانه لم يتوقف عن العمل.  وفي تلك المرحلة من حياته قدم مع مساعده آنذاك، روبرت الدرج»، اضواء المسرح»، حيث ادى دور المهرج كالفيرو، بوقار يناسب عمره. ويقول المؤلف ، ان فيلم أضواء المسرح» لا يعني شيئاً بالنسبة  لاولئك الذين لا يعني شارلي شابلن لهم أي شيء «. وافلامه بشكل عام ما تزال تلقى النجاح وتجد صدى لها في كتابات النقاد. وفي النهاية يكتب لوفيش: « كان شهيراً لانه كان شهيراً . المتشرد اصبح شخصية عالمية . ورمزاً سينمائياً يقف في مقدمة من كتب عنهم. rnعن التايمز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برتولت بريخت والمسرح العراقي

برتولت بريخت والمسرح العراقي

د. عادل حبه في الاسابيع الاخيرة وحتى 21 من أيار الجاري ولاول مرة منذ عام 1947 ، تعرض على مسرح السينما في واشنطن مسرحية "المتحدثون الصامتون"، وهي احدى مسرحيات الشاعر والكاتب المسرحي الالماني برتولت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram